رئيس التحرير
عصام كامل

«موط».. حكاية واحة تجمع بين السياحة التاريخية والاستشفاء والسفاري

مجدى شاكر، كبير أثريين
مجدى شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار

قال مجدي شاكر، كبير أثريين بوزارة الآثار، إن موافقة مجلس النواب على تنظيم السياحة العلاجية يمنح واحة «موط» بالوادي الجديد أهمية كبرى ويسلط الضوء عليها، حيث تمثل الواحة مقصدًا سياحيًا يجمع بين السياحة التاريخية وسياحة الاستشفاء والسفاري، فهي تمتاز بجوها الصحراوي نهارًا والمعتدل ليلًا بجانب آثار مصرية قديمة.


وأضاف "شاكر" أن السياحة في واحة موط لا تقتصر على سياحة الآثار والتاريخ فقط، بل من يقصد سياحة الاستشفاء سيجد ضالته في عيون المياه الشهيرة بالواحة، ومن أشهرها العيون الأثرية الرومانية، وعيون المياه المعدنية الساخنة، التي تفيد في شفاء العديد من الأمراض، وتصل درجة حرارة بعضها إلى 42 درجة مئوية.

وأكد "شاكر لـ"فيتو" أن شكل وجود الواحة واستمرارها ونموها عمرانيًا معجزة تاريخية وجغرافية بالنظر إلى أنها تبتعد عن وادي النيل القديم بنحو 800 كيلو متر، وبالــرغم من ذلك فلم تنعزل، بل تواصلت تجاريًا وحضاريًا مع كل الحضارات التي مرت على المنطقة، وتركت صدى لها وسط صحراء مصر الغربية.

وتضم الواحة أيضًا معبد "دير الحجر" الذي يقع على بعد 47 كيلو متر، ويرجع إلى عصر واحد من أشهر الأباطرة الرومان، وهو الإمبراطور نيرون الذي اشتهر عنه أنه أحرق روما، والمعبد مشيد بالحجر الرملي ومنقوش على جدرانه صور ونقوش تمثل العقيدة المصرية القديمة.

ويوجد بالواحة معبد يعود للأسرة 26 المصرية القديمة، وأطلال الجبانة العتيقة والتي شيدت على شكل مصاطب، وهي مصاطب لا ترقى لأهرامات الجيزة الشهيرة في ارتفاعها، لكنها تمثل مشهدًا حضاريًا يدل على ما اشتهر به المصريون القدامى من تقديس الموت والإيمان بوجود حياة أخرى في عالم آخر تستوجب الاستعداد لها بشكل يتناسب مع هذه القدسية.

وتضم الواحة أيضا آثارا رومانية تعود لحقبة الحكم الروماني لمصر وتعرف باسم "المزوقة"، وتقع على بعد 37 كيلو متر من مدينة موط، وهي عبارة عن جبانة ترجع إلى العصر الروماني، وتضم مقابر منحوتة في الصخر وعليها نقوش زاهية تمثل خيرات الواحات، ومنها إله الزرع، وإله الماء، ومزارع الشعير والنخيل، والطيور، والتحنيط، والحساب، والعقاب.

ويمتد تاريخ واحة موط عبر القرون إلى عام 1000 قبل الميلاد، وهو تاريخ لوحة المياه الشهيرة التي تزين معبد الإله آمون أحد الآلهة في مصر القديمة، وجاء تسمية الواحة نفسها نسبة إلى "موت" وهو اسم زوجة الإله آمون، وتقع الواحة وسط الصحراء الغربية، وهي عاصـمة واحة الداخلة، ويصفها زائروها بأنها "واحة المــلائكة"، فهي إحدى الواحات التي احتمى بها المسـيحيون من بطش الرومان في العصور الأولى للديانة المسيحية.
الجريدة الرسمية