رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مستشار وزير الصحة للأورام: السرطان أصبح مرضا مزمنا يتعايش معه المريض سنوات


  • مواجهة المرض اللعين ليست مسئولية "الصحة" وحدها 
  • معدل الإصابة بكل أنواع الأورام في مصر لا يزيد عن المعدلات العالمية
  • توجد أدوية تحت التطوير تجعل جهاز المناعة يتعرف على الخلية الخبيثة
  • مراكز الأورام التابعة للصحة تستوعب 70% من مرضى الأورام في مصر
  • خطة قومية لخفض معدلات الإصابة بالسرطان.. وقضينا على "قوائم انتظار" الجراحات 
  • الأورام السرطانية ثالث مسبب للوفاة في مصر.. ولا يمكن القضاء عليها بدواء واحد 
  • استحداث منصب مستشار وزير الصحة للأورام لا يتعارض مع عمل اللجنة القومية للمكافحة

أجرت الحوار: ريهام سعيد
تصوير : حسام عيد

أعلن الدكتور طارق هاشم مستشار وزير الصحة للأورام، عن خطة قومية للتوعية بمسببات مرض السرطان، سيتم إطلاقها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن مواجهة السرطان ليست مسئولية وزارة الصحة وحدها، وإنما يجب تكاتف كافة المؤسسات المعنية في إطار خطة قومية تتبناها الدولة لمحاصرة المرض اللعين، وأكد مستشار وزير الصحة للأورام أن السرطان من الأمراض التي تضعها الدولة المصرية على رأس أولوياتها نظرا لأنه يعتبر ثالث مسبب للوفيات في مصر، وترعى الدولة مريض الأورام بداية من خطط خفض نسب الإصابة وبرامج التوعية وخطط الكشف المبكر وتوفير مراكز العلاج

ملامح خطة المكافحة وأنواع البروتوكولات العلاجية المتوفرة، وأهم التحديات التي تواجه المصريين للقضاء على السرطان كشف عنها الدكتور طارق هاشم في الحوار التالي..

ما عدد مراكز العلاج للأورام وهل تتوفر بها كل انواع العلاجات؟
يوجد 14 مركزا تابعا لوزارة الصحة، بجانب المراكز الجامعية، وحاليا أصبح علاج الأورام متوفرا في كل المحافظات، وهناك غرف عمليات للجراحة والعلاج الكيماوي متوفرة في تلك المحافظات، بينما العلاج الإشعاعي يحتاج إلى تجهيزات خاصة، ويتعاون في تقديم خدمات علاج الأورام مراكز القوات المسلحة والجامعات الأهلية.

استحداث منصب مستشار وزير الصحة للأورام هل يتعارض مع عمل اللجنة القومية لمكافحة الأورام؟

إطلاقا، اللجنة ما زالت مشكلة من كل جهات العلاج سواء المجتمع المدني أو الجامعات أو الجيش والشرطة لوضع بروتوكولات العلاج والخطط الاستشارية لتقديمها لوزارة الصحة وجهات العلاج، بجانب منصب مستشار الصحة للأورام لتفعيل الخطة القومية لمكافحة الأورام وخطط الوقاية ومنع الأسباب. 

وهل زادت نسب الإصابة بالأورام؟
زيادة أعداد الإصابات يرجع إلى زيادة أعداد السكان إلا أن معدل الإصابة بكل أنواع الأورام في مصر لا يزيد عن المعدلات العالمية، ولدينا خطة لتقليل نسب الإصابة نحو 30%، من خلال تجنب مسببات الأورام، وأبرزها التدخين وعوادم السيارات وتلوث المصانع في التجمعات السكنية، وتلوث مجري النيل والوقاية من الإشعاع، وخفض نسب الإصابة بفيروس سي المسبب الرئيسي لأورام الكبد التي تعتبر أكثر أنواع السرطان انتشارا في مصر، وعلي الرغم من ذلك لا تزيد نسب الإصابة به في مصر عن دول الخارج، نتيجة انتشار الكحوليات لديهم، لأنها سبب أورام الكبد وجهد الدولة في مكافحة فيروس سي سوف يخفض أورام الكبد، وهو جهد خارق لأنه أهم مشكلة صحية تواجه مصر.

ومتى سيتم إقرار الخطة القومية لمكافحة الأورام؟
قريبا سيتم الإعلان عنها وشن حملة للتوعية على مستوى الجمهورية تتكاتف بها كل مؤسسات الدولة، لأنها ليست مهمة وزارة الصحة فقط.

وما أهم ملامح الخطة؟
تعريف المواطنين بمخاطر مسببات السرطان وتفعيل القوانين التي من شأنها أن تمنع التدخين، وزيادة الضرائب على التبغ، وخير نموذج على التوعية أن الرئيس السيسي في كل المناسبات يحث الشعب على ممارسة الرياضة وركوب الدراجات، فضلا عن التوعية من مخاطر زيادة الوزن.

وما أكثر أنواع السرطانات لدى السيدات؟
أورام الثدي هي الأكثر انتشارا إلا أننا مازلنا في المعدلات العالمية، ولكن يتم اكتشافه متأخرا في مصر، نظرا لأنه لا يوجد برامج قومية مفعلة للكشف المبكر، وأورام المثانة ظلت لفترات كانت الأكثر انتشارا، لأنها نتيجة زيادة الإصابة بالبلهارسيا، وبعد القضاء عليها انخفض الإصابة بسرطان المثانة

هل يوجد قوائم انتظار في جراحات الأورام بجانب الانتظار على أجهزة العلاج الإشعاعي؟
لا يوجد قوائم انتظار في الجراحات، وحاليا يتم حصر للأماكن التي قد يكون فيها قائمة انتظار بالنسبة لجلسات العلاج الإشعاعي، خاصة أن أجهزة الإشعاع مكلفة، ووفقا للإحصائيات العالمية يجب إيجاد جهاز إشعاعي لكل 2 مليون مواطن في أي دولة، فضلا عن أنه سيتم حصر الأجهزة وتوزيعها الجغرافي للتنسيق بين المراكز، لمنع وجود عدد كبير من المرضى على مكان، وآخر لا يوجد عليه انتظار.

وماذا عن خطة العلاج داخل الخطة القومية لمكافحة الأورام؟
سيتم توحيد بروتوكول العلاج في جميع مراكز الأورام سواء التأمين الصحي أو القطاع الخاص أو الجامعات، لكي يحصل المريض على نفس الخدمة المقدمة لمريض آخر في مستشفى خاص، أو مريض القاهرة يتم علاجه بنفس بروتوكول العلاج والأدوية لمريض أقصى الصعيد، خاصة وأنها ليست مفعلة بالدرجة الكافية، كما أن جميع مرضي الأورام تصدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي.

هل هناك خطوط علاجية أخرى بجانب العلاج الكيماوي والإشعاعي سيتم توفيرها في بروتوكولات العلاج؟
يوجد خطوط العلاج الموجه والمناعى، وما زالت في طور التطوير وتستخدم في الخارج، ويمكن إدراجها بعد ثبات فعاليتها

وما عدد المرضى الذين تستقبلهم مراكز الأورام التابعة للصحة؟
تستوعب 70% من مرضى الأورام في مصر وكل محافظة فيها مركز أو قسم للأورام تابع للجامعات.

بعض المرضى يشكون من عدم تجديد قرارات العلاج على نفقة الدولة للعلاج الكيماوي لهم لماذا؟
ليس كل مرحلة من الورم السرطانى يكون العلاج الكيماوى بها مجديا ومفيدا، ويمكن أن يكون ليس له فائدة، والمرض وصل لحالات متأخرة، لذا فإن الكشف المبكر يساعد على العلاج المبكر، المريض يظن أن عدم حصوله على العلاج تقصير من المستشفي أو الجهة التي تعالجه، لكن ربما يرجع ذلك لحالته الطبية كذلك العمليات الجراحية أحيانا يكون التأخير فيها لصالح المريض وليس ضده وقبل أي جراحة لمريض الأورام تجري له عدة فحوصات لتقييم مرحلة الورم، والحالة الصحية لأنها ليست من الجراحات الطارئة.

هل يوجد عجز في الفريق الطبي المتخصص في علاج الأورام؟
حاليا يتم إجراء حصر للأطباء الحاصلين على شهادات زمالة وماجستير في الأورام، وإعادة توزيعهم داخل مراكز الأورام، خاصة أن علاج الأورام يحتاج إلى أطباء على مستوى عال من التدريب والتأهيل، لذا سيتم تشجيع الإقبال على التخصص وعمل برامج تدريبية لهم.

وما نسب الشفاء من الأورام السرطانية؟
نسب الشفاء تعتمد على مرحلة الكشف للورم أكثر من العلاج، وأكثر أنواع السرطان خطورة هي المكتشفة في وقت متأخر.

بعض المرضى عندما يعلمون إصابتهم بالسرطان يظنون أنها نهاية الحياة ماذا تقول لهم؟
مرض السرطان أصبح من الأمراض المزمنة التي يتعايش معها المريض لعدة سنوات، وكلما اكتشف مبكرا ارتفعت نسب الشفاء وحياته لم تنته، ومع وجود أنواع العلاجات الجديدة اصبح المرض غير مزمن، ويمكن الشفاء منه، ونسبة كبيرة من المصابين يعيشون حياتهم بصورة طبيعية.

هل يمكن أن يتم القضاء على السرطان وهل هناك دواء يقضي عليه نهائيا؟
الحديث عن القضاء على السرطان نهائيا كلام غير منطقي، والسرطان أسبابه وأنواعه عديدة، ولا يوجد علاج يقضي عليه، ولكن توجد أدوية مناعية تحت التطوير، تعتمد فكرة عملها على أن السرطان خلية خبيثة لا تجعل جهاز المناعة يتعرف عليها، والدواء المناعى يجعل جهاز المناعة يتعرف على الخلية السرطانية، وينبهها للخلايا السرطانية الغريبة عن الجسم، ويتعامل معها كعنصر غريب، وتلك الخطوط العلاجية مطبقة في الخارج، ولو أثبتت فعاليتها بنسبة 100% وجدواها الاقتصادية يمكن توفيرها داخل بروتوكولات العلاج في مصر، وأؤكد أن العلاج الشافي الوحيد هو الوقاية والكشف المبكر عن الورم.
Advertisements
الجريدة الرسمية