رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تفاصيل مقتل مهندس زراعي على يد نجله في مدينة نصر.. الجيران: المتهم ذبح والده لرفضه إعطائه أموالا لشراء الإستروكس.. والقاتل: «مكنش قصدى.. والمخدرات السبب» (صور)

فيتو

"قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر"  هذا المثل ينطبق علي تلك الجريمة البشعة التي شهدتها منطقة الحي السويسري بمدينة نصر، حيث تجرد ابن من مشاعره الإنسانية، وذبح والده لمعاتبته على شرب مخدر الإستروكس، ورفضه إعطائه المال له لشراء كيفه، ثم فر هاربا إلى أن سقط في قبضة الأجهزة الأمنية وتم ضبطه وإحالته للنيابة للتحقيق.


"فيتو" انتقلت لمكان الواقعة بالدور الأول في عقار بمساكن حي السويسري بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، ورصدت مسرح الجريمة التي أرقت أهل المنطقة.

أم على، جارة المجنى عليه أحمد عبد المنعم 58 سنة، أبدت حزنها الشديد على وفاته قائلة: "كان رجلا محترما وكل الناس بتحبه، الله يرحمه"، وأضافت أن الواقعة بدأت في صباح السبت الماضي، عندما سمعت وهى داخل شقتها صوت استغاثات من زوجة الضحية «الحقوني الحقوني عمر ذبح أبوه.. ألحقوني دمه بيتصفي» هرعت أنا وزوجى بسرعة إلى مكان الواقعة.

وتابعت: عند مشاهدة المجنى عليه ملقى على الأرض بالصالة وزوجته بجواره تستنجد بالأهالي لم أتمكن من الدخول إليه من بشاعة المنظر كاد أن يغمى عليا، لكن زوجى دخل الشقة لمحاولة إنقاذه لكنه كان فارق الحياة.

عالم الإدمان
صمتت قليلا ثم عاودت الكلام مرة أخرى والدموع بدأت تظهر في عينيها، وقالت: هو فيه ابن يقتل أبوه.. هي وصلت للدرجة دى خلاص القيامة هتقوم، كان بيحبه أوى ومدلعه وخايف عليه من الضياع، وكان دائما يتشاجر معه بسبب تعاطيه المواد المخدرة "الإستروكس"، لكن المتهم كان عايش في عالم آخر من عالم الإدمان، لم يلتفت أبدا لنصائح والده.

ذبح والده
وأضافت، أن زوجة الضحية قالت: إن مشادة كلامية نشبت بين المجنى عليه والمتهم، أثناء طلب الأخير مبالغ مالية من الأول لشراء المخدرات، و"أن المتهم في الوقت ده كان مثل المجنون عمال يهرش في جسده وكأنه لم يقم بتنظيف جسده منذ أكثر من سنة"، كان والده رافضا تماما إعطاءه أي أموال، وينصحة بالتوقف عن تناول المخدرات، وفجأة دخل المتهم إلى المطبخ، وسمعت صوت أشياء بتسقط على الأرض، ثم خرج من المطبخ في يده "سكين" متوجها إلى والده وسدد له عدة طعنات متفرقة ثم ذبحه وفر هاربا.

طريق الشيطان
على الجانب الآخر خرج الحاج محمود، مسن، من شقته بالطابق الثانى جار المجنى عليه قائلا: إن الضحية كان يعمل مهندسا زراعيا لكنه في الفترة الأخيرة كان يمر بوعكة صحية وأخذ إجازة من عمله، لكن المتهم استغل مرض والده وسلك طريق الشيطان وأصحاب السوء حتى إنه أدمن المواد المخدرة.

وأضاف: أن مخدر الإستروكس دمر الشباب، لدرجة إنه يخلى ابن يقتل والده، كانا دائما يتشاجران سويا، بسبب مطالبة المجنى عليه لنجله بالإقلاع عن تناول المواد المخدرة، لكن الابن كان يرفض ويأخذ أموالا من والده عنوة.


مصحة علاجية
وأوضح أنه قبل الحادث بعدة أيام شاهد المتهم رافعا السكين على والده، وكاد أن يطعنه لولا تدخله وكل هذا بسبب المخدرات، وأضاف: وبخت المتهم لكنه كان في عالم آخر غير عالمنا، ثم تركنا وغادر، فطلبت من المجنى عليه أن يذهب بنجله إلى إحدى المصحات لعلاجه، فرد قائلا: "حاولت إقناعه أكثر من مرة لكنه دائما يرفض وتنشب بيننا مشادة كلامية".

آلة رعب
التقطت أم رحمة القاطنة في نفس عقار المجنى عليه أطراف الحديث منه قائلة: إنها تعيش في رعب شديد هي وأسرتها منذ وقوع الحادث البشع، وأنها تبحث عن شقة أخرى لتسكن فيها وتغادر العقار خوفا على أطفالها، مضيفة: أنها لم تستطع أن تنام من بشاعة المنظر الذي شاهدته، وأن أطفالها يفزعون في منتصف الليل خوفا من الكوابيس.

بداية الواقعة
وكانت البداية عندما تلقى العميد خالد يونس مأمور قسم شرطة مدينة نصر أول بلاغًا بالعثور على جثة داخل شقة بالحي السويسري بالحي العاشر بدائرة القسم، وعلى الفور انتقل رجال البحث الجنائي لمكان الواقعة، وتبين من المعاينة أن الجثة لمهندس زراعى به آثار ذبح بالرقبة، وأنه مريض نفسي، ودائم التشاجر مع نجله.

وأضافت التحريات التي أشرف عليها العميد محمد يوسف رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، أن المتهم عاطل في العقد الثاني من عمره، وأنه دائم تعاطي "الإستروكس" مما يجعله في حالة فقدان للوعي، ووقعت مشاجرة بين الأب ونجله، فقام الأخير بسحب سكين من المطبخ، وذبحه ليسقط والده غارقًا في دمائه.


 اعترافات المتهم
وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة تمكن رجال المباحث من ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

وأقر المتهم: أن مشادة كلامية حصلت بينه وبين والده داخل الشقة، بسبب رفض الضحية إعطاءه مبلغا من المال لشراء جرعة من مخدر الإستروكس، فتوجه إلى المطبخ وأمسك بالسكين ثم توجه نحو والده وذبحه حتى سقط على الأرض غارقا في دمائه، ثم فر هاربا.

مضيفا: إنه لم يكن مصدقا نفسه أنه أنهى حياة والده نادما على ما فعله قائلا: "مش مصدق إنى قتلت والدي"، مشيرا إلى أن إدمان مخدر الإستروكس هو السبب في ضياع مستقبله.

وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، وأمرت بتجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
Advertisements
الجريدة الرسمية