رئيس التحرير
عصام كامل

ملاحظات على حوار الرئيس


ذكرت شبكة (سي بي إس) الأمريكية أن مصر طلبت إيقاف إذاعة حوار السيد الرئيس، وعندما تم إذاعة اللقاء لم نجد فيه ما يثير الاندهاش، فإلقاء تميز بالصراحة والوضوح والإجابات المقنعة للرئيس، الذي يرد بأمانة ودقة شهد لها الجميع، ولعل السؤال الأهم في اللقاء كله عن عدم قدرة مصر على محاربة الإرهاب في سيناء وكانت إجابة الرئيس واضحة ولا تقبل التأويل فالولايات المتحدة الأمريكية التي صرفت على حرب الإرهاب تريليون دولار لم تستطع إيقاف الإرهاب على مدى 17 عاما.


بدأ البعض يقول إن مصر تريد أن تخفى حقيقة تعاونها مع إسرائيل وهذا غير منطقي، إذ إن لدى مصر معاهدة مع الجانب الإسرائيلي، وإن مصر لا يمكنها الدفع بمعدات عسكرية ثقيلة في سيناء لتطهير المناطق من الإرهاب ما لم يكون هناك تعاون وتشاور مع الجانب الإسرائيلي.

البعض تحدث عن ارتباك للسيد الرئيس عندما لم يتم إعلامه بالأسئلة قبل اللقاء، ولو كان ذلك صحيحا فلماذا الارتباك وأمام الرئيس واحد من طريقين:

إما أن ينهى المقابلة وينسحب بهدوء دون أن يعطى أي إجابة وإما أن يعلن الامتناع عن الإجابة أساسا، إذ إنه ليس في محكمة للاستجواب إنما في لقاء تليفزيوني للرأي العام، ومن وجهة نظري الشخصية وخبرتي المتواضعة في المجال الإعلامي مع حضوري في برامج عدة بالبث الحي على الهواء محليا وخارجيا، فإن مواجهة الكاميرات يستلزم طاقة كبيرة، وخصوصا إذا تحول اللقاء إلى رد على أسئلة تتضمن اتهامات يسوقها الإخوان منذ سنوات في الخارج، بالإضافة إلى قصر واضح للمسافة بين الرئيس ومقدم البرامج مما تؤثر بشكل كبير بالسلب على إيجابية اللقاء.

البعض يتحدث عن وجود الضيق الواضح على وجه الرئيس وبالفعل نحن جميعا لاحظنا ذلك، إلا أن التفسير للخبراء مختلف فالتركيز في المناقشة والحذر يفعل أكثر من ذلك، ولعل أهمية الموضوع هي التي أعطت هذا الإيحاء، وهذا في صف السيد الرئيس الذي اهتم بعرض الموضوع بكل الدقة، والتركيز والوضوح وموافقته على إجراء المقابلة دون الاطلاع على "الإسكريبت" هو الشجاعة والأمانة في حد ذاتها، فليس لدينا ما نخفيه حتى مع تأكده من عدم حسن النية من الجانب الآخر إلا أنه استمر إلى النهاية ويحسب ذلك له جدا.

أنا هنا لا أدافع عن السيد الرئيس لأنه لا يحتاج لذلك، فاللقاء كان ناجحا وصريحا بكل المقاييس، إنما أرجو أن يستمر الرئيس في طريقه ولا يهتم بالجدل المثار ولا ينال من عزيمته، فيكفى المصريين أنهم مقتنعون بأن الرئيس قادر على تحقيق ما لم يحاول أن يحققه أحد من قبل.
الجريدة الرسمية