رئيس التحرير
عصام كامل

دراسة جديد لمرصد الأزهر لتوثيق جرائم داعش ضد الأطفال.. التنظيم يستغل «أحباب الله» لتنفيذ عمليات إرهابية.. يضم 4 آلاف «صبي» منذ 2014.. وروشتة لوقاية جيل المستقبل من الوقوع في الفخ

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه
18 حجم الخط


أصدر مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف دراسة جديدة، حول استغلال الجماعات المتطرفة وعلى رأسها «داعش» للأطفال واستخدامهم في بعض العمليات الإجرامية بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وأشارت الدراسة إلى أنه تعددت استخدامات الأطفال داخل تنظيم داعش، ما بين تنفيذ عمليات تفجيرية أو انتحارية أو إعدام أشخاص ممن أسرهم التنظيم أو تعذيبهم، وأن الأرقام تشير إلى التنظيم جند التنظيم أكثر من أربعة آلاف طفل في سوريا منذ 2014، وقد قتل عدد هائل منهم في مختلف المعارك.


تجنيد الأطفال
وفقًا للدراسة فإنه خلال عام 2017، لقي ما لا يقل عن 910 طفلًا مصرعهم وأصيب 361 طفلًا آخرون، مقارنة بسقوط 652 طفلًا على الأقل خلال 2016، وذلك بزيادة 20% عن 2015 على أقل تقدير، كما جندت الجماعات الإرهابية 961 قاصرًا على الأقل خلال عام 2017، في حين كان العدد 850 طفلًا في عام 2016، أي أكثر من ضعف عددهم في 2015، ومن هذه الأرقام يتضح أن عملية تجنيد الأطفال كانت في تصاعد مستمر داخل التنظيم.


الحرمان من التعليم
وأشارت الدراسة إلى أنه في عام 2017 وثقت 67 حالة اعتداء على المدارس والمؤسسات التعليمية، في سوريا فضلا عن صعوبة وصول الطلاب إلى أكثر من 7400 مدرسة، بسبب تدميرها أو إتلافها أو استغلالها لأهداف أخرى، كما تحدثت الدراسة عن تعرض 3.3 مليون طفل في سوريا للخطر بسبب توالي التفجيرات، بالإضافة إلى أنه يعيش 69 % من سكان سوريا في فقر شديد، حيث يبلغ دخل الفرد الواحد أقل من دولارين في اليوم، وتؤدي نحو نصف المستشفيات والمرافق الصحية فقط في البلاد عملها بشكل كامل.

الفئات العمرية
وأوضحت الدراسة أن الفئات العمرية للأطفال وهي: عدد أطفال «داعش»، بعمر أقل من ‏‏3 سنوات، بلغ 514 طفلا، والفئة العمرية ما بين 3-9 سنوات، ضمت 460 طفلا.، وتضمنت الفئتان العمريتان، عدد إناث بلغ 296 و208 أنثى، وعدد ذكور بلغ 218 و252 ذكرا.‏

وأكمل البيان، أن عدد أطفال تنظيم «داعش»، المصنفين في خانة «الأحداث» من عمر التاسعة وحتى سن الرشد 18 سنة، ‏يبلغ 153 حدثًا أغلبهم فتيات وعددهن 94 أنثى، والباقي 59 ذكرًا.، وأن وهؤلاء الأطفال، من جنسيات أجنبية مختلفة، وهي: «تركية، أذربيجانية، روسية، طاجكستانية، ‏قيرغستانية، وأوزبكستانية، ومغربية، وأوكرانية، وإيرانية، وجزائرية، وألمانية، وفرنسية، ومن أمريكا الجنوبية».‏

اكتشاف ميول التطرف
وتابع المرصد أن التنظيمات المتطرفة تستهدف أكثر ما تستهدف فئة الشباب والأطفال، لأنهم طاقة متدفقة يستهويهم حلم المال والسلطة وتجاوز الحدود المألوفة للخروج من روتين الأسرة والمجتمع، وخوض غمار كل جديد للبحث عن الإثارة والمتعة، وأشار المرصد إلى أن ملامح التطرف التي قد تظهر على الأطفال تتمثل أهمها في :

أن يصبح الطفل سياسيًا أو دينيًا بشكل ملفت، أو التغير في الزي أو المظهر، والنظر بازدراء لكل من لم يؤيد أفكاره الجديدة، فيصبح الطفل متعصبًا تجاه المختلفين معه في الدين أو العرق أو غير ذلك، بجانب قضاء فترات طويلة على مواقع الإنترنت المختلفة، والعزلة عن المجتمع، وتصفح المواقع المتطرفة، بجانب التشاجر كثيرًا مع العائلة أو الأصدقاء بسبب نزعة العنف والتطرف التي تمكنت منهم.

سبل الوقاية
وأوضح المرصد أن الخطوات اللازمة لتجنيب الأطفال الوقوع في براثن التطرف تتمثل أهمها في:

عدم ممارسة العنصرية داخل الأسرة: فالأسرة هي عالم الطفل الأول، فمنها يكتسب الخبرات ويتعلم بالمحاكاة ويتخذ من الوالدين قدوة له، بجانب قضاء وقت كبير مع الأطفال، وزيادة الاهتمام بهم في مرحلة النشأة ومراقبة أفعالهم المختلفة وتحليلها، وخلق بيئة مفتوحة لهم، بحيث يمكنهم مناقشة أي فكرة لديهم دون خوف من العقاب أو المساءلة، وتوعيتهم بخطر المتطرفين الذين ينشرون أفكارهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها؛ بما يعزز تشكل وعيهم في وقت مبكر بما يقيهم التطرف.

بالإضافة إلى غرس قيمة الاعتزاز بالنفس واحترام الآخرين من مختلف الأديان والأعراق والأجناس والثقافات المتعددة في أنفسهم منذ الصغر، وغرس قيم التسامح وحب الوطن والانتماء، والتركيز على المعاملات اليومية فالدين المعاملة، تدشين حملات حول مفاهيم بعينها في المراكز التوعوية الثقافية ومراكز الشباب وقصور الثقافة، بهدف الوجود بين الشباب والأطفال، لتصحيح المفاهيم والرد على كل ما يثار من جانبهم.

بالإضافة إلى الدفع بالأطفال للمشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية، لغرس روح التعاون والمحبة داخل الطفل في سن مبكر،، وعمل المؤسسات التعليمية على وضع منهج تربوي وتعليمي شامل يَهدِفُ إلى احترام آدمية الإنسان، وتقبل الاختلاف في الرأي والتسامح وإعلاء قيمة الحوار، كلّ هذه القيَم من الأهمية بمكانٍ، في مجال محاربة الفكر الهدام، بجانب تقديم النصوص الدينية التي تعبّر عن التسامح واحترام دين الآخر، فلابد أن ننتقي ما ينشر المحبة والسلام وليس ما يجلب الخراب، وتفعيل عمل دور العبادة في التوعية ومواجهة دعاة الفتنة، فالمؤسسات الدينية هي خط الحماية الأول، ويجب أن نُعود الأطفال منذ الصغر على التردد على دور العبادة وحمايتهم من الاستقطاب.
الجريدة الرسمية