رئيس التحرير
عصام كامل

طريق شبرا بنها المنصورة!!


وأنت تسير على طريق شبرا بنها الحر تشعر أنك في أوروبا أو أمريكا، الطريق مفخرة ونموذج تتوافر فيه كل المواصفات العالمية من حيث الجودة والتصميم الهندسي، واحتياطيات الأمن والسلامة والصيانة المستمرة، وأيضا الخدمات، الطريق نفذته وزارة النقل من خلال الهيئة العامة للطرق والكباري على أعلى مستوى، وبذلت فيه مجهودا كبيرا، وواجهت صعوبات كثيرة لأنه يخترق المساكن والأراضي الزراعية.


الطريق طوله 40 كم، 8 حارات في الاتجاهين، فيه نحو 47 عملا صناعيا (أنفاق وكباري)، حتى يكون طريقا حرا بلا تقاطعات، طريق شبرا بنها الحر أدى إلى تخفيض زمن الرحلة من القاهرة إلى بنها لـ25 دقيقة بدلا من ساعة، وبالتالي توفير استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة من التلوث، ليس هذا فقط بل ساهم في تقليل نسبة الحوادث وتخفيف العبء على الطريق الزراعي، الذي كان مأساة في الازحادم والحوادث.

الأمانة تقتضي القول بأن الطرق التي حدثت في عهد الرئيس السيسي كلها مفخرة، سواء التي نفذتها القوات المسلحة أو وزارتي النقل والإسكان، فالمواصفات والجودة على مستوى عال، لأن الرقابة والمتابعة كانت شديدة كما أن نسبة الفساد صفر، والأهم أيضا أن كل طريق جديد أصبح له ميزانية للصيانة التي كانت غائبة عن حياتنا تماما.

القيادة من شبرا حتى بنها والعكس من خلال الطريق الحر قمة المتعة، ولكن بعد النزول إلى طريق بنها المنصورة تجد مأساة حقيقية نحو 70 كيلو قمة المعاناة، وتستغرق من ساعتين إلى ثلاثة على الأقل، وأنت تسير على طريق شبرا بنها الحر فأنت في حلم جميل، ثم تستيقظ على كابوس فظيع بمجرد توجيه عجلة القيادة إلى اتجاه المنصورة.

الحكومة مشكورة انتبهت إلى ذلك، وقررت رفع كفاءة هذا الطريق الذي أهمل لسنوات طويلة، وحاليا يتم إقامة 5 كباري علوية أمام المناطق السكنية المزدحمة التي تعاني من اختناقات مرورية، ولكن الطريق يحتاج إلى جولة مفاجئة من د.هشام عرفات وزير النقل، في وقت الذروة بعد الساعة الثانية ظهرا حتى الثامنة مساء، حتى يرى ويعيش بنفسه معاناة المواطنين على مدار عام ونصف تقريبا، وسوف تمتد عام آخر على الأقل طبقا لمعدلات العمل الجارية حاليا.

يجب الإسراع في التنفيذ مع إيجاد بديل مؤقت لتسهيل الحركة المرورية، وبالتالي توفير استهلاك الوقود والحفاظ على البيئة من التلوث، كما أتمنى التفكير في إيجاد بديل نهائي لهذا الطريق الحيوي، لأنه يخدم ملايين المواطنين في محافظات الدقهلية والقليوبية والغربية والشرقية، فالذي يحدث الآن هو مجرد فك اختناقات مرورية ومسكنات.

الحل النهائي رفع كفاءة الطريق الموازي للحالي في الناحية الأخرى من الرياح التوفيق حتى مدينة أجا، على أن يكون كل طريق اتجاه مع الربط بينهما بالكباري، أو إنشاء طريق جديد على جسر البحر من بنها حتى ميت غمر ثم المنصورة، ومهما كانت التكلفة العالية، فسوف تكون رخيصة أمام القضاء نهائيا على مشكلة المرور والمواصلات في منطقة هي الأعلى كثافة سكانية..

الاحترام والتقدير لكل من فكر وخطط وشارك في تنفيذ المشروع القومي للطرق، الذي يعتبر نقلة كبيرة سهلت حركة التجارة والسفر وفتحت شرايين كثيرة للتنمية، وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية