رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أجهزة المسح البوزيتروني على «قوائم الانتظار» بسبب «المفاعل النووي» تمتد لعدة أشهر.. وتكلفة إجرائه في المراكز الخاصة تتجاوز 7 آلاف جنيه.. وسامي رمزي: كثرة فوائده في التشخيص زادت من

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خطوات جادة تتخذها الدولة فيما يتعلق بـ«القطاع الصحي»، منذ عدة أشهر بدأت بتحديد «نواقص الأدوية»، وتمكنت – إلى حد كبير – في القضاء على الظاهرة تلك، ثم أطلقت مبادرة الكشف عن «فيروس سي»، فالمبادرة الرئاسية لـ«الفحص الشامل»، غير إنها لم تتخذ خطوات عريضة فيما يتعلق بـ«الأجهزة الطبية»، التي لا تزال تمثل معاناة كبيرة لعدد من المرضى.


جابر موسى، 60 عامًا، شاءت الأقدار أن تجعله يواجه اختبار «المرض»، بعدما أصيب بأورام في الكبد والكلى والرئة، وخلال رحلة العلاج طلب منه الطبيب المعالج إجراء مسح ذري على الجسم pet ct لتصوير الجسم، وتحديد مدى انتشار الأورام به، لتتم إحالته إلى مركز أورام مدينة نصر، ونظرًا لعدم توافر الجهاز المطلوب لإجراء المسح الذري صدر قرار آخر بتحويله إلى المعهد القومي للأورام الذي يتوفر به الجهاز.

قائمة الانتظار
«موسى» بعدما تسلم خطاب التحويل، وانطلق إلى المعهد القومي للأورام، واجهته أزمة كبيرة، حيث اكتشف أن اسمه سيتم وضعه على قائمة انتظار، وأن موعد إجراء الاختبار له سيكون بعد 3 أشهر، وهو ما يعنى استمرار المعاناة، ليس هذا فحسب، بل وتأخر تشخيص الحالة التي يتوقف عليها نتيجة الاختبار.

حكاية المسح البوزيتروني وأهميته للمرضى وسر قوائم الانتظار به، وسبب ارتفاع تكلفته التي تصل إلى 7 آلاف جنيه في بعض المراكز وأماكن أخرى ينخفض إلى 5 آلاف جنيه كشفها الدكتور سامي رمزي، أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام المشرف على مراكز الأورام بوزارة الصحة بقوله: المسح الذري البوزيتروني pet ct هو نوع من الأشعة يستخدم في تصوير الجسم عن طريق إحدى المواد المشعة التي يتم حقنها في الجسم، وقبل ظهور المسح الذري البوزيتروني كان يجرى مسح ذري على كل عضو من أعضاء الجسم الذي يوجد فيه ورم، فمثلا مسح ذري على الكبد أو الكلى أو القلب أو الرئة وكل منها له مادة مشعة مختلفة تحقن فيه، وبالتالي يتم تصوير كامل للعضو، بينما المسح البوزيترونى يستخدم «الجلوكوز المشع» فتأخذها الخلايا النشطة للأورام أو أي التهابات بالجسم وتمتصها فتظهر في المسح. 

وأضاف: تتلخص وظيفة الجهاز في أنه يعمل على توضيح الأورام السرطانية مكانها ومدى انتشارها بالجسم، فمثلا المسح الذري للثدي يوضح إذا كان الورم منتشرا في الغدد أم وصل إلى الرئة، والمسح البوزيتروني للجسم يصور الجسم كله، ويوضح نقاط انتشار الأورام، ويوميا يتم التوسع في استخداماته، ومتوفر جهاز المسح الذري pet ct في المعهد القومي للأورام ومراكز الأشعة الخاصة الكبرى بالإضافة إلى جزء من مراكز الأورام التابعة لوزارة الصحة، وعددها 14 مركزا، كما أن الجهاز يعتبر من أحدث التقنيات في تشخيص الأورام، وتبلغ تكلفته مليونا و200 ألف دولار، ما يوازي 25 مليون جنيه.

وفيما يتعلق بـ«قوائم انتظار الجهاز» أشار «د.سامي» إلى أن السبب الرئيسي في وجودها يرجع إلى عدم توافر المادة المشعة التي لها اشتراطات خاصة لتوفيرها حيث يتم إنتاجها من قبل جهاز يسمى «مفاعل نووي» لا يتوافر سوى في أماكن محدودة بالقاهرة، ويجب حقن المادة المشعة بعد استخراجها من المفاعل النووي بمدة لا تزيد على ساعتين، حيث يجب حقنها بالجسم في تلك المدة. 

وأضاف: المفاعل النووي متوفر في معهد الأورام القومي والمركز الطبي العالمي ومنطقة 6 أكتوبر يخدم القاهرة الكبرى والمحافظات المحيطة بها، وأكثر من ذلك لا يمكن نظرًا لطول مدة المسافة التي لا تعيش معها المادة المشعة، كما كشف عن مخطط لإنشاء مفاعل نووي ثان لإنتاج المادة المشعة لخدمة أهالي محافظات الصعيد في قنا لخدمة المنيا وسوهاج وأسوان ووضع جهاز مسح ذري فيها، لا سيما وأن المرضى في تلك المحافظات عندما يحتاجون إلى المسح الذري البوريزيتوني يأتون إلى القاهرة، مؤكدًا توافر جهاز المسح البوزيترونى في معهد الأورام وجامعة عين شمس وقصر العينى ومعهد ناصر ومستشفى شرق المدينة بالإسكندرية.

تكلفة المسح
وأكمل: تكلفة المسح في الأماكن الخاصة 5 آلاف جنيه، وهو ما يجعل المرضى يلجئون إلى الأماكن الحكومية على نفقة التأمين الصحي، ونفقة الدولة لإجرائه، وهذا يعتبر سببا آخر يفسر وجود قوائم الانتظار، لأن المادة المشعة غالية الثمن، ولا يمكن توفيرها لكل المراكز مع زيادة معدل الطلب عليها للتوسع في استخدامها، وأصبح لها فوائد عديدة، فأصبح عليها قوائم انتظار كثيرة، والأجهزة لها طاقة استيعابية محددة ولا يمكن إنتاج كميات كبيرة من المواد المشعة يوميا.

وعن آلية عمل المسح قال «د. سامي»: المسح يقدم صورة أشعة توضح جسم الإنسان كله، والأورام بلون مختلف، وبأرقام حسابية مدونة على المسح يعرف الطبيب إذا كان الورم حميدا أم خبيثا، وهذا المسح لا يجري بدون داعي إلا إذا كان الطبيب لديه شك بأن الورم خبيث، كما أنه له عدة اشتراطات منها أن يكون المريض صائما وضبط نسبة السكر لديه، لأن المادة المشعة عبارة عن جلوكوز وطاقة جهاز المسح الذري 20 مريضا يوميا في حالة توافر المادة المشعة، والجهاز لا يمثل أية خطورة على المريض، ولا يجري لأى مريض فالحامل أو الأطفال الصغار لا يجري لهم، ومصر تضم ما يقرب من 40 جهاز مسح ذري سواء في الجامعات أو مراكز وزارة الصحة في طنطا والمنصورة والإسكندرية، بينما لا يوجد سوى 3 أجهزة مفاعل نووي تنتج المادة المشعة في القاهرة الكبرى.

من جانبه قال الدكتور محمد عز العرب، استشاري أورام الكبد والجهاز الهضمي: المسح الذري المقترن بالأشعة المقطعية تقنية جديدة ظهر استخدامها مؤخرا لمرضى الأورام تساعد على التشخيص، ويتم استخدام مادة FDG التي تتحول إلى جلوكوز، نظرا لأن الخلايا السرطانية تحب الجلوكوز، والجهاز يكتشف الأورام بدقة عالية في الجسم ومكانه وحجمه ووظيفته، كما أنه يساعد الأطباء قبل وضع خطة العلاج لتحديد مرحلة الورم ومدى انتشاره لاتخاذ القرار السليم نحو هؤلاء المرضى.

"نقلا عن العدد الورقي..."
Advertisements
الجريدة الرسمية