رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. حسن الإمام مساعد يوسف وهبي ومكتشف النجوم

حسن الإمام
حسن الإمام

تحل اليوم الذكرى الـ31 لرحيل المخرج العبقري حسن الإمام، الذي رحل عن عالمنا في 29 يناير عام 1988، عن عمر ناهز الـ 68 عامًا، بعد رحلة عطاء طويلة قدم فيها عددا كبيرا من الأفلام، ونال هجومًا من النقاد لم ينله مخرج من قبله.


ولد المخرج الراحل في 6 مارس 1919 بمدينة المنصورة لوالد يعمل بالتجارة، ولكن الابن على عكس والده لم يكن مهتمًا بالتجارة، وكان ولعه منصبًا على المسارح التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وبالتبعية الموسيقى التي كانت متنفس الشعب، حيث لم تكن السينما في ذلك الوقت أخذت شكلها الحالي، ولكنه بالرغم من ذلك لم يعش حياة سهلة مرفهة وسط العروض المسرحية، فقد توفي والده وهو ما زال في السابعة عشرة، وهو الأمر الذي جعله يعيش حياة صعبة بداية من المرحلة الثانوية حينما كان في مدرسة الخرنفش.

ولأنه مولع بالفن ونشأ على حب العروض المسرحية والموسيقى، قرر دخول عالم الفن بالرغم من أنه لم يدرس الإخراج، وكان كل ما في جعبته من مواهب هي الكتابة، فبدأ عمله كمترجم للنصوص والمونولوجات المسرحية التي كان يدرسها بالفرنسية للمؤلف موريس شوفالييه.

ولأنه كان محبًا للنجم الكبير يوسف وهبي وكان يعتبره مثله الأعلى، فقد اتخذه الأخير مساعدًا له بسبب إجادته للغة الفرنسية والإنجليزية، وبعدها قرر الاتجاه للسينما عام 1947 أن يخوض أول تجربة إخراج سينمائية بإخراجه فيلم "ملائكة جهنم".

لم يتوقف قطار حسن الإمام، وظل يقدم أعمالًا للسينما وصلت إلى أكثر من 100 عمل، كان أهمها روايات نجيب محفوظ التي حولها لأعمال سينمائية، منها "قصر الشوق، السكرية وبين القصرين"، وبالرغم من تقديمه لأعمال فنية هامة تحاكي مآسي ومشكلات المجتمع، إلا أنه في عصره نال هجومًا حادًا من النقاد، واتهموه بتشويه روايات نجيب محفوظ، وفي السبعينيات اتهموه بتقديم أعمال تعتمد على الرقص فقط بسبب ميله في تلك الفترة لتقديم أعمال تصنف استعراضية.

لم يتخلِ حسن الإمام عن حبه للكتابة طوال مشواره الفني، وبالرغم من تحوله للإخراج إلا أنه ظل يكتب ويؤلف، وقدم نحو 50 عملا من تأليفه، ومثل في 15 عملا آخر، وأنتج 5 أعمال، وكان له الفضل في ميلاد بعض النجوم الذين كانوا في بداية مشوارهم الفني وتعريف الجمهور بهم، ومن بينهم "نور الشريف، ماجدة الخطيب، فريد شوقي، حسن يوسف، هند رستم وسمير صبري".

وفي 29 يناير 1988 تُوفي المخرج الكبير بعد رحلة عطاء كبير ترك خلاله إرثا فنيا كبيرا، وبالرغم من انتقاده من النقاد في عصره، إلا أن أعماله يتم الاحتفاء بها في الوقت الحالي.
الجريدة الرسمية