رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إيران.. الدولة «المارقة» ماذا تعني؟


لا تزال إيران تصر على سياستها العدائية لدول الخليج، وتهديدها للأمن الإقليمي وتحديها للمجتمع الدولي حيث أعلنت قبل يومين عن إجراء تجربة إطلاق صاروخ باليستي باسم (خرمشهر 2)، والذي يوصف بأنه الصاروخ الباليستي الأكثر فتكا، وفق زعمها.


خطورة هذا الصاروخ -وفقا لوسائل إعلام إيرانية- هو أنه مزوّد برأس حربي من النوع الموجه حتى النهاية بواسطة جنيحات مركبة على الرأس الحربي ويبلغ مداه 2000 كيلومتر، ويستخدم فيه الوقود السائل وهو صاروخ “أرض-أرض” بطول 13 م وقطر 1.5 م ووزنه نحو 20 طنا “.

والحقيقة أنه لا فرقا كبيرا بين المشروع الإيراني في المنطقة والمشروعين التركي والإسرائيلي، فالغاية في النهاية واحدة وهي التوسع في المنطقة العربية والتدخل في شئون دولها، بل واحتلالها المباشر وغير المباشر، وليس أدل على ذلك من الاستفزازات والتهديدات الإيرانية المتواصلة للعرب، في حين ابتعلت إيران ما تعرضت له من ضربات إسرائيلية مؤلمة في سوريا، ولم تستطع الرد رغم حديثها المتزايد عن قوتها العسكرية ورفعها شعار "الموت لإسرائيل".

وأتصور أنه لا ينكر هذه الحقيقة إلا مكابر، خصوصا أن السنوات الأخيرة أظهرت بجلاء أن إيران - الدولة الإسلامية المارقة - تسعى لتصدير نموذج الميليشيات إلى البلاد العربية، وهو ما نجحت فيه باليمن بعدما اختطفت جماعة أنصار الله الحوثية الدولة واحتلتها، وكان ثمرة هذا حربا لا تزال تدور رحاها من أجل تخليص اليمن من نفوذ الجماعة الإيرانية الصنع.

إن محاولة إيران فرض مشروعها السياسي الذي يهدف إلى تحقيق هيمنة إيرانية على مفاصل الأمن الإقليمي يتطلب إرادة عربية صلبة لمواجهته، وخاصة في سوريا التي تعد الآن مسرحا لما يمكن تسميته بـ "عسكرة الدور الإيراني في المنطقة"، وفي رأيي فإن هذا لا يتأتى إلا بصياغة إستراتيجية شاملة ومتكاملة الأبعاد يكون محورها الالتفاف حول دولة عربية إسلامية تقود المواجهة ضد إيران في المنطقة ، وهذه الدولة هي المملكة العربية السعودية التي تخوض منذ سنوات عملية "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في اليمن، فضلا عن العمل على فك الارتباط بين الشيعة العرب وإيران، لتفكيك نظرية "ولاية الفقيه" التي صنعها الخميني ، زعيم الثورة الإيرانية ، واستحوذ بها على عقول كثير من الشيعة العرب، وحولهم من مواطنين في بلدانهم إلى خدام للمشروع الإيراني التوسعي، إضافة إلى فضح خفايا العلاقات الإيرانية السرية مع إسرائيل وملاحقة جرائم إيران وتوثيقها في مختلف دول العالم.
Advertisements
الجريدة الرسمية