رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بالإمارات.. «الشيخ نهيان»: الملتقى تعبير قوي عن رؤية شيخ الأزهر والبابا فرانسيس.. نبذ العنف وترسيخ التسامح بين المجتمع أهم المكاسب.. وروشتة من 6 نقاط

فيتو

افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، اليوم الأحد، أعمال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وذلك ضمن فعاليات الزيارة التاريخية لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.


ويهدف المؤتمر إلى ترسيخ مفهوم الأخوة الإنسانية والقواسم المشتركة التي من الممكن أن تواجه العديد من التحديات الدولية كالإرهاب والتطرف وظواهر الفقر والجهل.

تعبير قوي عن رؤية الفضيلة
وفي بداية المؤتمر أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن المؤتمر يعد تعبيرًا قويًّا عن رؤية فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، لدور الإمارات العربية المتحدة في نشر السلام والمحبة والتركيز على مفهوم «الأخوة الإنسانية».

نبذ العنف
وأضاف أن المؤتمر يمثل حدثا تاريخيا عظيما لدولة الإمارات، باعتباره يجمع بين اثنين من رموز السلام والتسامح في العالم، مؤكدًا أن فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، يجسدان بشكل حقيقي قيم الأخوة الإنسانية والمحبة والتآلف ونبذ العنف.

اقرأ: وزير التسامح الإماراتي: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يجسدان قيم المحبة

شراكات دولية بين الأديان
وأشار الشيخ مبارك إلى أن رؤى المؤتمر لم تتوقف على هذا الحد، بل تعد فرصة نادرة للعالم أجمع، يجب الاستفادة منها، وذلك من خلال بناء شراكات دولية بين الأديان، خاصة في ظل وجود هذين الرمزين الدينيين الكبيرين، لما لهما من خبرة كبيرة في ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش المشترك.

الانفتاح على الأديان
ثم تناول طرف الحديث أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والذي أوضح، أن جامعة الدول العربية رابطة منفتحة على أديان مختلفة وأعراق متعددة يجمعها كلها الانتماء إلى الثقافة والحضارة العربية.

التنوع الإنساني والأخوة البشرية
وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لـ«المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» في أبو ظبي، أن المؤتمر يُعقد في المكان المناسب والزمان المناسب، فالإمارات من الفضاءات المعدودة في هذه المنطقة من العالم التي تحتفل بالتنوع الإنساني والأخوة البشرية بمعناها الحقيقي بل إن تجربتها المعاصرة قائمة على هذا التنوع.

وأضاف بالنسبة للزمان فليس هناك موضوع أكثر إلحاحًا وأشد اتصالًا بالمستقبل من موضوع مؤتمر اليوم، حيث إننا نعيش زمنًا توفر فيه للبشر من أدوات الاتصال والتواصل ما يفوق أي عصر سابق في التاريخ الإنساني وتهيأ لهم من أسباب المعرفة بالآخر، ثقافة وحضارة ولغة، ما يتجاوز أي مرحلة مرت على البشر من قبل على أن هذا التواصل والاتصال لم ينتج ما كان منتظرًا ومتوقعًا من تآلف بين البشر.

6 نقاط للتسامح
واهتم «أبو الغيط» بكشف 6 نقاط يمكن من خلالها تحقيق التسامح والتحول لمجتمعات متعددة ومنع الكراهية.

وجاءت النقاط كالتالي:

النقطة الأولى
تتمثل في أن أبناء منطقة الشرق الأوسط حملوا إلى العالم أول نداءات الأخوة البشرية، ذلك أن الأديان جميعها، والتوحيدية منها على وجه الخصوص، خاطبت الإنسان بوصفه إنسانًا ولم تخاطب قبيلة بعينها أو جنسًا بذاته.. المسيح عليه السلام يُدعى ابن الإنسان.. والقرآن الكريم خاطب البشرية كلها: "هذا بيانٌ للناس".. وليس صدفةً أن المسيحية والإسلام شكلتا اللبنات التأسيسية لحضارات بالغة الاتساع، بطول الجغرافيا وامتداد التاريخ.

النقطة الثانية
إننا لا بد أن نعترف، في الوقت ذاته، أن رسالة السماء التي حملها الأنبياء قد فهمها بشر وفسرها بشر وعمل بمقتضاها بشر.. يخطئون ويصيبون.. يحسنون الفهم ويضلون السبيل.. والتاريخ يفيض بتجارب ووقائع تخفت خلالها أهداف خبيثة ومصالح ضيقة تحت راية الدين النبيلة، فسالت الدماء وأزهقت الأرواح.. الأمر اقتضى قرونًا طوالًا قبل أن تدرك الإنسانية أن المزج بين الدين والسياسة يفسدهما معًا.. ذلك أن الدين، أي دين، ينطلق من علاقة مع الخالق، فيما السياسة تعكس علاقة بين البشر وبعضهم البعض.

النقطة الثالثة
الأديان ليست بأي حال المسئولة وحدها عن تراث العنف أو التطرف هذه نظرة خاطئة ولا يصح أن نجاريها أو نتسرع في القبول بها على خلفية أحداث معاصرة هنا أو هناك.. الحقيقة التاريخية الثابتة أن جرثومة التطرف وكراهية الآخر ظلت حاضرة وظاهرة في العديد من الأيديولوجيات والأنساق الفكرية والعقائد السياسية.. والأغلبية الكاسحة من ضحايا القرن العشرين، الذين يحصون بعشرات الملايين، قضوا في حروبٍ غير دينية ولا تمت للدين بصلة.

النقطة الرابعة
الأخوة الإنسانية والتسامح صنوان لا يفترقان.. البشر مختلفون في الأفكار والعقائد والعادات.. ومفهوم التآخي الإنساني لا يهدف إلى تنميط البشر أو حملهم على إنكار ما بينهم من اختلاف، ففي اختلافهم رحمة.

النقطة الخامسة
البشر كما علمنا التاريخ، ليسوا محصنين من الارتداد إلى غرائزهم الأولى حيث الانتماء إلى القبيلة يجب كل انتماء، والولاء للعصبية يسبق كل ولاء.. ونرى اليوم من الشواهد والمظاهر بامتداد العالم ما يشعرنا بالقلق حيال مستقبل الأخوة الإنسانية.

النقطة السادسة
الإنسانية – كنهج وطريقة حياة - ليست قيمة يكتسبها الإنسان بمجرد الميلاد، وإنما فضيلة يتعلمها ويمارسها.. وأقتبس هنا مما قاله نيلسون مانديلا: "إن كان بمقدورهم أن يتعلموا الكراهية، فبإمكانهم أن يُلقنوا المحبة".
الجريدة الرسمية