رئيس التحرير
عصام كامل

معرض كتاب العريش.. تحدى الإرهاب بـ«الورقة والقلم».. 2300 كتاب.. 10 دور نشر و30 شابا متطوعا.. دعم قوي من الأجهزة المحلية لزيادة الوعي الثقافي.. وتعذر الوصول لمعرض القاهرة الدولي أكبر حافز

فيتو

«الكتاب في مواجهة الإرهاب».. الوصف الأدق لمعرض الكتاب الذي نظمه مجموعة من شباب مدينة العريش، بشمال سيناء، رغبة منهم في نشر ثقافة القراءة بين أهالي المدينة، إلى جانب إرسال صورة إلى العالم الخارجي بأن الإرهاب لا يمنع الثقافة، وأن مواجهة التطرف لا تتوقف عند حد «المواجهة المسلحة»، لكنها تمتد على أكثر من جبهة، من ضمنها «المواجهة الثقافية».


البداية
معرض «كتاب العريش»، الذي شارك في تنظيمه، إلى جانب شباب المدينة، مديرية الشباب والرياضة بمحافظة شمال سيناء، وعدد من دور النشر، يعد الأول من نوعه على أرض الفيروز، كما أنه سبق إقامة المعرض عدة مبادرات لنشر الوعى الثقافى على أرض سيناء منها مبادرة «اقرأ بخمسة»، وهو عبارة عن إنشاء مكتبة صغيرة لجعل الأهالي يستعيرون الكتب مقابل خمسة جنيهات للكتاب لمدة أسبوع على أن يرده مرة أخرى.

إسراء عبد الفتاح، صاحبة مبادرة «اقرأ بخمسة» وفكرة تنظيم معرض كتاب العريش، قالت: «فكرة إقامة المعرض راودتني عندما لاحظت الإقبال الكبير من الأهالي وخاصة فئة الشباب على الاهتمام بالكتب وشرائها أو استعارتها، فبادرت بتداول الفكرة مع عدد من محبى نشر الوعى الثقافى وأصحاب الإبداع على أرض سيناء وعدد كبير من الكتاب الذين رحبوا بالفكرة وتشجيعى على إقامة المعرض، رغم أنه هناك صعوبات كبيرة كانت تواجهنا في الماضى».

وأضافت: «المعرض يضم 2300 كتاب، بمشاركة 10 دور نشر، إلى جانب 30 شابا متطوعا من أبناء مدينة العريش، ومشاركة أصحاب الإبداع من أبناء سيناء، يضم المعرض كتبا مختلفة أغلبها من الروايات الرومانسية وكتب تنمية بشرية.

«إسراء» أوضحت أن «المعرض أحدث فارقا بين الأهالي في ظل الظروف التي تواجهها محافظة شمال سيناء ومدينة العريش بالتحديد، ودليل ذلك إقبال الأهالي غير المسبوق على المعرض»، وأضافت: فكرة إقامة معرض للكتاب على أرض العريش ما هى إلا حلم حلمناه مع المهتمين بالعمل الثقافى، وها هو يتحقق بدعم محبي نشر الثقافة من خلال دور النشر وتخصيص مكان لإقامة المعرض.

التحديات
وعن التحديات والمخاوف التي قد تواجه القائمين على المعرض قالت: «لو هخاف لن أكتب حرفا» مؤكدة أن الإرهاب الفكري موجود، وله أضرار بالغة، ويتمثل بتوجيه الكُتاب «اكتب لكن عن مواضيع معينة»، وعن إصدارتها الأخيرة قالت «إسراء»: أصدرت رواية «شين» وهي تتحدث عن فتاة سورية لاجئة لمصر بعد ظروف الحرب في وطنها، والمقارنة بين حياتها في الشام وحياتها بمصر بعد تركها بلادها، و«إنما الحب ما ثبت» وهو عبارة عن رواية رومانسية تتناول العلاقات الاجتماعية في إطار رومانسي.

«إسراء» طالبت أصحاب الوعى الثقافى والمسئولين بالمحافظة بدعم المعرض وتجاوز كافة التحديات والتغلب عليها وتوفير مكان مناسب لإقامته بصفة دورية.

المكان المناسب
من جهته قال ناصر العزازى، مدير مركز شباب العريش: عندما التقيت القائمين على المعرض وطلبوا مني تخصيص مكان مناسب لإقامة المعرض لم أتردد وجهزت لهم مكانا مناسبا، وعند سؤالهم عن المقابل المالي لإيجار المكان أكدت أنه مجانًا، كما عملت على توفير جميع متطلبات واحتياجات القائمين على المعرض.

في حين قال محمود البيك أحد منظمى معرض العريش للكتاب: «ميقدرش المثقف يسمى نفسه مثقفا فعلًا إلا إذا كان ينشر الثقافة»، وفكرة المعرض جاءتنا عندما تعذر ذهاب بعض شباب العريش المهتمين بالقراءة والعمل الثقافى إلى معرض الكتاب الدولى بالقاهرة، وبعد مقابلتهم «قلت لهم أنا هجيب لكم معرض الكتاب»، وكانت جملة عابرة نحلم بتحقيقها حتى أصبح الحلم حقيقة بعد التواصل مع عدد من دور النشر والكتاب.

وأكمل: معرض الكتاب تحدٍ واضح للإرهاب، كما أننا نريد أن نقول للعالم أجمع إن «سيناء مش بس إرهاب» لكن بها مثقفين وشبابا واعيا يريد أن تصبح سيناء كما كانت من قبل، والإرهاب لم يمنعنا من مواصلة فاعليتنا المستمرة، ونحن نحارب بجانب قواتنا المسلحة والشرطة بثقافتنا وكتابتنا ونشرنا للوعى الثقافى مطالبا كل الشباب بالقراءة لأن الجهل أول خطوة في طريق التطرف.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية