رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القراصنة يجتاحون الإنترنت.. هكذا تتم سرقة البيانات عبر العالم؟

فيتو

مازالت التحقيقات جارية في ألمانيا لمعرفة الجهات التي تقف وراء سرقة البيانات الشخصية لحولي 1000 من السياسيين والشخصيات المرموقة والصحفيين، ونشر أرقام هواتفهم وعناوينهم الإلكترونية، وفي حالات كثيرة معلومات حساسة وصور.

ألقت الشرطة الجنائية الألمانية أمس القبض على مشتبه به، ويتعلق الأمر بشاب في العشرين من عمره من ولاية هسن، الذي كشف أن الدافع كان غضبه من السياسيين.

ومن هذا المنطلق يدور في ألمانيا حاليا جدل حول إنشاء شرطة إلكترونية، ويتساءل البعض عن حق هل يعيش الألمان في خطر داخل الشبكة العنكبوتية أكثر من آخرين.

صفقات كبيرة.. خسارة بيانات كثيرة

والجواب هو لا، وغالبا ما سقطت بيانات حساسة في أيادي خاطئة، وهذا لا تبينه فقط فضيحة "فيس بوك" لدى شركة Camebridge Analytica المفلسة، وشركة تحليل البيانات البريطانية استحوذت بدون إذن على معلومات أكثر من 50 مليون مستخدم، ويبدو أن تلك البيانات تم استغلالها لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

لكن "فيس بوك" ليس الشركة الكبرى الوحيدة التي تتهاون في التعامل مع معلومات ملايين المستخدمين، فسرقة البيانات باتت مرادفة لرقمنة عالم الاقتصاد والسياسة والمجتمع.

وسلسلة الفنادق Marriott كانت مضطرة في نوفمبر من العام الماضي على الاعتراف بأنها فقدت بيانات تعود لـ 500 مليون زبون، بما في ذلك أرقام الجوازات وتواريخ الميلاد والعناوين، كما واجهت شركة النقل الأمريكية Uber حادثة من هذا النوع، إذ عُلم في خريف 2016 أن قراصنة استحوذوا على 57 مليونا من البيانات الشخصية، كما أن شركات أوروبية كبرى لا تبرهن على توفرها على حماية في البيانات.

وشهدت شركة الاتصالات الفرنسية Orange هي الأخرى سرقة بيانات في يناير 2014 استهدفت 800.000 زبون، كما فقدت شركة الخطوط الجوية البريطانية في خريف 2018 بيانات نحو 380.000 زبون.

وفي فرنسا، وجه القراصنة ضربة لشركة البناء الفرنسية Ingerop، وسرقوا وثائق لها علاقة بالجانب الأمني للبنية التحتية، بينها بيانات مفاعلات نووية وسجون وخطوط القطار، وتم الكشف عن هذه الحادثة في نوفمبر الماضي، وتفيد تقارير صحفية أن البيانات تشمل وثائق حساسة للغاية، ومعلومات شخصية لأكثر من 1.200 موظف في الشركة.

وحتى بلدان رائدة في المجال الرقمي قلما تكون محمية، فهذه التجربة عايشها مواطنو إيسلندا،ـ حيث أثار في صيف 2017 خبر الثغرة في البيانات المرتبطة بالهوية الإلكترونية ضجة، وإلى ذلك الحين تركت حكومة أصغر بلد بين مجموعة البلطيق المواطنين يعتقدون أنها جزء من المجتمع الرقمي الكامل. وتشمل الهوية الإلكترونية معلومات حساسة، الأمر الذي تسبب في صدمة لدى الكثيرين من المواطنين عندما برهن فريق من الخبراء الأمنيين على وجود ثغرات أمنية.

واستحوذ القراصنة بالتالي على الهوية الرقمية لواحد من بين اثنين من مواطني إيسلندا، حيث يبلغ عدد السكان نحو 1.3 مليون نسمة، وحاولت الحكومة الإيسلندية التقليل من شأن القضية، وادعت أن ثغرة البيانات تم تجاوزها.

ونظرة إلى أحداث عام 2007 تكشف أن البلد الرائد في العالم الرقمي يعيش في خطر، إذ لجأ قراصنة إلى شل خوادم الشبكة، وهاجموا مواقع إلكترونية وخوادم تابعة لمدارس وبنوك وصحف وحتى وزارات. ويُعتقد أن هذه الهجمات يقف خلفها شبكة قراصنة من روسيا المجاورة.

وفي السويد تسببت فضيحة بيانات في صيف 2017 في أزمة حكومية حقيقية، وعُلم حينها أن مؤسسة النقل الحكومية نقلت إدارتها الرقمية قبل سنتين إلى شركة الكومبيوتر IBM التي كلفت من جهتها شركات أخرى في تشيكيا ورومانيا لإدارة بنوك البيانات.

وعلى هذا النحو حصل خبراء في الإلكترونيات على منفد لبيانات حساسة للجيش السويدي وإدارة رخص السياقة، ما أثار سخطا بين السكان.

وأدت هذه الفضيحة إلى أزمة حكومية استقال على إثرها وزيران، الأمر الذي لم يخفف من أزمة البلاد السياسية التي استمرت حتى بعد الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2018.

ومن اعتقد بأن البيانات الشخصية في مأمن على الأقل في سويسرا فإنه أخطأ، لأن أشهر سرقة للبيانات استهدفت شركة الهاتف Swisscom، التي فقدت بيانات 800.000 زبون.

ريشارد فوكس/ م.أ.م

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية