رئيس التحرير
عصام كامل

خطة إدراج «الآثار الإسلامية» على خريطة السياحة.. فتح الآثار المغلقة.. حصر شامل بالمباني المتضررة لتفادي الخطورة.. إزالة الأتربة والمخلفات بمحيط المواقع.. وتخفيض المياه الجوفية الأبرز

الدكتور جمال مصطفى
الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية

عانت الآثار الإسلامية على مدار السنوات الماضية من تراكم المشكلات والإهمال كونها قائمة وسط المناطق الشعبية التي يصعب على السائحين الوصول إليها لذلك لا تحظى بالكثير من الاهتمام لعدم إدراج أغلبها على خريطة السياحة المحلية أو العالمية، تداركت وزارة الآثار مؤخرا أهمية الحفاظ ودهم تلك المناطق من خلال إستراتيجية محددة لإدراج هذه الآثار على خريطة السياحة.


وكلف الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، مديري عموم المناطق الأثرية بالانتهاء من الحرم الخاص بجميع المواقع الأثرية وذلك لحماية الأثر من التعديات وأبرزها البناء الملاصق للأثر وبدأ تكليفهم بعمل حصر شامل لتلك المواقع وتحديد المواقع التي لم يصدر بشأنها قرارات حرم.

فتح المواقع الأثرية المغلقة
وشدد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، على ضرورة فتح المواقع الأثرية المغلقة لأسباب عديدة منها الانفلات الأمني الذي اجتاح البلاد عقب ثورة 25 يناير، للزيارة مرة أخرى والتي تحتاج إلى برنامج عمل وتحديد احتياج كل موقع والبدء الفوري في توفير تلك الاحتياجات الخاصة بالمواقع الأثرية.

وأمر بحل مشكلات المواقع الأثرية بمنطقة آثار شرق القاهرة وإيجاد الحلول الفورية وتكليف كافة الجهات المعاونة لتذليل كافة العقبات والتعاون الفورى مع التفتيش للبدء الفوري في الحل والعلاج وفق خطة زمنية محددة وتحت الإشراف المباشر لقيادات المنطقة وعمل حصر شامل بكافة المواقع الأثرية التي تحتاج إلى تدخل سريع وأعمال درء خطورة وتركيب أبواب وشبابيك وأعمال حديد وسلك.

إزالة وسائل الغلق
وشدد «مصطفى» على فتح المواقع المغلقة وإيجاد الحلول الفورية لإزالة أسباب الغلق وفتح أبوابها للتمكين من الدخول والمتابعة المستمرة للأثر من الداخل والخارج، بعد إزالة كافة وسائل الغلق والموجودة منذ سنوات طويلة إما بهدف تأمين مؤقت للمبنى الأثري بعد فقدان أبوابه وشبابيكه منذ زمن مما أدى إلى غلقها بالطوب كإجراء مؤقت أو انخفاض منسوب الأبواب مع مرور الزمن وارتفاع الشوارع المحيطة مما أدى إلى دفن باب الأثر منذ زمن طويل أو تراكم كميات كبيرة من الأتربة والمخلفات من فترة طويلة مما أدى إلى غلق أبوابها وتشويه المنظر الأثرى.

مسجد شاهين الخلوتي
وتدرس لجنة من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، برئاسة أحمد إبراهيم مدير عام آثار الإباحية والتونسى بتعليمات من محمد عبد الله مدير عام مناطق شرق القاهرة، اكتشاف طريق لإنشاء سلم للوصول لمسجد شاهين الخلوتي الأثري والتمكين من ترميمه.

المياه الجوفية بكوم الشقافة الأثرية
وانتهى مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة كوم الشقافة الأثرية، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي.

وبدأ ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة منذ اكتشافها، وكانت هناك محاولات عدة لتخفيض منسوب المياه الجوفية وتجفيف المنطقة من أبرزها كان خلال تسعينيات القرن الماضي حين قام المجلس الأعلى للآثار آنذاك بعمل طلمبات لشفط وسحب المياه، ولكن استمرار رشح مياه ترعة المحمودية والتمدد العمراني بالمنطقة السكنية المجاورة للمنطقة أدي إلى ارتفاع المنسوب مرة أخرى وقامت الوزارة بعمل أبيار لسحب المياه بصفة مؤقتة إلى أن قامت الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية بتنفيذ مشروع خفض المياه الجوفية بمنحة من الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٧.

وأوضح وزيري، أن مشروع التطوير بها شمل الاهتمام بمسار الزيارة للمقبرة الرئيسية والمسار المحيط بها من الخارج؛ حيث أضيفت قطع أحجار كبيرة الحجم منتظمة الشكل لتأمين مسار الزائر بعد سحب المياه الجوفية، وكذلك تم إعادة ترتيب قطع العرض بالحديقة المتحفية والتي تضم العديد من التوابيت والمذابح وتماثيل السفنكس.

حفر الآبار
ولحماية المقابر، أكد المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات أنه تم حفر 6 آبار بعمق 40 مترا وتركيب طلمبات غاطسة بنظام تحكم إلكتروني عن طريق مبنى تحكم جديد تم إنشاؤه في المكان، بالإضافة إلى خطوط لطرد وصرف المياه وتزويد المكان بمظلات جديدة لحماية المقابر والدرج المؤدي إليها من أمطار الشتاء، مؤكدًا أن وزارة الآثار بالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية بدأت تنفيذ المشروع بعد الانتهاء من كافة الدراسات اللازمة ومراجعتها من قبل المتخصصين في هذا المجال والتي استغرقت ما يقرب من 12 شهرا حتى تم الانتهاء منها واعتمادها.

وأفاد أن منطقة مقابر كوم الشقافة كانت تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية منذ اكتشافها، وأن المستوى السفلي لها كان مغمور كليًا بالمياه، مما دفع وزارة الآثار في تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية إلى المستوى الثاني وعمل آبار سحب على عمق 20م كحل مبدئي لحين الانتهاء من الدراسات اللازمة قبل بداية تنفيذ مشروع تخفيض المياه الجوفية.

وتعد مقبرة كوم الشقافة أحد أهم أمثلة العمارة الجنائزية الرومانية من طراز الكتاكومب حيث حُفرت بعمق ثلاث طوابق تحت الأرض، وقد استخدمت الجبانة في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي واستمر استخدامها حتى القرن الرابع الميلادي حيث أضيفت إليها العديد من الدهاليز وفتحات الدفن.

10 بعثات
كما بدأت 10 بعثات مصرية أعمال الحفائر بمواقع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بجميع أرجاء الجمهورية وتعمل 5 منها بصعيد مصر و5 أخرى بسيناء.

وكان الدكتور خالد العناني وزير الآثار، قرر اعتماد مبلغ 100 ألف جنيه لاستئناف العمل بمنطقة الحفائر داخل الدير الأبيض واتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في أعمال الترميم لبعض المواقع داخل الدير، مؤكدا على القيمة التاريخية والأثرية للدير الأبيض الذي يمزج بين الحضارات الفرعونية واليونانية والقبطية، كما قرر نقل بعض القطع الأثرية التي تعود للعصر الفرعوني لعرضها بمتحف سوهاج القومي.
الجريدة الرسمية