رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«فيتو» تكشف هوية ضحية البرد في ملوي بعد 72 ساعة.. «أحمد» انفصل عن زوجته وترك ابنته الوحيدة.. 20 عاما هائما في ملكوت الله.. «أمي» وحافظ لكتاب الله.. عاشق للأهلي.. والأهل ي

فيتو

كانت عقارب الساعة تقترب من الثامنة والنصف مساء أول أمس الثلاثاء، وعبر اتصال هاتفي، توصلت "فيتو" لأسرة مسن ملوى المجهول، الذي توفى إثر تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية، والذي رجح أهالي ملوى أنه توفي إثر تعرضه للصقيع بعدما اتخذ من جوانب مداخل مدينة ملوى مرقدًا له.


"ابنة شقيقة المجهول"
"ألو.. أنا ابتسام جمال زكى بنت أخت الراجل المجهول اللي كتبت عنه في فيتو، أنا عاوزة خالي بأي طريقة".. كانت هي بداية حديثها معنا هاتفيًا.

حاولت "فيتو" أن تحصل على معلومات عن هذا الرجل من قبل تلك الفتاة فقالت هو "أحمد على محمد عبد العال "، من مواليد "عابدين"، كما مقيد في "شهادة ميلاده"، ولد في الثامن عشر من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وواحد وستون، ووالدته "نعمات صالح إبراهيم حجازي".

خلافات زوجية
أكدت ابنة شقيقته هاتفيًا، أن خالها ليس لديه من الأبناء سوى ابنة واحدة وتدعى "هبة"، تركها مع والدتها وهى لم تتعد عاما واحدا من عمرها، بعدما انفصل عن زوجته بسبب خلافات زوجية معها، واتجه إلى العمل في ورشة لدهان السيارات، بعدما اتخذ من محل بقالة والده مصدرًا لرزقه، وفجأة زهد في الدنيا.

وقالت: "بدأ يسير في الشوارع دون أن نعلم أي شيء عنه إطلاقا. بين الحين والآخر، كان يعود إلى منزلنا ويقيم معنا عدة أيام قليلة ونتفاجأ بأنه ترك المنزل وعاد إلى الشارع مرة أخرى".

"ذهب ولم يعد"
سبع سنوات هي أكبر فترة تغيب فيها "أحمد على محمد" عن منزل شقيقته، حاولوا مرارا وتكرار البحث عنه ولكن لم يستقر "أحمد" في مكان بعينه، وعام تلو الآخر أصبح "عم أحمد" لدى ذويه من الغائبين المفقودين، وبدأ رحلته في محافظات عديدة حتى استقر به الحال على أحد جوانب الطريق الزراعي المار على مدخل مدينة ملوى، حتى توفي بذلك المكان.

"مباحث ملوى"

وعلى الفور أبدت "فيتو" نيتها لمساعدة تلك الأسرة للتأكد من أن جثمان المجهول تابع لهم وهو ذاك الشخص الذي تحدثوا عنه، وتوجهت إلى مكتب الرائد محمد يوسف، رئيس مباحث قسم ملوى، وذكرت له ما تم مناقشته مع أهل المجهول، وأبدى مساعدته.

وفي الساعة السابعة صباحًا من أمس الأربعاء، استقل كل من ناهد على محمد سيدة، وشقيقها "صالح "، وزوجها "جمال زكى"، وأبناؤهم "مصطفى وابتسام"، ميكروباص من محافظة الجيزة إلى مدينة ملوى، وتواصلت "فيتو" معهم وكانت في استقبالهم، وفور وصولهم لـ"مدينة ملوى"، للتعرف على جثمان الرجل المجهول.

توجهنا بهم إلى مكتب الرائد "محمد يوسف" رئيس مباحث قسم ملوى، وبعد استقباله لنا قام بتوجيه عدة أسئلة لهم في محاوله منه التأكد من هوية المجهول، وأمر رئيس مباحث ملوى أهل "المجهول" بالتوجه إلى مستشفى ملوى العام وتحديدًا "المشرحة" بصحبة شرطيين تابعين لوحدة مباحث القسم للتعرف على الجثمان.

"المشرحة"
في عصر يوم الأربعاء توجه أهل المجهول لمشرحة ملوى، للتأكد منه هوية مسن المنيا، وتم فتح المشرحة وأمر مسئول المشرحة بعدم دخول أهله جميعا وأمر بدخول شرطيين المباحث وشقيقته "ناهد" وشقيقه "صالح"، وتم فتح ثلاجة الموتى واستخراج "جثة المجهول الذي كان يرتدي جلباب "كحلي اللون " وتيشرت من الصوف فاتح اللون، ويرتدى بنطال لبنى اللون، وبدأت ملامح جسده تتغير لمرور 4 أيام على وفاته ولكن وجه المتوفى ما زال يحتفظ بكامل معالمه.

"بكاء وعويل"...
كانت ردة الفعل بعد مشاهدة الجثة فورية من قبل شقيقته "بكاء وعويل"، وبدأ شقيقة "صالح" يردد كلمات قائلا: " الله يسامحك يا أحمد.. ربنا طارح في وشك البركة.. الله يسامحك ويسامحنا.. أخويا حبيبى " وبدأ يدخل في حالة ذهول، ورددت "ناهد" شقيقته أثناء بكائها قائله : "أخويا بشحمه ولحمه أخويا.. أخويا.. غلبت أدور عليك.. دورت كتير عليك يا أخويا.. سامحنا.. مش قصرنا في حقك والله ".

بدأت الدموع تذرف من أعين أبناء شقيقه المجهول، وأمرت المباحث بإغلاق المشرحة وتوجه ذويه إلى قسم شرطة ملوى، لإنهاء المحضر تمهيدا لعرضه على النيابة المسائية.

"انفصل عن زوجته"

كانت الساعة تقترب من الرابعة مساءً"، علما بأن النيابة المسائية تبدأ في الثامنة مساءً، في تلك الفترة بدأت شقيقته "ناهد" تروى لـ"فيتو" عن شقيقها، قائلة : "تزوج أحمد وأكرمه الله بطفله تدعى هبة"، تلك هي نجلتة الوحيدة لم ينجب غيرها، وبسبب الخلافات الأسرية انفصل أحمد عن زوجته وهى كانت في ذلك الوقت لم يكتمل عمرها "عام واحد "، وأخذت الزوجة طفلتها "منزل والدنا " الذي تزوج فيه أحمد.

وأضافت أنه لم يكن أمام "أحمد" سبيل غير أنه يعمل في مجال "دهان السيارات "، فعمل فترة في هذه المهنة ثم قرر بعد وفاة والده أن يتولى شئون محال بقالة خاص بهم كان في منطقة "رملة بولاق " بالقاهرة، وفجأة بدأ أحمد يتجه إلى "الدراويش" وبدأ يغيب عن المنزل في بداية الأمر ما بين أسبوع لشهر ويحضر الموالد ويزور مقامات أصحاب الرسول، وقالت: "بين كل فترة وأخرى كان يعود إلى شقتي التي اسكن بها لتغيير ملابسه أو لحلاقة لحيته وما شابه ذلك، ونتفاجأ بأنه عاد مرة أخرى للشارع".

تعرفنا عليه من خلال "الموقع "

ويستكمل زوجها " جمال زكى " حديثه قائلا : "منذ 20 عاما واعتاد أحمد نزوله في الشارع كان يغيب وفى نهاية المطاف يعود إلى منزلنا، فقد تغيب قبل ذلك فترة وعثرت عليه قوات حرس الحدود في منطقة حدود مصر وليبيا، وقمنا باستلامه، كما تغيب مرة أخرى فترة طويلة وعلمنا بمكان تواجده في الإسكندرية وتوجهت أنا إلى وأحضرته.. أحمد أصبح بينه وبين الشارع ألفة".

وأضاف:" تغيب آخر مرة وهى تلك المرة التي لم نعثر عليه وعثرنا عليه متوفى من خلال صورة على موقع التواصل الاجتماعي مدون عليها لوجو "فيتو"، كانت فترة غيابه الأخيرة تعدت الـ 9 سنوات، قمنا بالسؤال عنه كثيرا، لم نهمل فيه كما اتهمنا البعض على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك".

"حافظ كتاب الله "

تدخلت شقيقته "ناهد في الحديث قائله : "رغم أنه يجهل القراءة والكتابة إلا أنه كان حافظًا لكتاب الله الكريم كاملًا، وكان عاشقا للنادي الأهلي فكان دائما يتردد على الملاعب التي تقام بها مباريات النادي الأهلي، وإذا تصادف وجوده في الحارة أثناء مباراة للنادي الأهلي وتمكن النادي من الفوز كان يقوم بتوزيع المشروبات الغازية ابتهاجًا لفوز النادي الأهلي.. كان محبوب وعزيز النفس".

تحليل الـ DNA

جاءت الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء، وأمام مدير نيابة ملوى أحمد حسن مخلوف، بدأ التحقيق مع أهل المتوفى المجهول في المحضر الذي أعدته وحدة مباحث قسم ملوى، وانتهى الأمر بقرار بأخذ عينة دم من أهل المتوفى "شقيقته وشقيقه " ومطابقتها مع عينة دم عجوز ملوى المتوفى، من قبل مستشفى المنيا، وطالبت أهل المتوفى الحضور أمام ديوان النيابة صباح الخميس للتوجه إلى المستشفى لأخذ عينة الدم وإجراء تحليل الـDNA.

وتوجه أهل المتوفى إلى أحد الفنادق بمدينة ملوى، لكي يمكثوا فيه استعداد لأخذ العينة، ورفض صاحب الفندق أخذ أي مبالغ مالية نظير إقامتهم فور علمه بملابسات الموضوع.

الأحوال المدنية
في صباح اليوم الخميس توجه أهل المتوفى إلى ديوان نيابة قسم ملوى، وأعلنوا اعتراضهم على تحليل الـ DNA معللين عن سبب اعتراضهم بأن ذلك التحليل سوف يستغرق ما بين شهر ونصف وشهرين، في الوقت هذا سوف تقوم النيابة بدفن الجثة في مدافن الصدقة.

وأبلغوا النيابة بأنه من الممكن مطابقة بيانات البطاقة الشخصية المفقودة من المتوفى من خلال الأحوال المدنية بالبطاقة التي تحملها شقيقته وبالفعل استجاب مدير نيابة ملوى أحمد حسن مخلوف لطلب الأهل، وتم مخاطبة الأحوال المدنية وبعد عدة ساعات أخطرت الأحوال المدنية نيابة بندر ملوى، بمطابقة البيانات ولكن صورة صاحب البطاقة " أحمد على محمد عبد العال"، موجودة في الأحوال المدنية في مدينة المنيا.

"قرار النيابة"
قرر مدير نيابة قسم ملوى بمخاطبة الأحوال المدنية بمدينة المنيا وأمر باستخراج بطاقة رقم قومي لـ"أحمد على محمد عبد العال"، لمطابقة الصورة الموجودة مع صورة المتوفى، على أن يستكمل التحقيق يوم السبت المقبل، وفور صدور البطاقة يتم تسليم الجثة من مشرحة مستشفى ملوى إلى أهله، وتحرر المحضر رقم 235 إدارى قسم شرطة ملوى 2019.

يذكر أن أهالي مدينة ملوي بالمنيا، عثروا على جثة مسن، بلا مأوى، توفي بسبب موجة البرد الأخيرة على أحد أرصفة مدخل المدينة بطريق "القاهرة - أسوان" الزراعي.

وأكد الأهالي أن المسن مجهول الهوية واتخذ من سور مركز شباب ناصر بملوي مأوى يقيه من البرد والطقس السيئ، وسبق له الإقامة في أحد شوارع حى "جنينة المغاربة" جنوب المدينة.

وتم نقل الجثة إلى مستشفى ملوي، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقله لمشرحة المستشفى.
Advertisements
الجريدة الرسمية