رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القاهرة تقطع يد «ديكتاتور أنقرة».. عودة مصر لأشقائها العرب يُربك حسابات «أردوغان» في ليبيا وسوريا واليمن..«شكري» يتخلى عن «صمت الدبلوماسية»..و30 يونيو بداية سقو

أردوغان
أردوغان

على مدار أعوام مضت، وتحديدا منذ يناير 2011، التي شهدت ثورات وصفها البعض بـ«الربيع العربي»، تسببت في اقتلاع جذور أنظمة حكم إقليمية راسخة، لم تكن مصر في منأى عنها، استشعرت تركيا خلو الساحة في منطقة الشرق الأوسط من كبار اللاعبين، لا سيما وأن الدور المصري في المنطقة تقلص، إلى جانب حدوث ارتباك في السعودية على خلفية مرض العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما دخلت دمشق في أتون صراع مسلح مع الميلشيات الإرهابية غيبها عن المشهد العربى ودفعها للارتماء في حضن إيران، بهدف الحفاظ على ما تبقى من قواعد في كرسي الحكم المتهالك.


تبدل الأحوال
تبدلت الأحوال والوجوه وانقلب موقف رئيس الوزراء التركى حينها، الرئيس الحالى للبلاد، رجب طيب أردوغان، وخلع قناع صداقة «بشار» واحترام مكانة مصر، ومد أذرعه المتمثلة في فروع جماعة الإخوان الإرهابية، لتعبث في الإقليم المأزوم بغياب الكبار عن الساحة السياسية على أمل مد نفوذها وتحقيق حلم الخلافة القديم على يد «العثمانيين الجدد» كما تشير إليهم التقارير والدراسات.

الرغبة العارمة في الهيمنة التركية، جعل أنقرة تؤهل نفسها للعب دور مقر السلطان وتنصيب ولاة على ولايات منطقة أصبحت «فاقدة للأهلية».. ووهبت ولاية مصر لجماعة الإخوان الأم، واليمن لفرعها المتمثل في ذراعها السياسي «حزب التجمع اليمنى للإصلاح»، وأهدت ليبيا إلى لـ«حزب العدالة والبناء»، وعمليا بدأت في تمهيد حكم سوريا للجماعة هناك بعد تسهيل دخول العناصر الإرهابية عبر أراضيها بهدف إزعاج المجتمع الدولى وتقديم رموزها كنموذج بديل للحكم، وقضمت حركة النهضة حكم تونس.. ولم تخل قائمة الولايات من الكويت والإمارات، وإشعال أزمة تدويل الحج تمهيدا لزوال أسرة «آل سعود».

30 يونيو
ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الإخوان وعزل مرسي، لم تكتب نهاية للتنظيم في مصر، فقد تلقت أنقرة الإشارة من القاهرة بوضوح وأدركت بداية التفكيك في باقى الإقليم، وهو ما حدث في تونس واليمن وحتى سوريا التي بدأت تستعيد عافيتها مؤخرًا، واستطاع الشرق الليبي –بنغازي، الإفلات من مخلب الأتراك، لتبقى فرصتها الأخيرة في الغرب –طرابلس- التي تمثل لها الورقة الأخيرة على طاولة المقامرة على أمل استعادة الأوراق المفقودة من المحيط إلى الخليج.

مع حالة الحصار الإقليمى الذي تتعرض تركيا لها بعدما فقدت الأمل في جذب الرياض ناحيتها، دفعها للتدخل بصورة علنية في أزمة المقاطعة واستغلالها بهدف التواجد عسكريا في قلب الخليج، ووجدت في نظام الأمير تميم بن حمد، وسيلة هائلة للتربص بالسعودية والإمارات والبقاء هناك متأهبة للانقضاض.

ووسط هذا كله تبقى مصر الهدف البعيد الذي تسعى لمحاصرته، منتظرة فرصة سقوطها لإعادة تجميع أوراقها المفقودة على طاولة الخطة، بهدف تفكيك التحالف الإقليمى الناشئ من رحم أزمة سنوات الفوضى السياسية، ووجدت في الغرب الليبي الذي لا تزال تتمتع بنفوذ داخله أرضا خصبة لزرع البذرة من جديد.

سفن النجدة
وفى ظل حالة التشنج السياسي الذي تعيشه ضد مصر، شرعت تركيا في إرسال سفن أسلحة لنجدة الميليشيات الإرهابية هناك، لإنقاذ العاصمة من السقوط بزحف عسكري غربى يمتلك القدرة عليه الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بعدما انتزع شرعيته بمؤتمر «باليرمو» في إيطاليا، وتبدل عداء روما ضده إلى اعتباره شريكا مهما في العملية المعقدة التي أنهكت العالم.

سفن الأسلحة التركية العابرة للبحار ونقل العناصر الإرهابية تحت مرأي ومسمع من العالم، تحركات تحمل ما هو أبعد من إشعال الفوضى في ليبيا، فهدفها الأساسي إزعاج الدولة المصرية وإشعال جبهته الغربية إلى جانب جبهته الشرقية – سيناء- الموضوعة هي الأخري كمقر دائم للعناصر الإرهابية العائدة من سوريا، بعد التفاهمات الحادثة هناك، وامتلاك الأتراك تأشيرة انتقال هذه العناصر من أدلب لتوطينهم في أرض بديلة.

هرم الخلافات
صحيح أن ليبيا تمثل رأس هرم الخلافات بين القاهرة وأنقرة، لكن النزاع بين العاصمتين على قيادة الإقليم خرج صوته هو الآخر من جدران الغرف المغلقة إلى العلن، حيث حضرت مصر بقوة في الملف السوري، إضافة إلى استعادة قضيتها التاريخية «فلسطين» من أدراج الاستخبارات التركية التي عقدت المشهد هناك وتاجرت بالقضية كـ«قميص عثمان».

اليمن هي الأخرى شهدت حضورا سياسيا قويا للقاهرة لما تملكه من قنوات اتصال مع أطراف الأزمة، حتى العراق ولبنان أدرجت في أجندتها الدبلوماسية خلال العامين الماضيين.

حرارة العلاقات التي سرت من جديد في أسلاك التواصل بين القاهرة وأشقائها العرب بعد سنوات من الانقطاع، دفعت تركيا للتصريح علانية في أكثر من مناسبة وكلمة لمسئوليها أمام المنظمات الدولية بدون مواربة للهجوم على مصر، ورغم حرص الأخيرة الدائم على اتباع تقليد الصمت الدبلوماسي أمام الهرطقة العثمانية، فإنها أعلنت مؤخرًا عن عودتها بصورة رسمية من خلال تخلى وزير الخارجية سامح شكري عن "بروتوكول الصمت" واتهام أنقرة والدوحة علنا من فوق منصة مبنى وزارة الخارجية القابع على كورنيش النيل بدعم الإرهاب في ليبيا والتدخل في شئون الدول العربية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية