رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: القرآن نزل بالعربية لمن يقدحون فيه وينكرون الوحي

فيتو

عبر الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق عن اندهاشه لمن لا يريد الالتزام بالصلاة والصيام والحج والزكاة والذكر والدعاء، ويعتبرها قيود شاقة، ويجد نفسه خير الناس بنكران الوحي.


وشبّه جمعة من ينكرون الوحي بإبليس الذي أبى السجود مع الملائكة لتكبره، مؤكدًا أن القرآن أُنزل بالعربية لمن يريدون القدح في العربية، فهم يؤمنون بالله ويكفرون بالوحي.

وكتب علي جمعة تغريدة على تويتر: "يقول ربنا سبحانه وتعالى: (حم * وَالْكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِى أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ * أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ)."

وقال "إن هذا الذي يعادي الوحي يريد عدم التكليف، لا يريد الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والذكر، والدعاء، لا يريد أن يلتزم بكل هذه القيود التي يراها شاقة على نفسه، ولا يريد أن يمنع نفسه عن الشهوات.. عن الزنا والكذب والنفاق..، فماذا يفعل حتى يُظْهِر نفسه بِكِبْرِه أنه خير الناس؟! فلا يجد أمامه إلا نكران الوحي".

وأضاف جمعة: "ويقول ربنا جل في علاه لهذا الصنف من الناس: "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ".. يضطر هذا المسكين أن ينكر وحي الله من أجل كبره الذي في الصدور، ولا غرابة..؛ فقد عرض الله الأمر على إبليس أنِ اسجُد مع الملائكة لكنه أبى وتكبر ورفض، "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ".

وعلق "ويقول الله سبحانه وتعالى في شأن هؤلاء: لما تَمَكَّنَ الكبر من قلوبهم أبوا: "وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِى الأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ". وكأن هذه الآيات نزلت في هؤلاء المستمعين الذين يريدون أن يقدحوا في العربية، فهم يؤمنون بالله ويكفرون بالوحي وربنا ينبهنا أنه أنزل الكتاب بالعربية لعلنا نعقل".

وتابع جمعة: "أنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب بالعربية على أقوام من الأميين، فدربت ذاكرتهم على الحفظ على مر العصور بصورة لم يتدرب عليها أقوام آخرين، فكان الفراعنة يكتبون، والرومان يكتبون، وأهل الهند يكتبون، إلا العرب كانوا لا يقرءون ولا يكتبون، بل كانوا يحفظون، أنزل الله الكتاب على أقوام يحفظونه في صدورهم، ويتهيئون لهذا أتم التهيؤ من قرون بعيدة -وكما يقول علماء الوراثة الآن- وهذه الوراثيات تزداد كل حين.. كل جيل، جيلا بعد جيل..".

واختتم علي جمعة: "فأتى الوحي إلى أقوام يحفظون ما يسمعون، ويضبطون من غير كتابة، إلا أنهم كتبوا أيضًا وأشهدوا على ما كتبوا حتى تمَّ الحفظ الذي وعد الله به عباده للكتاب الخاتم؛ فإذا كان هناك عهد قديم وعهد جديد، فهناك عهد خاتم، والعهد الخاتم هو القرآن الكريم. هؤلاء لا يعرفون هذا المعنى: أن الرسل تسير في موكب واحد".
الجريدة الرسمية