رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكاتبة السعودية أميمة الخميس: رواية «أولاد حارتنا» تبرز الفلسفة الوجودية لنجيب محفوظ

فيتو

  • -المرأة العربية تقتص من سنوات الصمت وتحتاج إلى إيمانها بنفسها وقدرتها على الإبداع 
  • -«مسرى الغرانيق في مدن العقيق» رواية تاريخية تتحدث عن النشاط الفلسفي وتكون التيارات الفكرية 
  • -يجب تقييم «أولاد حارتنا» على أنه عمل روائي إبداعي بعيدا عن الأحكام المعيارية
  • -الرحم العربي خصب وهناك الكثير من الأقلام الرائعة الواعدة 
  • المرأة العربية تتجاوز الآن صمتها الأزلي وتنطلق للتعبير من خلال حواضن الرواية والآداب والفنون
  • -الرواية تعيش أزهى عصورها الذهبية 
  • -نجيب محفوظ تميز بالرؤية الكبيرة الواضحة والبصيرة المتسعة


في ديسمبر من كل عام، وتزامنا مع ذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ، تسلط دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التي تقدم الجائزة التي تحمل اسم «صاحب نوبل» للأدب، الضوء وتُنير المصابيح على عمل إبداعي جديد في عالم الرواية العربية.

وتمكنت الكاتبة السعودية أميمة الخميس، هذا العام من حصد الجائزة، وهي عبارة عن ميدالية فضية وجائزة نقدية قدرها 1000 دولار بالإضافة إلى قيام دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بترجمة ونشر الرواية الفائزة في جميع أنحاء العالم، وذلك عن روايتها «مسرى الغرانيق في مدن العقيق»، الصادرة عن دار الساقي ونشرت في بيروت عام 2017.

وعلى هامش حفل إعلان الفائز بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2018، الذي أقيم بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أمس الأول الثلاثاء، أجرت «فيتو» حوارا مع السعودية أميمة الخميس، وتطرق الحديث لعالم الرواية العربية ومضمون عملها الفائز وغيرها من القضايا، وإلى نص الحوار:


*بداية.. ما الذي تحكيه وتدور أحداث روايتك «مسرى الغرانيق في مدن العقيق» عنه؟
«مسرى الغرانيق في مدن العقيق»، رواية تاريخية تقوم أحداثها في القرن التاسع الميلادي، والرابع الهجري، الذي كان غنيا بمنتجه الأدبي والفكري، كما تتحدث بشكل مستفيض عن النشاط الفلسفي في تلك الحقبة، وكيف نضجت الكثير من التيارات الفكرية والأدبية والدينية كالمعتزلة والمذاهب الأربعة.
وتتطرق أيضا بين أحداثها المتلاحقة عن الكثير من النشاط الثقافي والفكري الذي قدر له أن لا يكتب بسبب ترصد فكرة «النصوصية»، به وتقيدها له وإجهاض أي محاولات تخالف ذلك.
باختصار، هي محاولة لالتقاط صورة تاريخية من ذلك الزمن، وتعميمها على العالم العربي ككل، في العصر الحالي، لتكشف لنا بين أوراقها أن النشاط العقلي والتفكير المصبوغ بالمنطق لا يزال معتقلا وحبيسا حتى الآن.

*تحدثتي خلال حفل تكريمك عن رواية «أولاد حارتنا» ومدى ارتباطك وانبهارك بها في إحدى الفترات.. كيف ترين الهجوم الذي تعرضت له فور ظهورها والشروع في طباعتها؟
من وجهة نظري، أرى أن «أولاد حارتنا»، من أهم الروايات التي تبرز الفلسفة الوجودية للأديب العالمي نجيب محفوظ، التي نجح فيها محاولته بها اختزال الدراما الكونية وإبحاره في أحداثها، بلا شك هو عمل عظيم يدل على العبقرية المحفوظية، كما استطاع تلخيص تلك الدراما منذ بداية الوجود حتى يومنا هذا.
الرواية عظيمة، ولا نحاكمها من خلال منظور الخير والشر لكن نقيمها بشكل مستقل على أنه عمل روائي إبداعي، بعيدا عن الأحكام المعيارية التي تحصره في الخير والشر.

*امتاز نجيب محفوظ بقدرته على تجسيد وطرح مشكلات وأزمات المجتمع من خلال أعماله.. هل يوجد حاليا على المستوى العربي من يستطيع فعل ذلك في صورة إبداعية؟
بكل تأكيد.. الرحم العربي خصب دائما، وولاد لا سيما في مصر، فهناك الكثير من الأقلام الرائعة الواعدة، في العصر الحالي، كما أن إنتاجها يثري المشهد الثقافي والفكري العربي، ويغذيه ويغنيه، بالإضافة إلى إضفائه وتميزه، بالكثير من الملامح والنكهة العربية الخالصة.

*خلال السنوات الأخيرة.. برزت رواية المرأة العربية على الساحة الأدبية كما تمكنت من حصد العديد من الجوائز واعتلاء منصات التكريم.. ما سبب ذلك النهوض؟
نعم هذه حقيقة جلية، بالفعل المرأة تقتص من سنوات كبيرة من الصمت وتحاول أن تتكلم وتعبر عن نفسها وهمومها، وإبراز تجربتها الوجودية الكبرى الخاصة، وإعلان موقفها تجاه العالم والمؤسسات السلطوية.

كما تحاول عن كثب، إعلان موقفها تجاه نفسها، وتجاه علاقتها مع محيطها، دعنا نقل إن الصمت الأزلي للمرأة، الذي كان سببه وضع الكلام على لسانها وتلقينه لفمها، تتجاوزه الآن، وتنطلق للتعبير من خلال حواضن الرواية والآداب والفنون.

*هل لا يزال ينقص المرأة العربية بعض مما تحتاجه في المجالات الثقافية والفنية؟
أعتقد أن أكثر ما تحتاجه المرأة العربية حاليا، هو إيمانها بنفسها وقدراتها العظيمة، على العطاء والإبداع، وأن لا تنتظر من أي أحد أو شخصية أن تأتي أو يعطيها «قلما ذهبيا»، ويقول لها اكتبي، عليها أن توقن أن الدرب والطريق لن يكونا ممهدين أو مشوارها سيمتاز بالسهولة.

*كيف ترين حال الرواية العربية بشكل عام في الوقت الراهن؟
الرواية العربية تعيش أزهى عصورها الذهبية، على الرغم من قوة بروز ثقافة الصورة وتربصها بالرواية، وما يشاع دائما أن الناس بدأت تتجه لثقافة الصورة، ولم تعد تهتم وتقرأ العمل الروائي، لكن الرواية تجيب على أسئلة وتحقق حاجات ونوازع إنسانية لا يستطيع غيرها فعل ذلك. 

والشغف بالعمل الكتابي، من إبداع وعمل مسرحي وقلق وجودي والمتعة وتسلسل الأحداث، نوع فطري خلق مع الإنسان لا نهاية له مهما تطورت الوسائل والأدوات الثقافية الأخرى.

*لو كان نجيب محفوظ بيننا اليوم.. وعاصر ما يمر به الوطن العربي من أحداث ما الأسلوب الأمثل الذي كان سينتهجه ليدون به تلك القضايا؟
في وجهة نظري، إن أبرز ما ميز الأديب نجيب محفوظ، وجعله مختلفا عن غيره من عباقرة جيله وسابقيه ولاحقيه، أنه لم يكن «أنويا»، بمعنى أنه لم يكن مرتبطا باللحظة، بل كان يمتلك رؤية الفنان الشاسعة الكبيرة والواضحة، بالإضافة إلى البصيرة العملية والعقلية المتسعة، التي تضع القضايا في أطر ومحاور كبيرة عن النطاقات الضيقة، للوصول إلى ما وراء ما يطفو على الساحة العربية وأسباب ذلك منذ القدم وتأثيراتها في المستقبل البعيد.


Advertisements
الجريدة الرسمية