رئيس التحرير
عصام كامل

هم الإرهابيون!


استشهاد أكثر من 50 مسلما وإصابة 20 آخرين وهم بين أيدي ربهم في مسجدين بنيوزيلندا حادث كاشف، ويؤكد أنهم هم الإرهابيون وليس نحن، فخلال الأعوام القليلة الماضية، وبالتحديد منذ غزو العراق 2003 تم تدمير 9 دول إسلامية، وقتل أكثر من 11 مليون مسلم وإصابة وتشريد أضعافهم على أيدي أمريكا وحلفائها الأوروبيين.


هذا الحادث يجب ألا يمر مرور الكرام لا هو فردى ولن يكون الأخير، لو وقع في أي دولة عربية أو إسلامية على مواطنين أجانب من ديانات أخرى وبهذه البشاعة لن تتوقف آلة الإعلام الغربي، ولجعلته حديثها ليلا ونهارا، حتى يؤكدوا لأنفسهم ولمواطنيهم صدق مزاعمهم أننا إرهابيون.

إنه حقد وكراهية في أنفسهم، لطالما حاولوا أن يصفونا بها وللأسف الشديد نحن صدقنا ذلك وأخذنا ندافع عن أنفسنا كأننا فعلا إرهابيون، رغم أننا دائما معتدى علينا وضحايا ومن مئات السنين كنا مطمعا للاستعمار الأجنبي من إنجليزي إلى فرنسي إلى إيطالي، ونهبوا ثرواتنا وحتى في الحرب العالمية جعلوا أرضنا مسرحا لجرائمهم رغم أنه لا ناقة لنا فيها ولا جمل، وبحقدهم الدفين أيضا زرعوا في أرضنا أكثر من عشرين مليون لغم حتى كتابة هذا السطور ما زالت تنفجر في الأطفال والنساء في مطروح والعلمين.

وإمعانا في حقدهم وقسوة قلوبهم نحونا رفضوا إعطاءنا خرائط هذه الألغام أو مساعدتنا على إزالتها.. إذا فمن يكون الإرهابي؟.. لو أن أي دولة إسلامية هي التي زرعت هذه الألغام في أي دولة أوروبية هل كانوا تركوها؟.. وهل كانت استمرت أكثر من ستين عاما تهدد شعبها وتحرمه من خيراته وثرواته؟.. والله العظيم هذا هو الإرهاب بعينه.

زرعوا الفتنة بيننا ونهبوا ثرواتنا وأفضل عقولنا وخيرة شبابنا وما زالوا يأخذون أفضل منتجاتنا ويصدورن إلينا نفاياتهم وأغذيتهم الفاسدة دمروا صناعاتنا الوطنية وشردوا عمالنا وجعلونا سوقا لمنتاجاتهم ثم يصفوننا بالإرهاب والجهل والتطرف والتخلف..

جرائمهم في فلسطين على مدى ستين عاما وأكثر مستمرة حتى الآن ولم ينج منها حتى الأطفال الرضع، عشرات الآلاف من الشهداء جريمتهم أنهم يدافعون عن أنفسهم وأراضيهم.. منازلهم هدمت فوق رءوسهم.. تم تشريدهم من بلادهم، مصلون قتلوا ركعا سجدا للمولى تبارك وتعالى.. إذا فمن الإرهابي؟.

احتلال العراق ونهب ثرواته، وقتل الأطفال والرجال والنساء الشباب والشيوخ، سجن أبنائه وإهانتهم وهتك أعراضهم.. أليس هذا هو الإرهاب؟؟ صنعوا داعش ودمروا سوريا وليبيا وفرقوا بين الأشقاء في السودان وحاولوا تدمير مصر وما زالوا يحاولون لولا يقظة شعبها وجيشها وقيادتها هم الذين يزرعون سيناء بالإرهاب وتمويله بالأموال والأسلحة والصور ويوفرون للإرهاربين ملاذات آمنة في بلادهم.

قاموا باحتلال لبنان تارة والاعتداء عليه تارة أخرى وإشعال الفتنة بين أبنائه وهدم مساجده وكنائسه نحن لم نحتل ولم نعتد على أية دولة نحن دائما دعاة سلام ونبذ للعنف والتطرف. هم الذين صنعوا تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن لمحاربة الاتحاد السوفيتي.. وهم أيضا الذين اتخذوا منه ذريعة لاحتلال أفغانستان.. فمن يكون الإرهابي؟؟

هم الإرهابيون الذين استخدموا القنابل الذرية وقتلوا بها الملايين في اليابان وهم الذين استخدموا أسلحة الدمار الشامل في اعتداءاتهم علينا، أما نحن فكانت كل حروبنا للدفاع عن أنفسنا واسترداد أرضنا منهم. وهم أصحاب فكرة صراع الحضارات لكي تساعدهم على تنفيذ خططهم وأطماعهم نحونا.

لا ننكر أن لدينا متطرفين ومتشددين نتيجة الفهم الخاطئ للدين، وأن لدينا أيضا إرهابيين مأجورين يعملون لحساب دول ومخابرات أجنبية، بهدف زعزعة أمننا واستقرارنا.. ولكن هم أيضا لديهم عناصر أكثر تطرفا وتشددا وفي كل الأديان هناك متطرفون ولكنهم قلة لن تمنع من التعايش السلمي بين أبناء الإنسانية، ولا يمكن أن نحمل الأديان والمجتمعات البشرية أخطاء هذه القلة القليلة من المتطرفين..

ختاما الغرب يسعى لمصلحته على حساب مصالحنا، ولا نلوم عليه في ذلك بل نلوم أنفسنا لأننا سلمنا له اموالنا وعقولنا وصدقنا مزاعمه الكاذبة ووضعنا أنفسنا في موضع الاتهام الدائم، ومطلوب منا تبرئة أنفسنا، واللهم احفظ بلادنا.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية