رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «سرير» أنقذ طيارا يونانيا من هجوم لـ«طالبان» في كابول (صور)

فيتو

في مثل هذا اليوم قبل عام واحد، شن مسلحون ينتمون لحركة طالبان الأفغانية هجوما على فندق "إنتركونتيننتال" في العاصمة الأفغانية "كابل"، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى جراء الهجوم.


وجبة الموت
صادف اليوم الذي وقع فيه الهجوم زيارة عدد من الطيارين اليونانيين، للفندق للتنزه وتناول العشاء سويًا في هذا الفندق الذي يتمتع بشهرة واسعة بين الزائرين الأجانب.

وقرر الطيار اليوناني فاسيليوس، زيارة الفندق برفقة عدد من أصدقائه تقريبًا في نفس اليوم الذي وقع به الهجوم لنيل قسطًا من الراحة بعيدًا عن ضغوط العمل، لكن الحظ لم يكن حليفهم هذه المرة خاصة أن الراحة من العمل تحولت لراحة أبدية من الحياة بعد تلقيهم عدة أعيرة نارية جراء هجوم لحركة طالبان على الفندق.

خالف الحظ فاسيليوس، الذي أصبح الناجي الوحيد من بين أصدقائه، بعدما قرر الذهاب بعد تناول العشاء لإجراء بعض المكالمات الهاتفية المهمة والعودة لاستكمال يومهم، لكنه قبل أن يعود لأصدقائه سمع صوت انفجار ضخم في الفندق وأصوات الرصاص التي لا تتوقف علم حينها أن كل من كانوا داخل مطعم الفندق لقوا حتفهم من بينهم أصدقاؤه، وما كان عليه إلا أن يفكر في طريقة للتخفي بها من المهاجمين الذين كانوا يجوبون كافة غرف الفندق ويقتلون من بداخله.

سرير الحياة
لم يجد فاسيليوس أمامة سوي سريرين في غرفته، وأن عليه أن يجد طريقه للبقاء على قيد الحياة، فعلى الفور استخدم أحد الأسرة ونقلها ووضعها خلف باب الغرفة، واستخدم كافة "الملايات والمناشف" الموجودة بالغرفة وربطها وألقاها من شباك الغرفة حتى تمكن من الوصول إلى الدور الرابع الذي يقع أسفل غرفته بسبب صعوبة نزوله إلى أرضية الفندق بسبب طول المسافة.

إدارة الأزمات
كونه طيارا مدربا على إدارة الأزمات وسرعة اتخاذ القرار حرص على إيجاد خطة لحمايته من الرصاص الذي يتطاير بكافة أرجاء الفندق، وبسبب إغلاق منافذ الطوارئ وكونه لا يعلم أماكن تواجد المهاجمين ولا عددهم، فقرر أن يبقى بداخل الفندق وحماية نفسه لحين السيطرة على الأوضاع.

قرر الطيار اليوناني استخدام السرير الذي كان يرتفع نحو 10 سنتيمترات عن الأرض ورفع "مرتبة السرير" والتخفي تحته، قبل أن يدخل المهاجمون للغرفة بدقائق لفحصها وإطلاق النار في كافة أرجائها بطريقة عشوائية بسبب عدم ايضاح الرؤية بعد أن انقطع التيار الكهربائى.

حريق ضخم
بعد أن نفذ المهاجمون طلقاتهم قرروا إشعال بعض "الملايات والمراتب" لإصدار دخان كثيف حتى يتمكنوا من رؤية بعض الأشخاص المتخفين والتأكد من الفندق أصبح فارغا، مما دفع الطيار اليوناني الخروج بسبب الرائحة، لكنه بعد أن خرج من الغرفة في محاولة للهرب، شاهدة شخص ينتمي إلى القوات الدولية من خلال الكاميرات فقرر ر إطلاق النار عيلة ظنًا منه أنه ينتمي للمهاجمين، لكنه تمكن هذه المرة من الفرار والدخول إلى حمام الفندق والتخفي بداخلة مرة أخرى حتى هدأت الأوضاع قليلًا وتمكن من العودة للبقاء تحت السرير الذي كان سببًا في حمايته ليوم كامل بعد أخذ بعض الأدوات التي تساعده على محاولة التنفس بشكل جيد.

خرج الطيار اليونانى من مخبأه بعد أن سمع أصوات أشخاص يتكلمون باللغة الإنجليزية، تأكد حينها أن الأوضاع باتت هادئة، وظل يصرخ مكرر اسمه أنه الطيار اليوناني فاسيليوس، حتى لا يعتقد أحد ينتمي للمهاجمين بسبب ملامحه التي تغيرت جراء الدخان والمساوئ التي تعرض لها، ولم يصدق الجميع كيف ظل يومًا بأكمله تحت سرير الفندق وسط الدخان.
الجريدة الرسمية