رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«راغب غلوش».. فارس القراء وأفلاطون النغم القرآني (صور)

فيتو

نظرا لأدائه المتميز وصوته الندي العذب، حقق الشيخ راغب مصطفى غلوش، لنفسه مكانة متميزة بين عمالقة القراء، ورغم صغره وقت ظهوره في دنيا التلاوة، إلا أنه كان من أقوى المرشحين لإحياء المآتم الكبرى في مصر، وأطلق عليه عدة ألقاب أهمها "فارس القراء في مصر، وأفلاطون النغم القرآني، ومعلم الأجيال".


ولد "غلوش" في قرية "برما" مركز طنطا بمحافظة الغربية عام 1938، متزوج وله 4 أبناء ولدان وبنتان الابن الأكبر ياسر ويعمل إماما وخطيبا بأحد المساجد، والثانى مصطفى يعمل بالأعمال الحرة ولديه ابنتان متزوجتان وتقيمان بطنطا.

أراد والده أن يلحقه بإحدى المدارس النظامية رغبة منه في أن يتعلم ليصبح موظفا كبيرا في حين أن جميع أهل القرية في هذا الوقت كانوا يلحقون أبناءهم بالكتاتيب رغبة منهم في أن يحفظوا القرآن الكريم لينضموا للأزهر الشريف ويتخرجوا منه علماء دين وأئمة وخطباء، وأشار أحد الأقارب على والده بأن يأخذ ولده راغب ويسلمه لأحد المشايخ المحفظين لكي يحفظه القرآن الكريم فوافق والده على هذه الفكرة وصرح لابنه راغب بالذهاب إلى الكتاب بعد انتهاء اليوم الدراسي.

وفي وقت وجيز أصبح ابن الثامنة حديث أهل القرية وخاصة أهل القرآن الكريم منهم وانطلق الشيخ راغب بسرعة أشبه بانطلاقة الصاروخ من قاعدته وذاع صيته وأصبح من القراء المحببين إلى قلوب أهالي مدينة طنطا.

استطاع الشيخ راغب الانضمام للإذاعة في سن صغيرة جدا حيث اختبر بالإذاعة أثناء تأديته الخدمة العسكرية وكان ذاهبا للاختبار وهو يلبس الزي «الميري» وظن زملاؤه الذين كانوا يختبرون معه في الإذاعة أنه من سرية الحراسة والتأمين بالإذاعة والتليفزيون وقالوا له لماذا تترك خدمتك وتقف معنا؟.. فقال لهم: أنا زميل لكم آت للاختبار مثلكم فرحبوا به ودخل الاختبار ونجح في الاختبار الأول وانتقل إلى التصفية وبعد أقل من شهر اعتمد قارئا إذاعيا وهو في سن لم تتجاوز الثانية والعشرين من عمره حتى إن الصحافة كتبت عنه خبرا في الجرائد «شاويش في الإذاعة» على اعتبار أن هذه هي الحادثة الأولى التي تحدث في تاريخ الإذاعة أن ينضم جنديا عسكريا لها.

صدر للشيخ قرار بالمنع عن قراءة القرآن الكريم بالمسجد الدسوقى بعد خلافه مع محافظ كفر الشيخ في التسعينيات حيث كان يتحدث مع معاونيه أثناء قراءة القرآن الكريم في يوم الجمعة، وطلب منه الشيخ أن ينصت للقراءة فلم يستجب المحافظ، فما كان من الشيخ إلا أن صدق ولم يكمل القراءة وحدث بينهما مشادة كلامية تطورت إلى أن تحدث الشيخ مع المحافظ قائلا له: "أنت محافظ من ضمن 25 محافظا لكننى أنا الشيخ راغب مصطفى غلوش ولا يوجد غيرى"، وتدخل المحافظ لدى وزير الأوقاف آنذاك وتم منعه من القراءة إلى أن تم إجراء حركة محافظين وتغيير المحافظ وعاد مرة أخرى للقراءة بالمسجد الدسوقى.

اتصفت تلاوة الشيخ راغب مصطفى غلوش بالهدوء مع الاتقان الشديد للأحكام والعمق في القفلات بجانب شعورك أثناء قراءته أنه يفسر كتاب الله تعالى بصوته وفنه متأسيا في ذلك بالشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله.

سافر الشيخ راغب معظم الدول الإسلامية على مدار ثلاثين عاما متتالية قارئا لكتاب الله تعالى خلال شهر رمضان المبارك ولكنه في السنوات السابقة لوفاته فضَّل البقاء في مصر ليسعد الملايين من عشاق كتاب الله تعالى وليسد العجز الناتج عن سفر كبار القراء إلى الدول الإسلامية.

وفى يوم الرابع من فبراير عام 2016 توفاه الله تعالى تاركا خلفه تراثا قرآنيا يتلى إن شاء الله تعالى إلى يوم القيامة.
Advertisements
الجريدة الرسمية