رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بلاها انتخابات


ونحن على أبواب انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين تتزاحم الأفكار في رأسى، تحوم حولى لتحاصرنى وتكاد تصيبنى باختناق، ووسط هذا الجو العاصف من الشد والجذب والدعاية الانتخابية والوعود الزائفة أسقط منهارة على مهنة في طريقها للاندثار.. مهنة قضيت أحلى سنوات عمرى بين أحضانها، أقدسها.. أتمنى لها الرضى ترضى..


أطوف في محرابها.. وإذا بصفعة قوية تطيح بسنوات الشقاء والكفاح، وأجدنى أصحو من حلم الصحافة بعد أن جفت الأقلام وطويت الصحف.

عشرات الصحف الحزبية أغلقت.. انهيار تام في المؤسسات الحكومية الصحفية بعد تاريخ مشرف في خدمة الدولة والقائمين عليها، مؤسسات خاصة تفصل مئات من صحفييها إرضاء لسيطرة رأس المال، وتقليصا للمصاريف وترشيدا للإنفاق.. ويبقى الاحتكار في مجال الإعلان هو سيد الموقف..

لا صوت يعلو فوق صوت الاحتكار، وكأن العاملين في قطاعات الصحافة والإعلام والميديا تحولوا إلى آلات تنفذ بلا تفكير.. 

كيف تحولت السلطة الرابعة وأداة توجيه الشعوب وتكوين تفكيرها إلى وسائل تجرى وراء الإعلان والبحث عن العائد المادى، وليذهب كل المتضررين إلى الجحيم..

وأتساءل من المستفيد مما آلت إليه مهنة الصحافة؟

لا أعتقد أن الدولة تريد أن يكون بوقها بلا صوت، وعقلها بلا فكر، ونبضها بلا شعور، فمقياس تقدم الدول بقوة صحافتها، وصدق إعلامها. 

نحتاج إلى أيد أمينة تخشى على المهنة من التلاشى، تحافظ على كرامة الصحفيين.. فهل يعلم عزيزى النقيب أن هناك مئات الصحفيين بعد تسريحهم وإغلاق صحفهم يعملون أعمال دون المستوى من أجل لقمة العيش؟!

الحقيقة أننى فكرت لبعض الوقت أن أرشح نفسى في انتخابات المجلس، وكان لدى بعض الطموحات في حماية مستقبل المهنة والعاملين فيها، وقتها استشرت عددا من الزملاء الأعزاء ومن هم لديهم خبرة في الانتخابات، منهم من شجعنى ومنهم من حدثنى بصدق وبدون رتوش، قالها لى أحدهم: عفوا لن يكون الحظ من نصيبك.

إن نسبة نجاحي لن تتعدى ال1% على الأكثر، فالانتخابات في أي نقابة لها أبعاد سياسية فهناك التيار الداعم، والمؤسسات الصحفية التي تساند مرشحها.. وحيث إننى أعتبر نفسى من زمرة الصحفيين الغلابة التي لا تنتمى إلى أي تيار، وغير محسوبة على اتجاه سياسي بعينه.. إضافة إلى أننى مفصولة من مؤسستى الصحفية، ولا توجد مؤسسة تدعمنى..

فأنا وبمنتهى الصراحة غير مؤهلة للترشح ومهما كان البرنامج الذي أحلم به عظيما ومتفردا فهذا لا يكفى للنجاح..

ما علينا..

يحضرنى سؤال ملح يدور بعقل وضمير كل صحفى حر، ماذا قدم لنا نقيب الصحفيين ومجلسه المحترم؟ الذي لا نعرف منهم إلا مجرد أسماء نضع علامة صح أمامهم في الانتخابات كل عامين..

لم يهتم الأعضاء المبجلون سوى بالقيام بجولات انتخابية لجمع الأصوات والتأييد في المؤسسات الصحفية، وتقديم فروض الولاء والطاعة والمجاملات التافهة لرؤساء تحرير الصحف، حتى يشحذوا الهمم، فهذه الأصوات المستقرة في مؤسساتها التي تسبح بحمد أولياء نعمتها هم المستهدفون، أما من هم على خلاف أو من تم تطبيق عقوبة تعسفية عليهم فهم ليسوا مستهدفين من أولئك المرشحين، وليسوا على جدول أعمالهم..

فليعلم المرشحون سواء على مقعد النقيب أو أعضاء المجلس أن نقابة الصحفيين قامت في الأصل لخدمة مهنة جليلة عظيمة كانت حتى زمن قريب السلطة الرابعة.. وللأسف ضاعت هيبتها بسبب مجلس ونقيب لا حول لهم ولا قوة.. أقولها بملء فمى لا تستحق أن تكون يا من تريد أن تصبح نقيبا للصحفيين مكانك إذا لم ترد المظالم وتنصر الضعفاء وتعيد الحقوق لأصحابها وتسعى لأن تعود للصحافة هيبتها.
Advertisements
الجريدة الرسمية