رئيس التحرير
عصام كامل

25 يناير.. هل كانت صاحبة الفضل الأكبر في عودة زخم الحياة الحزبية بمصر؟

ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير

قبل 8 سنوات من الآن كانت الأحزاب السياسية جامدة ساكنة لا تسمع لها ضجيجا أو ترى لها مناوشات بالرغم من الأزمات المتلاحقة التي خلفها نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.


كانت الأحزاب السياسية وقتها توصف حسب العرف بـ"الأحزاب الكرتونية"، موجودة فقط للحفاظ على صورة نمطية تدعى تعدد الأحزاب لكن على أرض الواقع لا يوجد من هو قادر على تحريك المياه الراكدة ومواجهة النظام بكوارثه.

وبالتدقيق في تلك الفترة ولما شاخت الأحزاب وابتعد الناس عنها والشباب لم يجدوا ضالتهم بها راحوا إلى الحركات التي ظهرت فجأة ووجدت لنفسها موقعا مميزا داخل الحياة السياسية وأصبحت متنفسًا لأجيال سابقة وحالية؛ لأن يقولوا كلمتهم ويتحركون في كافة الاتجاهات دون حسابات خاصة مفروض عليهم.

جاءت ثورة 25 يناير التي يتزامن اليوم ذكراها الثامنة، لتكون بمثابة البوابة السحرية للأحزاب السياسية للانطلاق والتواجد الفعلي داخل الشارع المصري، وبالفعل منذ اليوم الأول لانتصار الثورة، بدأت الأحزاب تجمع توقيعات تدشينها وانطلاقها من قلب ميدان التحرير في مشهد أسطوري في تكوينه وبساطته، وعظيم في نتيجته الحتمية في ذلك الوقت بخروج الدولة المصرية من عنق الزجاجة وانتصار الشعب على النظام المباركي ودعم قواتنا المسلحة لثورة الشباب.

بدأت أحزاب جديدة في أولى خطواتها، وعادت الأحزاب المهمشة إلى الصورة من جديد، إذ مثلت لها ثورة يناير قبلة الحياة التي أعادتها من منفاها، واستمرت حالة المد والجزر حتى خروج أحزاب ذات صبغة إسلامية وكانت سابقة حديثة العهد بأن يكون للسلفيين أذرع سياسية على شاكلة "النور، والبناء والتنمية، والشورى، والوسط، والبناء والتنمية المنحل"، كما ظهرت الأحزاب ذات التوجه الليبرالي والعلماني على شاكلة "المصريين الأحرار، والمؤتمر، والتيار الشعبي، الدستور، المصري الديمقرطي" وغيرهم.

كما عادت الحياة لأحزاب ظننا أنها شاخت وانتهت على شاكلة حزب الوفد والتجمع والناصري وغيرهم، هذا إلى جانب ظهور أحزاب أخرى في تلك الفترة وبعد حالة من الفوران السياسية وأصبحت رقما هاما في المعادلة الحزبية، ويأتي على رأسهم حزب مستقبل وطن صاحب الكتلة البرلمانية الأقوى تحت قبة البرلمان، وحزب حماة الوطن صاحب الخلفية العسكرية.

بالرغم من حالة الفزع عند بعض الساسة عند سماع أي حديث عن ثورة يناير إلا أنها كانت سببا في بقائهم في المشهد أو السبب في إعادتهم إلى الحياة من جديد.
الجريدة الرسمية