رئيس التحرير
عصام كامل

نحو إعلام مسئول عن «مشاريع مصر»


من أمتع الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثرها بهجة، والتي أحرص على متابعتها طوال اليوم «مشاريع مصر»؛ تنقلك هذه المنصات إلى مصر أخرى، مشروعات عملاقة مبتكرة، أحلام كبرى، دولة بأكملها تبنى من جديد، وتستطيع مشاهدة مراحل نموها على هذه الحسابات، في صمت وقوة وإصرار.


من صناعة وزراعة، إلى أنفاق حديثة، وقطارات كهربائية، مرورا بمشروعات الإسكان الاجتماعي، تأخذك مشاريع مصر إلى أحلام يقظة، تشير لك كيف تسير خطة إنقاذ البلاد من عشوائيات سرطانية، أصبحت للأسف وبسبب تركيز الكثير من صناع الفن عليها، لصيقة بصورة مصر لدى معظم الدول العربية، ولن أقول من هم غُرب عنا في اللغة والثقافة.

‏من الحسابات، ستعلم على مدار اليوم، إلى أين انتهى المشروع القومي للزراعة المحمية في مصر، وهو أحد أكبر المشروعات الزراعية في العالم، وستعطيك معلومات قيمة وثرية، تكشف لك، لماذا أصبحنا على سبيل المثال، أصحاب سمعة دولية في تصدير البرتقال، ولماذا ارتفعت أرقام صادراتنا بنسبة 17 % إلى دول الاتحاد الأوروبي، في هذا النوع من الفاكهة، التي تناسب جميع الطبقات الاجتماعية، لتحل مصر محل دولة بحجم إسبانيا.

ولو كنت من أسرى الأصالة المصرية، صاحبة الريادة عالميًّا في الأثاث، ستمدك بفيديوهات مدهشة، توضح لك لأي مرحلة وصلت مدينة دمياط للأثاث، ومشروعاتها نحو العالمية وآخر تجهيزات منشآتها التي بلغت 1375 مصنعا، وتتيح لك معلومات استباقية عن منتجاتها، التي ستجمع بين الأصالة والعراقة الدمياطية في عالم الأثاث، بجانب تميزها كإحدى المناطق القليلة على مستوى العالم، في استخدام الأخشاب الطبيعية، فضلا عن توفير كل ما ينقلها للعالم بشكل حضاري، من أرض للمعارض، ومعامل للأبحاث، وفنادق، ومراكز تكنولوچية، وهو تخطيط يجب الانحناء له تقديرًا واحترامًا.

من الرائع أن يكون على السوشيال ميديا حسابات باسم «مشاريع مصر» تفتح باب الأمل، وتشعرك أن القادم أفضل، وتنقل لك عملية تحديث متسارعة يحياها المجتمع المصري، وإن كنت أتصور أن الحسابات تحتاج إلى دعم لتسويقها بشكل مختلف، حتى يزداد عدد روادها.

ما تفعله مشاريع مصر، بإمكانياتها المحدودة، تؤكد ضرورة أن يكون هناك إعلام على مستوى الحدث، وأزعم أننا نحتاج إلى فضائية متخصصة، تحمل نفس الاسم، يستقطب فيها إعلاميون كبار، للحديث في جميع المجالات، بما يخلق أجواء حماسية متبادلة، ويشعر القائمون على الأمر، أن هناك من يتهم لجهد يستحق المتابعة.

كما يجب أن تختص كل فضائية خاصة تبث من مصر، بأحد برامج فضائية مشاريع مصر، وتضع لمساتها كلما يناسب سياستها، المهم أن تكون هذه الروح ضمن الخريطة البرامجية، لجميع القنوات العاملة في مصر، ولا تكتفي بإذاعة البيانات الصحفية، أو نقل ترهات لا تليق بحجم العمل الضخم في كل أنحاء البلاد، والاكتفاء بقشور عن ما يدور داخل العاصمة الإدارية الجديدة.

بنفس المقياس، نحتاج إلى ثورة فكرية من القائمين على شئون الصحف المصرية بكافة توجهاتها، سواء قومية أو خاصة، وتدشين أقسام تحمل نفس الاسم «مشاريع مصر»، يكون هدفها زرع زملاء لديهم القدرة على نقل أدق التفاصيل الإنسانية والاقتصادية والفكرية، وما وراء المشروعات، ويعقدون المقارنات حسب المعدلات العالمية، كما يستخدمون هذه المساحات للإعلان عن الوظائف المطلوبة داخل المشروعات، ومزايا العمل فيها، بما يربط بين احتياجات المواطن، وما يعرض عليه من مواد.

أعتقد أن أهم ما جاءت به مذكرات الخديو عباس، أحد الذين ذكروا بشكل عابر في مواد التاريخ المصرية من الروضة للجامعات دون تفسير منطقي لتجهيله، رغم الإنجازات السياسية والاقتصادية الضخمة التي تحققت في عهده، أنه كان يمني نفسه، بأن تكون لمصر جريدة، قادرة على قيادة المواطن المصري، إلى إدراك أكثر وضوحا لكلمة الوطن وواجبات المواطن، وهو ما نحتاجه حاليا.

نعم، نريد "إعلام حشد" للتنمية كما لو كنا في دولة شيوعية، سمها كما شئت، المهم أن نحقق الغرض، وننقل كل ما يدور من إيجابيات لمصر والعالم.

كل الشكر لـ«مشاريع مصر» والقائمين عليها، والشكر الأكبر للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل من يساهم في صنع هذه الجهود العظيمة، خدمة لمصر وأهلها.
الجريدة الرسمية