رئيس التحرير
عصام كامل

«ملهاش نصيب من اسمها».. سعادة حياتها «بؤس» وتسكن كشك بـ800 جنيه في الغربية

فيتو

«اسم على غير مسمى.. ليس لها نصيب من اسمها»، ذلك ما ينطبق على حال السيدة المسنة «سعادة الحلو» التي لو كان لها «نصيب من اسمها» لعاشت في رغد الحياة منعمة، فاسمها «سعادة» ولم تر في حياتها إلا الشقاء والحزن، ولقبها «الحلو» ولم تذق من الدنيا إلا المر.


تسكن سعادة عبد الجليل الحلو، البالغة من العمر 79 عاما، أعلى كوبرى الثانوى المجاور للمركز الصحى بالسنطة في محافظة الغربية.. عند اقترابك منها ترحب بك وتستقبلك بابتسامة وترحيب كأنك داخل منزلها لكن تبكي حزنا على حالها الذي تعيش فيه عندما تتحدث معك مع ارتعاش يديها الصغيرتين.. وفجأة تغمض عينيها كأنها تذهب في غيبوبة وتعود من جديد وتعتذر وتقو:ل «معلش أصلى أنا تعبانة شوية».

ملامح البؤس تظهر على وجهها.. جسدها النحيل يرتجف من برودة الشتاء، تسكن أعلى كوبري الثانوى.. تقيم ليل نهار، وتذهب للمبيت فقط ساعات قليلة داخل الكشك الذي تقوم باستئجاره من أحد الأهالي الذي يستغل حاجتها للمبيت بأى مكان يحميها من غدر موجة البرد القارصة بمبلغ 800 جنيه منذ أكثر من 25 عامًا، بعد وفاة زوجها وهجر ابنها لها، وذهابه للمعيشة بمدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة وعدم السؤال عنها.

وسط الهواء الطلق لا تجد أمامها إلا جدار الكوبرى لكي يرتطم به ظهرها الذي انحنى من قسوة الأيام مع اقتراب عمرها من الـ 79 عاما.. تسكن فيه وسط الطريق وتصارع مع الحياة، بعد أن تركتها فريسة للفقر والمرض وقسوة الظروف وصلت ذروتها فلا يوجد أي دخل أو معاش اجتماعى يسندها فلا سبيل لها سوى ما يجود به عليها أهل الخير.

«فيتو» رصدت حالة السيدة "سعادة" التي تعيش وسط الطريق تقول: إنها لا تملك شيئا لكى تنفق على نفسها ولا تملك شراء متطلبات حياتنا اليومية فزوجها توفي منذ سنوات وهجرها ابنها وليس لها مصدر دخل ولا معاش، وكل ما تأمله أن تجد مأوى لها أو سريرًا ترقد عليه ومعاشًا تنفق منه على نفسها، والمسئولون «محلك سر» -على حد قولها-، قائلة: «حلمي الاستقرار في مكان نظيف به سرير ومكان آدمى كباقى البشر قبل أن أموت بسبب عدم النظافة وبرودة الشتاء».

«الناس بتبص لي بنظرات القرف ولا أستطيع أن أتكلم معهم، فهم ولاد ذوات واحنا غلابة وفقراء الدنيا ملطشة معانا قوي».. خرجت هذه الكلمات من السيدة المسنة محملة بحسرة الوحدة والخوف والذل؛ فكل ما تتمناه أن تعيش في مكان مثل بقية البشر وأن تجد مأوى لها، خوفًا من أن تلقى مصير سيدة المحلة التي توفيت نتيجة البرد.

تجدر الإشارة إلى أن أهالي المحلة الكبرى عثروا الخميس الماضي، على جثة سيدة متسولة في العقد الخامس من عمرها، أمام الحى ويظهر عليها آثار التجمد من البرد.
الجريدة الرسمية