رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

احتفالات عيد الميلاد المجيد بين الشرق الغرب


تحتفل الطوائف المسيحية في كل بلدان العالم بعيد السيد المسيح في روعة وجمال الزينة في أماكن الاحتفاء من أنوار وفرح، وتعبير بشجرة الميلاد "الكريسماس" وبملابس بابا نويل وصورة ومغارة الميلاد ويحل السرور والبهجة بعلامات بسيطة في شكلها، لكنها عميقة في معناها، والكنيسة في صلواتها تعبر عن ذلك بقولها "كل الخليقة تهللت بمجيئك".


والأسئلة التي قد تتبادر في ذهن الكثيرين هى:
• هل الطفل يسوع المسيح ولد مرتين لكى نحتفل به مرتين مرة في 25 ديسمبر ومرة في 7 يناير من كل عام؟
والأجابة أكيد لا.
ولماذا نعيد في 7 يناير بدلًا من رأس السنة الميلادية؟ وما الفرق بين حساب الغرب 25 ديسمبر وحسابنا فى7 يناير؟

• فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعيد في يوم 29 كيهك أو يوم 28 كيهك في السنة الكبيسة حسب التقويم القبطى ومازالت محافظة على حسابها الدقيق في موعد البشارة المجيدة بميلاد الطفل يسوع المسيح يوم 29 برمهات وعيد الميلاد 29 كيهك الذي يقابل 25 ديسمبر طبقًا للتقويم اليوليانى النجمى (نسبة إلى يوليوس قيصر) والذي يتبع التقويم المصرى (لقبطى) وقد وضع في سنة 46 ق.م

وهذا ما حدده مجمع نيقية عام 325م وفقًا للسنة التوتية (المصرية القديمة) ليكون حلول الكلمة الأزلى في احشاء البتول العذراء القديسة مريم 9 أشهر كاملة وفى هذا التدقيق نجده حازمًا وملازمًا لنا في الحقيقة، ظلت الكنيسة شرقًا وغربًا تحتفل بهذا التاريخ 29 كيهك الموافق 7 يناير حتى عام 1582م.

• أما الاختلاف ما بين تاريخ العيد عند الغربيين الذين يحتفلون يوم 25 ديسمبر من كل عام، فهذا يرجع إلى الاختلاف في التقويم فقط فالتقويم الذي يتبعه كل من الشرق والغرب للتاريخ، فالمسيحيون في بلاد الغرب يتبعون التقويم الغريغورى نسبة للبابا غريغوريوس الثالث عشر من باباوات روما الذي قام بإصلاح السنة الغربية لتصير سنة شمسية بحجة أنا الاعتدال الربيعى لا يأتى في موعده الذي حدده مجمع نيقية وهو 25 مارس..

بل كان يوم 11 مارس في تلك السنة والمسيحيون في بلاد الشرق يتبعون التقويم اليونانى نسبة للامبرطور الرومانى يوليوس قيصر الذي أصدر أمره إلى أحد الفلكين القدماء المصريين، وكان من مدرسة الإسكندرية المعروفة لدى العالم في ذلك الحين ويدعى سوسيجينس بأن يجعل أول أيام الربيع 25 مارس، وطالب وجوب الجميع بإن بداية التقويم الرومانى على أساس ميلاد المسيح، وليس على أساس تأسيس مدينة روما كما كان متبعًا فقد جعل السنة المصرية مثل الرومانية تمامًا 365 يومًا وربع اليوم..

وأضاف إلى الشهور بعض الأيام حتى تكون السنة البسيطة 365 يوما وبالسنة الكبيسة 366 يوما وسمى الشهرين السابع والثامن من السنة الميلادية باسم القيصرين الرومانيين اللذين أمراه بذلك التعديل، وهما يوليوس قيصر وأغسطس قيصر فصارت شهور السنة كما نعرفها حاليًا.

• أما تعديل السنة الغريبة فكان عام 1582 موسمى بالتقويم الغريغورى عن طريق الفلكين بدعوة بابا روما فوجدوها 365 يوما و5 ساعات و48 ثانية (بفارق 11 دقيقة و14 ثانية عن السنة اليوليانية الأصلية) لأن الزمن الفعلى لدوران الأرض حول الشمس.

• ثم حسب الفراق المتراكم عبر السنين بين التقويمين فوجدوه عشر أيام قد حذفوها في تلك السنة على أن يكون يوم 5 أكتوبر هو يوم 15 أكتوبر، وبذلك تقدم يوم 25 ديسمبر فأتى قبل موعده الأصلى بعشرة أيام. فوضعوا قاعدة مستقبلية وهى حذف يوم كامل كل 128 سنة.

• والتاريخ يقول إن الدولة الرومانية التي كانت تسيطر على الأمة اليهودية في ذلك الوقت هي التي سجلت زمن، وحوادث ميلاد المسيح وحياته ومنها حدد المسيحيون تاريخهم، وأعلن المسيحيون الأوائل هذا التقويم الخاص بهم بعد أنتهاء الاضطهاد الرومانى ونجحت دعوة الراهب ديونيسيوس في ذلك الحين، وبدأ العالم المسيحى منذ عام 522 للدولة الرومانية في استخدام التقويم الميلادى.

وللاستدلال على صحة التاريخ يجب أن نذكر ما جاء في إنجيل القديس لوقا الإنجيلى بأن السيد المسيح له المجد بدأ خدمته الجهارية التبشيرية في السنة الخامسة عشر من حكم طيباريوس قيصر، الذي حكم الدولة الرومانية سنة 765 من تأسيس روما فيكون ميلاد المسيح الفعلى سنة 750 رومانية أي 4 قبل الميلاد، حيث كان عمر المسيح ثلاثين سنة في بدء خدمته..

وبعض الممؤرخين القدامى أكدوا أن ميلاد المسيح كان قبل مقتل الامبراطور الرومانى يوليوس قيصر بـ42 سنة يعنى سنة 792 رومانية، فيكون الحساب الدقيق لميلاد المسيح سنة 750 رومانية أي 4 ق.م وفقًا لما وضعه الراهب ديونيسيوس.. وكل عام وأنتم بخير.
Advertisements
الجريدة الرسمية