رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الموساد والإلحاد في مصر


تأخذ قضية الإلحاد –وليس ظاهرة الإلحاد– منعطفا خطيرا في مصر مع ظهور بعض الإحصائيات والتقارير التي تذكر أن مصر تأتي في المرتبة الأولى عربيًا من حيث انتشار الإلحاد، وتتحدث عن أرقام تتراوح بين 3 إلى 6 ملايين شخص ملحد، والإلحاد بمعناه الواسع عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود إله، ويعني الإِلحاد في اللغة المَيْلُ عن القصْد.


وقد وجد الإلحاد من القدم ويظن الملحدون أنهم يمتلكون أدلة على عدم وجود الله هي عدم وجود أدلة على وجوده !، ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل احتمالا من نشوء الكون والحياة، لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال، بمعنى أن افتراض وجود إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر، وهي كيفية وجود الإله الكامل منذ الأزل، كما يرى بعض الملحدين (أبيقور ونيتشه في الفلسفة الحديثة مثلًا)، أن الجمع بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله، وذلك لوجود الشر في العالم.

ويرون أن وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل لا يمكن لأن من صفاته مثلا الرحمة والمغفرة، فقبل أن يخلق الكون أو قبل أن يخلق الكائنات الحية، هل كان رحيم؟ ماذا كان يرحم؟ هل كان غفور؟ لمن كان يغفر؟.. فإما صفاته هذه كانت بلا أي جدوى، وبهذا يكون إلها عبثيا أو أنه اكتسبها بعد الخلق وحينها يكون إلها متغيرا، كما ينتقد الملحدون الإله الشخصي على أنه فيه مشكلات منطقية كارتباطه بلغة وثقافة معينة مثلا، أو تفضيله لشعب معين، وفيه صفات بشرية كالغضب والفرح والحب والكراهية، وتصويره ككائن انفعالي يتأثر بأفعال البشر وسلوكهم.

هذا عن بعض حجج الملحدين كلها حجج فارغة مردود عليها، لكن الأمر الخطير في مصر تصاعد تلك القضية تصاعدا خطيرا، ومحسوبا منذ عام 2011 حيث توجد إحصائية لمعهدي جالوت في أمريكا تقر بأن نسبة الإلحاد في الستينيات في مصر كانت صفر، وفي 2011 كانت 4%، ومن أسباب تلك القضية وانتشار الإلحاد السموات المفتوحة من خلال شبكات المعلومات والتواصل، وقصور الخطاب الديني التقليدي عن مواجهة الأفكار الإلحادية، وثورات الربيع العربي أو العبري في الحقيقة، وظهور الإخوان الإرهابيين -الذين يدعون الدين- وفي حقيقتهم فهم إرهابيون وطالبو سلطة، ومجرد طابور خامس لصالح المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.

بما جعل بعض الشاب المخدوعين يلحدون، ظنا منهم أن الإسلام على هذه الصورة القذرة التي ظهرت من خلال الإخوان الإرهابيين، أو بعض المشايخ الذين ظهروا على حقيقتهم من طلب المال والسلطة والشذوذ والشهوانية إلخ، فزادت ظاهرة الإلحاد بعد هذه الظواهر كما انحرف الكثير من شباب الإخوان الإرهابيين، ومن شايعهم تجاه الإلحاد نتيجة صدمتهم العنيفة، حيث كانوا يظنون أنهم على الإسلام الصحيح، وأن الله ناصرهم.

فلما خذلهم الله لم يرجعوا أساب الخذلان لجماعتهم الإرهابية، وسوء سلوك مشايخهم وقادتهم، لكن أرجعوا ذلك إلى أنه لا يوجد إذا إله!!

لكن أخطر ما يوجد حاليا هو اتخاذ الموساد الإسرائيلي طريقه لاستغلال وتأجيج الإلحاد لدى الشباب المصري استغلال لحوادث 25 يناير، وذلك لأن الموساد الإسرائيلي لا ينسى أن انتصار المصريين في حرب أكتوبر كان تحت شعار "الله أكبر"، وهو شعار ديني يجعل المقاتل المصري (مسلما ومسيحيا)، يقاتل وهو يرغب في الشهادة لله، فيقاتل بقوة وحمية، ويرغب في الموت شهيدا؛ مما جعل ذلك المقاتل ينتصر على ترسانة إسرائيل من الأسلحة الحديثة وجيش إسرائيل الذي كانت تظن أنه لا يقهر.

وبالتالي صار التخطيط في إدخال الإلحاد لدى ذلك الشاب المصري حتى يكفر بوجود الله، وبالتالي في حالة الحرب يحرص على حياته فيفر أمام أي جيش معاد خاصة الإسرائيلي، وقد قام الموساد الإسرائيلي في سبيل ذلك بإنشاء صفحات كثيرة على فيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي بأسماء عربية، مثل "إسراء عبد المطلب" وغيرها تدعو للإلحاد وتمرح بين صفوف الشباب المصري.

ومن الغريب أن تعاني إسرائيل حاليا من عزوف الكثير من شبابها على الالتحاق بالجيش، وحرصهم على الاستمتاع بحياتهم المدنية، لذلك زادت من صفحاتهم الإلحادية الموجهة ضد الشباب المصري، ولم تجد هذه الصفحات من يتصدى لها من الدولة، خاصة من الأزهر والأوقاف سوى بصورة منفردة، وعدد قليل من العلماء الأجلاء.

فنجد من الصفحات المنفردة للرد على الملحدين صفحة للدكتور حربي طلعت، وقد كوَّن لجنة لمكافحة الإلحاد بها علماء أجلاء مثل الأستاذ الدكتور محمد محمد داود وهو أستاذ علم اللغة بكلية الآداب، جامعة قناة السويس، وخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وهو يقوم بواجبه تماما في ذلك الإطار من خلال برنامجه "منبر الفكر" بإذاعة القرآن الكريم، وغير ذلك من برامج ومؤلفات مميزة في ذلك الإطار.

كما تضم الصفحة فضيلة الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة‏ سابقا، وهو عالم جليل وحبر كبير في مجال الدعوة الإسلامية، وتضم الصفحة أحد العلماء من تونس وآخر من المملكة العربية السعودية، وتقوم بواجبها نحو مكافحة الإلحاد، لكننا في حاجة ماسة على جهة دينية كبرى تتخصص في ذلك الإطار، وتتولى المسئولية في مكافحة الإلحاد وإعادة الشباب إلى صوابه.
Advertisements
الجريدة الرسمية