رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الديب يكتب: هل يصبح محمد القناوى وزيرا؟

أحمد الديب
أحمد الديب

من سنن الحياة أن يأتى يوم على أي مسئول وتنتهى فترة جلوسه على كرسى المؤسسة التي يديرها، وفى لحظة معلومة أو غير معلومة يترك المسئول مكتبه ومنصبه، وتبقى السيرة، ويبقى معها سجل مكتوب إما بإنجازات ونجاحات وتاريخ سيعيش أطول من صاحبه، أو تنتهى ذكراه بمجرد خروجه من باب تلك المؤسسة.


وبالرغم من أننا نرى يوميًا في قطاع التعليم العالى والجامعات مسئولين يغادرون مواقعهم القيادية، إلا أن هناك البعض مازالوا محتفظين بموقعهم بقوة في سجل التاريخ، وأسماؤهم ستظل حاضرة بأعمالهم وما قدموه وحتى إن كانت تلك الفترة قصيرة في نظر البعض إلا أن "السيرة دائما وأبدا أطول من العمر".

ومن ضمن هؤلاء القيادات الراسخة في ملف التعليم العالى والتي ظلت على مدار 4 سنوات تقدم العطاء الدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة السابق، وأحد أكبر أساتذة طب الفم الأسنان في التعليم العالي، والذي اختار أن يكون بعيدا عن المشهد بعد انتهاء مدته كرئيسً للجامعة، مقررا التوجه لعمله الأكاديمي كأستاذ زراعة الأسنان بعد سنوات حافلة من التطوير والإنجازات التي شهدتها جامعة المنصورة في فترة رئاسة.

ولا أخفى عليكم سرا أن تعيين القناوى رئيسا لجامعة المنصورة كان مفاجأة كبيرة لى ولكثيرين من المرتبطين بتغطية ملف الجامعات، خاصة وأنه قبل تعيين القناوى بأيام رئيسا لجامعة المنصورة كنا على موعد مع جلسة المجلس الأعلى للجامعات في سبتمبر 2014، وعقب الجلسة أكدت مصادر ذات ثقل أن سيتم تعيين أحد القيادات بالجامعة رئيسا خلفا للوزير الأسبق الدكتور السيد عبدالخالق أحد أفضل وزراء التعليم العالى وأول وزير لها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم يكن اسم القناوى مؤكدا للجلوس على عرش الجامعة، وعقب الجلسة بـ24 ساعة صباح يوم 20 سبتمبر 2014 صدر القرار الجمهورى بتعيينه رئيسا لجامعة المنصورة، وكنت أول من نشر الخطة الإستراتيجية للقناوى على بوابة " فيتو"، والتي كانت خطة جريئة وضعت بعد فترة صعبة شهدتها الجامعة من مظاهرات وأعمال عنف من قبل بعض المنتمين لجماعة الإخوان.

- للاطلاع على خطة القناوى الإستراتيجية لتطوير جامعة المنصورة اضغط هنا :


لم أكتب تلك السطور لمجرد الإشادة فقط بالقناوى فهو الآن خارج نطاق المسئولية، ولا أرغب أيضا في كتابة إنجازاته التي لن تكفيها تلك السطور حقها، فيكفيه أنه طور القطاع الطبى بالجامعة ومدينة الطالبات، وفى عهده تقدمت الجامعة في التصنيفات الدولية، وأيضا ما تم من جهد في عهده لتطوير مستشفى الأطفال وإنشاء أول بنك لبحوث الخلايا الجذعية، ومركز أبحاث وفحوصات أمراض قلب الأطفال، بالإضافة إلى وحدة زراعة نخاع الأطفال، فضلا عن زيادة عدد الطلاب الوافدين في عهده لـ 5300 طالب، وهو أهم مصدر للدخل لجميع الجامعات المصرية.

ولكن تلك السطور دعوة للاستفادة من خبراته، ورغم علمى أنه رفض تولى مناصب قيادية أعلى من رئاسة الجامعة أثناء وجوده بإدارة الجامعة، رغبة منه في استكمال مسيرة العمل الجامعى حتى انتهت فترته بتعيين زميله وصديقه الذي يقود المسيرة حاليا الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة، أسال هنا لماذا لم يكرم القناوى داخل المجلس الأعلى للجامعات مثل كل رئيس جامعة تنتهى فترته، ما الأسباب، وإذا رفض فلماذا رفض؟! القناوى خبرة تعليمية وطبية كبيرة لابد من استغلالها، والاستفادة منها، وأدعو هنا إلى صفحة جديدة من أجل الصالح العام وخدمة الوطن بالخبرات الكبيرة التي قدمت الكثير من أجل رفعته، وأن نفعل مبدأ إنكار الذات الذي طبقه القناوى أثناء إدارته للجامعة.
الجريدة الرسمية