السفريات المشبوهة.. تورتة رحلات جهاز المنتخب تفتح ملف إهدار المال العام.. مساعد أجيري يتابع 3 لاعبين بقطر.. مدرب لمراقبة تريزيجيه بتركيا.. رمزي باليونان من أجل لاعب مستبعد.. وناجي يتابع عواد بالسعودية

لم يجد خافيير أجيري، المدير الفني لمنتخب مصر، أفضل من الترفيه عن مساعديه قبل بطولة الأمم الأفريقية، بالترتيب لسفر معاونيه لزيارة عدة بلدان (كل واحد على هواه) لقضاء إجازة سعيدة مدفوعة الأجر بالكامل، تحت مبرر متابعة نجوم المنتخب الوطني والبحث عن عناصر جديدة لضمها للفريق في الفترة المقبلة، وهو تصرف غريب كان يمكن فهمه لو حدث قبل 20 عاما، في ظل تعذر الاتصالات، ولكن الآن بعدما تحول العالم إلى قرية صغيرة أصبح بإمكان أي مدير فني متابعة أي نشاط كروي في العالم، واكتشاف لاعبين جدد.

ورطة الوزارة
المدير الفنى للمنتخب الوطني اخترع نظاما جديدا وضع وزارة الشباب والرياضة في ورطة، خاصة وأن هناك مخاطبات من اتحاد الكرة للوزارة بشأن استخراج قرارات وزارية حتى يتمتع المسافر ببدلات السفر وتذاكر طيران درجة أولى أو سياحية، والأكثر من ذلك أنه طلب سفر مساعديه إلى دول محل خلاف، وتحتاج إلى استعلام أمني قبل السفر إليها، ومنها دولة تركيا التي يلعب محترفنا محمود تريزيجيه في إحدى فرقها، بالإضافة إلى متابعة بعض اللاعبين المصريين في قطر، مع تجاهل إدراج الإمارات هي الأخري على الخريطة، خاصة وأن هناك لاعبا مقيدا في العين الإماراتي، وشارك مع فريقه في مونديال الأندية، وبالفعل تم استدعاؤه للمنتخب الأوليمبي؟!! ومن هنا نبدأ في سرد الحكاية بالتفصيل.

مفاجأة المنتخب
فاجأ الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة المكسيكي خافيير أجيري، الجميع بإعلان سفر عدد من أعضاء جهاز الفراعنة إلى 4 دول، بداعي مراقبة بعض اللاعبين، استعدادا لمعسكر المنتخب في مارس الذي يشهد خوض مباراة النيجر بالجولة الأخيرة من تصفيات أمم أفريقيا، بالإضافة لمواجهة نيجيريا وديا استعدادا لخوض نهائيات "كان 2019" التي تستضيفها مصر في شهر يونيو المقبل.

لهيطة في نيجيريا
الأمر يبدو طبيعيا للجميع بسفر أفراد الجهاز الفني لمتابعة بعض اللاعبين، إلا أن توقيت السفر واختيار الدول التي شهدت تواجد أعضاء الجهاز الفني للفراعنة، أثار الريبة والشكوك حول "تورتة" سفريات جهاز المنتخب، وأنها لم تكن بهدف اكتشاف لاعبين جدد وإنما كانت نزهة لهم، بعدما سافروا إلى قطر والسعودية وتركيا واليونان، بالإضافة لمفاجأة أخرى بسفر إيهاب لهيطة مدير المنتخب ومعه محمد صلاح مدير المهمات، إلى نيجيريا، من أجل ترتيب إجراءات إقامة البعثة، وقد يبدو الأمر مقبولا مع النيجر، باعتبار أن هناك مواجهة ستجمعهم مع منتخب مصر، أما نيجيريا فالأمر مختلف، لأن المباراة ودية والإقامة تكون على نفقة الدولة المستضيفة.

قطر
أغرب القرارات كان سفر تيتو جارسيا المدرب المساعد للمكسكيي أجيري، إلى قطر من أجل متابعة أداء 4 لاعبين لاكتشاف عناصر جديدة، رغم أن أيا من المحترفين المصريين في قطر لم يخطف الأنظار أو يقدم أداء يستحق عليه تكاليف سفر مدرب والإقامة على نفقة الدولة لعدة أيام، بجانب تذاكر الطيران، حيث أعلن الجهاز الفني أن مهمة تيتو تتضمن متابعة أداء 4 لاعبين آخرين، رغم أن مباريات الدوري القطري يسهل متابعتها عبر القنوات الناقلة لها من مصر، وكتابة تقارير حول مستوى بعض اللاعبين قبل السفر لمشاهدتهم على الطبيعة.

قائمة اللاعبين
قائمة اللاعبين الموضوعين تحت منظار مدرب المنتخب في الملاعب القطرية، تضم مصطفى مشعل لاعب وسط فريق السد القطري، وكانت المفاجأة أنه يشارك كبديل في تشكيلة بطل الدوري القطري، وتكون مشاركته على فترات، وهو نفس ما ينطبق على فريد إبراهيم فريد لاعب وسط الأهلي القطري الذي لا يظهر كثيرا مع فريقه، بجانب يوسف عبد السميع مدافع فريق العربي القطري، ولا ينضم لقائمة مباريات فريقه الأخيرة، ونادر الظهور بقميص العربي القطري، بينما كان الاستثناء الوحيد، محمد مصطفى مدافع فريق السيلية الذي انضم للفريق من وادي دجلة، وحصل على لقب افضل مدافع في الدوري القطري، حيث يقدم مستويات مميزة مع فريقه.

الاستبعاد من منتخب المجنسين
الغريب في الأمر أن منتخب قطر الذي ضم لاعبين من جنسيات عديدة، قادوه للتتويج بأمم آسيا الأخيرة التي أقيمت في الإمارات، من المفترض أنه يضم أفضل العناصر في الملاعب القطرية لتجنيسهم، ضم لاعبين مصريين، هما أحمد فتحي لاعب وسط العربي، وأحمد علاء الدين مهاجم الغرافة، والثنائي لم يشاركا بصفة أساسية، واكتفى "علاء الدين" بالمشاركة بديلا، بينما تم استبعاد شقيقه محمد علاء الدين بعدما تواجد في القائمة الأولية.

اليونان
فيما تضمنت "رحلات" جهاز المنتخب الوطني، سفر هاني رمزي المدرب المساعد، إلى اليونان، لمتابعة اللاعبين المصريين المحترفين هناك، حيث تضم قائمة المحترفين الثنائي أحمد حسن كوكا مع فريق أولمبياكوس، وعمرو وردة مع أتروميتوس، والثنائي من العناصر المتواجدة في المنتخب طوال الفترة الماضية، ويعلم الجهاز الفني للمنتخب إمكانياتهما بشكل كبير، بجانب محمود عبد الرازق شيكابالا الذي اضطر للعودة إلى ناديه أبولون، بعد فشل انتقاله للمصري البورسعيدي، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، إلا أنه لم يشارك في ظل ابتعاده عن المباريات طوال الفترة الماضية بعد تواجده في مصر.

السعودية
"تورتة" سفريات ونزهات المنتخب ضمت توجه أحمد ناجى مدرب حراس المرمى للسعودية، من أجل متابعة أداء بعض اللاعبين، على رأسهم محمد عواد، حارس مرمى الوحدة السعودي، رغم أن عواد انضم للمعسكرات الأخيرة، وكان متواجدا في القائمة الأولية بكأس العالم الأخيرة في روسيا، كما أن ناجي يعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، وهو ما يعني القدرة على متابعة أدائه في الفترة الحالية من خلال القنوات الناقلة لمباريات الدوري السعودي.

تركيا
خافيير جوري محلل أداء المنتخب، كان له نصيب من "تورتة" فسحة جهاز المنتخب، بعدما سافر إلى تركيا لمتابعة اللاعبين المحترفين هناك، رغم أن القائمة لا تضم سوى محمود حسن تريزيجيه لاعب فريق قاسم باشا، الذي يعد أحد أبرز نجوم الفراعنة في السنوات الأخيرة، وثاني أفضل اللاعبين بعد محمد صلاح، وبالتأكيد يعلم المكسيكي خافيير أجيري إمكانياته جيدا، خاصة أنه لاعب أساسي في تشكيلة المنتخب، بجانب كريم حافظ الظهير الأيسر المنضم حديثا لنفس الفريق، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ويحتاج فترة للتأقلم مع الأجواء في الدوري التركي قبل الحكم عليه، خاصة أنه لعب طوال السنوات الماضية مع فريق لانس الفرنسي.

نيجيريا
القائمة لم تتوقف عند أفراد الجهاز الفني فقط، بل امتدت للجهاز الإداري بسفر كل من إيهاب لهيطة مدير المنتخب ومعه محمد صلاح مدير المهمات، إلى نيجيريا من أجل ترتيب إجراءات إقامة البعثة رغم أن المباراة ودية، والإقامة تكون على نفقة الدولة المستضيفة، كما أن مباراة النيجر في الجولة الأخيرة تحصيل حاصل، ولن تتخطى كونها إعدادا جيدا للمنتخب استعدادا لأمم أفريقيا.