رئيس التحرير
عصام كامل

أشعل حربا عظمى.. قصة «كوباية شاي منحت أمريكا الاستقلال»

فيتو

يوم 15 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للشاي، ويهدف هذا الاحتفال إلى جذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على العمال والمزارعين وتم ربط اليوم بالمطالبة بتقديم الدعم لسعره والتجارة العادلة.


الشاي ليس كما يعتقد الشعب المصري أنه مجرد «مزاج»، فقد لعب هذا المشروب دورا هائلا في استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا والقصة وراء ولع الشعب البريطانى بالمشروب.

أصل الحكاية

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، دب الخلاف علنا حول فرض الضرائب، والذي كان يغلي تحت السطح منذ فترة في مستعمرات بريطانيا في أمريكا حينما مرر البرلمان البريطاني قانون الشاي عام 1773.

فقد حابى القانون شركة الهند الشرقية الإنجليزية، شبه المفلسة تقريبا، على التجار المحليين في المستعمرات الأمريكية فما كان إلا أن قاطع سكان المستعمرات الأمريكية الشاي البريطاني.

وحينما رست ثلاث سفن تابعة لشركة الهند الشرقية في بوسطن، تنكر 50 ناشطا في هيئة هنود الموهوك وصعدوا على متن تلك السفن وأفرغوا ما فيها من الشاي في مياه المرفأ. وعرفت تلك الحادثة بـ«حفل شاي بوسطن».

شرارة الحرب

أسفر رد الفعل البريطاني على حفل شاي بوسطن وغيره من القضايا أخيرا إلى أن تصاعدت الأمور إلى الذروة، وكانت تلك هي حرب الاستقلال التي هزم فيها البريطانيون في يورك تاون.

الحرب عادت لتتجدد بين الجانبين المتناحرين مرة أخرى في عام 1812 ولم تهدأ الأمور إطلاقا حينما أشعل البريطانيون النار في البيت الأبيض وكابيتول هيل مقر الكونجرس الأمريكي.

وخلال تلك الحرب كتب فرانسيس سكوت كي قصيدته الشهيرة "راية تزينها النجوم" والذي قدر لها بعد ذلك أن تصبح النشيد الوطني الأمريكي.

الولايات المنشقة

وأعلنت بريطانيا رسميا الحياد خلال الحرب الأهلية الأمريكية غير أن السفن البريطانية ساعدت الولايات الجنوبية المنشقة بتمرير أسلحة وإمدادات عبر الحصار البحري الذي فرضه الاتحاد الأمريكي.

وقد أسفر ذلك عن أزمة دبلوماسية حينما أوقفت سفينة تابعة للاتحاد أخرى بريطانية للبريد تدعى ترنت، حيث كانت السفينة البريطانية تحمل على متنها مندوبين عن الولايات الجنوبية، وقامت سلطات الاتحاد الأمريكي باعتقال مندوبي الولايات المارقة من على متن السفينة البريطانية.

وكان في هذا خرق للقانون البحري وكاد أن يقود إلى حرب بين بريطانيا والاتحاد الأمريكي، غير أن مفاوضات، شملت تدخلا من جانب الأمير ألبرت، أدت إلى نزع فتيل الأزمة.

عشق المشروب

اشتهر الشعب الإنجليزي بعشق يكاد يكون وراثيا للشاي. لكن في الحقيقة يرجع الفضل في ولع الشعب الإنجليزي بالشاي إلى سيدة برتغالية.

فأي شخص ينحدر من أصول إنجليزية خالصة. مهما اختلفت صورته، فإن هذا الشخص ذو وجه جامد القسمات، لا يبدي أي انفعالات، وفي يده قدح من الشاي. وهذا بالضبط ما يفعله الشعب الإنجليزي، الذي لا يكف عن احتساء الشاي.

وفي الواقع، إن الشاي إنجليزي بامتياز. ويعد جزءا أصيلا من الثقافة الإنجليزية، إلى حد أنه قد ارتبط في أذهان العالم بالشعب الإنجليزي.

اكتشاف النبتة

ومن المعلوم أن الغرب ينسبون الفضل في اكتشاف نبتة الشاي وزراعتها للمرة الأولى للصينيين، ولكن ربما ليس من المعروف أن البرتغاليين هم الذين روّجوا لهذا المشروب المحتوى على مادة التانين في إنجلترا، وعلى وجه الدقة، هي امرأة برتغالية.

وتعود القصة إلى عام 1662، عندما وافق تشارلز الثاني على الزواج من الأميرة كاثرين أوف براجانزا، ابنة جون الرابع ملك البرتغال. ومهدت هذه الزيجة لكاثرين الطريق لتصبح ملكة إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا.

ويحكى أن كاثرين عندما انتقلت إلى زوجها الملك تشارلز الثاني في إنجلترا، جلبت معها أوراق الشاي ضمن ممتلكاتها الشخصية، وربما كانت جزءا أيضا من تجهيزات العروس.

وعندما وصلت كاثرين إلى إنجلترا، كان الشاي آنذاك يستخدم كعلاج، إذ كان الإنجليز يعتقدون أنه ينشط الجسم وينقي الطحال.
ولكن الملكة الشابة لم تتخل عن عادة احتساء الشاي يوميا التي بدأتها في بلادها، ومنذ ذلك الحين انتشر الشاي كمشروب يتجمع الناس لاحتسائه ولم يعد علاجا فقط.
الجريدة الرسمية