رئيس التحرير
عصام كامل

معركة «ذقون السلفية».. كبار المشايخ أبطالها.. وشباب الدعوة وقودها.. صراع بين ياسر برهامي ومحمد حسان.. ونجل الحويني ينحاز للأخير.. الشيخان يرفضان المناظرة.. وباحث: 30 يونيو مرحلة فاصلة

حسان وبرهامي
حسان وبرهامي

رغم ابتعاد الدعوة السلفية، طوال السنوات القليلة الماضية، عن المشهد العام، وتراجع معدلات أنشطتهم وتواجدهم سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، إلا أن هذا الخفوت لم يمنع من وجود حالة غليان داخل التيار السلفي بشكل عام بمختلف تكويناته، لا سيما وأن ابتعادهم –غير المبرر- عن السياسة لم يترك لهم سوى مساحة قليلة من السعي، لتصدر وإدارة المشهد السلفي وتقديم أحد أطرافه كونه قائد التيار السلفي وصاحب الكلمة العليا والعلم الأكثر.


حسان وبرهامي
معركة تدور الآن في الغرف المغلقة للدعوة السلفية، بين السلفية العلمية ممثلة في الشيخ محمد حسان من جهة والشيخ ياسر برهامي ممثلا عن الدعوة السلفية من جهة أخرى وصل صداها إلى العوام، بعدما بدأ أتباع كل منهم الحديث عن الأفضل من الشيخين في تصدر المشهد لكثرة علمه وتعمقه وتبحره في علوم الدين بمختلف مشتقاته.

بداية القصة تعود إلى أشهر عدة مضت، وتحديدًا عندما بدأ الخناق يضيق على التيار السلفي، وبات مرفوضا من عموم الشعب المصري، فضلًا عن التضييق الأمني عليهم، والتحفظ على خروجهم على الفضائيات، وإطلاق الفتاوى يمينا ويسارا دون رقيب أو جهة تعمل على محاسبتهم عما يصدر منهم، ولعل مشروع قانون تنظيم الفتوى واحد من سبل ردع السلفيين من العودة إلى تصدر الشق الديني من المشهد، وما سبقه من سيطرة وزارة الأوقاف على المساجد والزوايا، ومنع بعض كبار الشيوخ من اعتلاء المنابر، ليجد التيار السلفي نفسه محاصرا من الجهات كافة، وباتت المنافسة على إعادة لم شمل التيار السلفي مهمة جديدة تضاف إلى أجندة شيوخ السلفية.

نجل الحويني
بدأ عدد من أتباع الدعوة السلفية من الشباب في طرح تساؤلات حول علم الشيخ محمد حسان، مؤكدين أن الدكتور ياسر برهامي أكثر علما من «حسان»، ودخل على الخط نجل الشيخ الحويني ليهاجم برهامي ويذم في علمه، خاصة أن الأول حالته الصحية لم تسمح له بممارسة دوره الدعوي خلال الفترة الماضية، وكذا الشيخ محمد حسان الذي اكتفى بإعطاء دروس دينية قليلة أسفل منزله بمسجد الرحمن المتواجد بمدينة 6 أكتوبر.

أتباع برهامي
في المقابل يشير أتباع «برهامي» إلى نشاطه الكبير المتمثل في التواجد الدائم بشكل دوري في عدد من المساجد والزوايا لإعطاء الدروس الدينية، هذا إلى جانب تواجده على الشبكة العنكبوتية من خلال موقع «صوت السلف» الذي يشرف عليه برهامي بشكل شخصي، ويجيب من خلاله على أسئلة متابعيه ورواد الموقع، ويطلق الفتاوى بشكل ثابت دون الالتفات إلى الموانع التي يسعى البعض لوضعها.

ووصل الأمر بين أتباع الشيخين إلى تبادل الاتهامات فيما بينهم، ومطالبة بعضهم بإقامة مناظرة بين الشيخين في أحد المساجد لبيان علم كل منهما وعرضه على التيار السلفي، إلا أن تلك الفكرة لم تلق ترحيبا من قبل الشيخين نفسهما، ومن ثم تدخل عدد من الشيوخ المحسوبين على التيار السلفي لتهدئة الأمور بين أتباع كل شيخ، وبعث رسالة لتوحيد الصفوف بين الأطراف المختلفة حتى لا يزيد تشرذم التيار السلفي، ورأوا أن عودتهم إلى الساحة مرة أخرى يعد تأكيدا على علم كل منهم، لذا عاد محمد حسان مرة أخرى إلى الشاشة عبر قناة «الرحمة»، وفي المقابل لم يجد الرجل الأقوى في الدعوة السلفية سبيلا للظهور على أي قناة فضائية فذهب إلى تدشين عدد من مقاطع الفيديو المصورة من أجل بثها تباعا على الجمهور عبر موقع «صوت السلف».

30 يونيو
ومن جانبه قال الشيخ سامح عبد الحميد: 30 يونيو مرحلة فاصلة للتحولات المحورية في مواقف شيوخ السلفية في مصر، فهناك شيوخ انساقوا في الفتنة وانغمسوا في وحل الإخوان مثل محمد عبد المقصود وغيره، وهناك شيوخ سلفيون آثروا الابتعاد عن تلك الأحداث وظلوا صامتين، ولم ينحازوا لأي طرف، مثل الشيخ الحويني ويعقوب، وأضاف: هناك شيوخ سلفيون انحازوا لمصلحة الوطن، وكانوا -وما زالوا- يُشاركون في الحركة الإصلاحية المجتمعية، وكانوا حاضرين في كل الأحداث التي مرت بها مصر، وساندوا ودعموا الاستقرار ببلدهم، وهم الشيخ ياسر برهامي ومشايخ الدعوة السلفية وحزب النور، وتابع: «لكن بعض تلاميذ الشيخ يعقوب أو ابن الشيخ الحويني تأثروا بحازم أبو إسماعيل، وهؤلاء الشباب استغلوا قربهم من الشيخين، وانتهزوا فرصة صمتهما فأخذوا يتكلمون باسميهما، وربما دفعهم الحقد والحسد فيحاولون النيل من الناجحين الصامدين، ولذلك يسعون لإثارة معارك مُصطنعة، ولكن الواقع يشهد أن مشايخ الدعوة السلفية هم الأكثر بصيرة بما آلت الأمور، وهم من شاركوا في استقرار مصر».

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية