رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عاصمة الشباب الأفريقي.. مجرد «يافطة»


أعلنت القيادة السياسية عن اختيار "أسوان" عاصمة للشباب الأفريقي، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في 2019.
المدينة، وما حولها، تنتظر استضافة منتدى الشباب العربي الإفريقى خلال مارس القادم.. فيما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، عن إطلاق النسخة الأولى من "منتدى أسوان للتنمية المستدامة" خلال العام الحالي.


كل هذا جميل وبديع، ومفيد للاقتصاد المحلي، وللسياحة، وأشياء أخرى. ولكن، للأسف البالغ، فإن أسوان تحتاج إلى محافظ من طراز سمير يوسف، رحمه الله، وعادل لبيب، أدام الله عليه العافية.

حتى الآن لا تزال أسوان غير مؤهلة لاستقبال الأحداث الضخمة المنتظرة، ومن يراها بحالها التي هي عليها الآن، لا يصدق ولا يتصور أن مثل هذه الشوارع والحارات والأزقة، ببطونها المفتوحة، والقمامة التي تحتل مساحات معتبرة منها، وأبنيتها المتهالكة، تصلح لأن تكون عاصمة لأي شباب، حتى لو كان شباب القارة السمراء !!

كنت في أسوان، قبل أيام قليلة، وعاينت بعيني الأوضاع البائسة التي تعانيها المدينة، ويشكو منها أهلوها الذين كشفوا لي أن المحافظ، كسابقيه، يعتبرون "كورنيش النيل" مهمته الأساسية، على اعتبار أن الزائرين؛ من سائحين وضيوف ومسئولين، لن يعنيهم سوى منظر الكورنيش الجميل، المطل على النهر الخالد، ولن يخطر ببال أحدهم أن يتجول في الشوارع الجانبية، كـ "العقاد"، و"الشادر"، والسوق"، و"الحكروب"، و"الناصرية"، و"الحصايا"، وغيرها.. وكل تلك العناوين موقعها في المدينة، فما بالنا بالقرى والنجوع؟!! لا مراء أن الحال كارثية!!

وكعادة الجنوب، ومأساوية حياته، فإن النواب، أعضاء المجلس الموقر، لا يشغل بالهم سوى إنجاز مصالحهم الشخصية، ومصالح المقربين، وذوي الحظوة، ولا عزاء للناخبين !!

وسمعت في ذلك قصصًا ومآسي مزرية.. ولا أدري أين ذهبت مادة الدستور التي تتيح لنسبة معينة من الناخبين طرح الثقة في النائب، في أي وقت، إذا تبين لهم أنه خان الأمانة، أو لم يكن على مستوى المسئولية؟!!

على حد علمي أن هناك لجنة على أعلى مستوى، مهمتها "تنمية الجنوب"، ويرأسها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة الأسبق، ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، وفي عضويتها السفيرة فايزة أبو النجا، مستشار رئيس الجمهورية، وقد أعلنت عن تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية والعلمية، وذلك في إطار تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي..

وهناك مشروعات لصندوق "تحيا مصر" يجري تنفيذها بمركزي نصر النوبة وأسوان، بتكلفة إجمالية تصل إلى 320 مليون جنيه، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، في ختام المؤتمر الوطني الثاني للشباب بأسوان الذي عقد في يناير 2017.. فهل يعي مسئولو الحكومة ذلك؟!

عاصمة الشباب الأفريقي، كما وصفها أحد أساطين السياسة، وهو وزير مخضرم، ليست سوى "يافطة" فشل مسئولو المحافظة في ترجمتها على أرض الواقع!
Advertisements
الجريدة الرسمية