رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرياضة.. بطولة أم إمتاع للجمهور؟!


لماذا تمارس الرياضة من خلال فرق وبطولات وجماهير وأندية واتحادات وغير ذلك؟! هل البطولة هي الأصل والهدف الأسمى من هذا؟! هل هي إضاعة الوقت والتسلية للشعوب؟!.. هل هي مصدر تربح للممارسين أو القائمين عليهم؟ هل هي تجارة واستثمار هدفه الأوحد العائد الذي سيدخل خزينة التجار الكبار ومساعديهم؟!..


في سؤال لأستاذة الإعلام الكبيرة د.عواطف عبدالرحمن عن متابعتها لكرة القدم قالت: بحكم عملى الإعلامي كنت أتابعها وأحبها عندما كانت كرة القدم جزءا من الرياضة، ولكن للأسف كرهتها ولم أعد أتابعها عندما أصبحت جزءا من البيزنس!

وأتذكر سؤالى للراحل للدكتور محمد فضالى مؤسس كرة اليد في مصر في عام 91 عن الرأى في الاحتراف؟!.. فأجاب: لا أؤيد أي صورة من صور الاحتراف، لأنه يجعل اللاعب سلعة تباع وتشترى وكأنه في سوق الرقيق!.

أعود للسؤال الأول هل الهدف من إقامة فعاليات الرياضة هو لقب البطولة؟!.. إذا كان هذا هو الهدف لماذا يستمر عشق الجماهير للنادي المصرى عشرات السنين، برغم أنه حقق بطولة واحدة يتيمة وهى بطولة كأس مصر؟!.. اتحاد الإسكندرية برغم أنه نادٍ تجاوز عمره المائة عام لكنه لم يحقق بطولة الدوري أبدا، وآخر بطولة كأس حققها منذ 43 سنة أي ما يقرب من نصف قرن، وبرغم هذا يلتف حوله الملايين من عشاقه في الإسكندرية وخارجها!

الدراويش "برازيل مصر" بالرغم من ندرة بطولاته إلا أن قاعدته الجماهيرية تتجاوز الإسماعيلية، وربما لا أكون مبالغا أن له جماهير خارج مصر، وهو النادي الذي يقدم أبرع مواهب للكرة المصرية منذ جيل رضا والعربى ويسرى طربوش وآل أبوجريشة وشحتة...إلخ، لو أن البطولة هي الهدف الأسمى من فعاليات كرة القدم خاصة، لاندثرت الفرق وفقدت جماهيرها التي تعشقها في كل مكان وأى زمان.

لفت نظرى في بيان قدمه محمود الخطيب على قناة الأهلي جملة كنت أتمنى أن تكون حقيقة، قال: إن الأهلي الذي أنشئ في 1907 لا يهمه البطولات بقدر ما تهمه القيم التي تربى عليها أبناء الأهلي، والأهلي فوق الجميع!..

للأسف الذين اخترعوا "الأهلي فوق الجميع" ربما ينقصهم الثقافة والوعى، فالذي استخدم هذا الوصف لأول مرة هو "هتلر" زعيم النازية الألمانية قبل الحرب العالمية الثانية، عندما أعلن أن الألمان أصحاب الدم النقى، وألمانيا فوق الجميع!.. شعار عنصرى ممقوت من العالم كله، لا يرفعه أحد إلا وأعتبر عنصريا، فإذا كانت السياسة ترفضه فإن الرياضة يجب أن تمقته شكلا وموضوعا..

ماذا يشعر الآخرون عندما تضع نفسك فوق الجميع؟.. إنها عنصرية زرعها الأهلي وإعلامه بين جماهيره التي أرى أنها ضحية ضحالة عقلية إدارات النادي المتتالية!.. 
"بيبو" يقول إن المبادئ أهم، ولا يهمه البطولات بقدر المبادئ.. ما هو دليلك يا "بيبو"؟

 للأسف ترددون أن الجمهور لا يرضى إلا بالفوز بالبطولات.. أنتم الذين صدرتم هذا للجمهور، أصبح الجمهور ضحية يرى في تعادل الأهلي مشكلة والخسارة كارثة..

ما حدث في انتقالات يناير من شراء بما يقرب من نصف مليار جنيه لاعبين خير دليل على النعرة التي ترسخ للأهلي لابد أن يفوز دائما، ولا مجال لأى شىء آخر، أجمل تعليق كان من "ضياء السيد" لاعب الأهلي القديم حيث قال إن الأهلي يصحح أخطاءه الإدارية بـ300 مليون جنيه ثمن لاعبين اشتراهم!

لماذا الأهلي له مشكلات مع كل فرق القناة؟.. باختصار لأنه دائما يخطف لاعبى فرق خط القناة منذ "الضظوى" و"أبوحباجة" و"محمد شوقى" وعشرات من لاعبى الإسماعيلي، لأن أهل مدن القناة يرون الأهلي دائما يخطف أفضل نجومهم، "بيبو" يتحدث عن مبادئ الأهلي.. أين يابيبو؟!

90 % من اللاعبين تحصلون عليهم بطرق ملتوية، أذكر عندما وقع "هانى سعيد" للزمالك ذهب عدلي القيعى لعلى أبوجريشة، وعرض عليه قيمة الصفقة التي دفعها الزمالك، فقال الخلوق أبوجريشة: إحنا قبضنا فلوسنا وأرسلنا الاستغناء للزمالك! فرد عدلي القيعى: خد الفلوس وملكش دعوة!.. هل هذه أخلاق الأهلي يا "بيبو"؟.. هذه الواقعة صرح بها على "أبوجريشة" في التليفزيون! 

موقف آخر عندما حصل الأهلي على توقيع "القبانى" و"إينو" في فترة تعاقدهما مع الزمالك وقبل يناير هل كان هذا من أخلاق الأهلي؟ التفاوض مع "محمد صديق" و"طارق السعيد" وقبل مباراتكم مع الزمالك التي خسرها الزمالك بهدفين بأخطاء "محمد صديق" هل من الأخلاق يا "بيبو"؟

التفاوض مع "أحمد الشناوى" في وجودك وقبل مباراة الزمالك التي خسرها الزمالك بثلاثة أهداف.. هل هذه أخلاق الأهلي؟!.. عندما وقع "عبدالله السعيد" للزمالك في الوقت القانونى اعتبرتموه خائنا، في نفس الوقت تعتبرون من خان ناديه ووقع للأهلي في ذات الوقت غير القانونى بطل!.. هل هذه مبادئ وأخلاق الأهلي؟!..

لماذا الأهلي؟!.. لأنه نادٍ فعلا كبير، وفعلا مؤثر في الآخرين، إذن عندما نتحدث عن نموذج، فالأهلي هو الذي يجب أن يكون قدوة حقيقية وليس كلمات جوفاء تصدر العنصرية والإفساد في الحياة الرياضية، الرياضة تواضع، البطل لابد أن يكون متواضعا، يكون قدوة، قدوة في كل شىء، الكبير بتواضعه وليس بغروره، البطولات ليست المعيار كما أشرت من قبل وإلا أغلقت الأندية الجماهيرية أبوابها..

الأهلي كبير بعلاقات محترمة مع الأندية الأخرى وليس من منطلق فوق الجميع، الاحتقان الحالى ينتهى أولا عندما يتواضع الكبار، عندما تكون هناك لغة احترام من منطلق أن الإدارات وما تقدمه الفرق للمواطن البسيط من أجل إمتاعه، وليس من أجل ارتفاع أرصدة اللاعبين أو القائمين على الكرة، أعجبنى المدير الفنى للإسماعيلي حين قال  للاعبيه: "نحن نلعب من أجل إمتاع وإسعاد الجماهير"!..
وللحديث بقية....

Advertisements
الجريدة الرسمية