رئيس التحرير
عصام كامل

جمال عبد الناصر: لا كرامة لجائع

 جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

في مجلة المجتمع العربى عام 1959 ألقى الرئيس جمال عبد الناصر خطابا أثناء أول زيارة له إلى سوريا بعد الوحدة قال فيه: إن القومية العربية ليست فقط حركة سياسية، ولكنها أيضا فلسفة اجتماعية، وكما هي جموع وحشود لا بد أن تكون أيضا تعبئة اقتصادية كاملة، وكما هي طاقة حماس لا بد أن تكون أيضا جهدا وعرقا لتحقيق المستوى اللائق للمعيشة.


وأضاف: «تلك هي الحماية الحقيقية للقومية العربية.. ذلك أنه لا كرامة لجائع في وطنه، ولا قوة لمريض، ولا طمأنينة لمن لا بيت له، ولا مقاومة لمن لا يطمئن إلى غده ولمن لا يشعر أن من حوله مجتمعا يكفله ويرعاه ولا يهدد حريته، وعلينا أن ندرك أن الديمقراطية والقومية العربية ليست مجرد شعارات نهتف بها ولكنها عمل وعرق وكفاح وإنتاج».

وأوضح «عبد الناصر» في خطابه: «علينا أن نخوض المعركة الاجتماعية بنفس الإيمان والحماس والصبر الذي خضنا به معارك الحرية السياسية، ولا يجوز أن يهدأ لنا بال حتى نصحح أخطاء الماضى ونحقق أهداف ثورتنا الاجتماعية فلا يبقى في جمهوريتنا العربية المتحدة جائع ولا جاهل ولا مريض، وعلينا أن نزيل الجبال العالية من رواسب قرون الظلم والاستعمار، والفساد، وأن نتخطى عقبات الزمان الذي ضاع علينا حتى الآن وجعلنا نتخلف عن عصر الذرة والفضاء».

وأكد: «أمامنا مهنة شاقة هي إقامة المجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى الذي نشعر فيه بالتخلص من الاستغلال الاقتصادى والاستغلال السياسي والاستغلال الاجتماعى، ومن أجل هذا الهدف الكبير قررنا بناء السد العالى، وبدأنا تصنيع بلادنا على أوسع نطاق، واتجهنا إلى تعمير الصحارى، ووجهنا اقتصادنا القومى لخدمة هذه الأهداف، وتوسعنا في تقديم الخدمات الاجتماعية لمن يحتاج من المواطنين».

واختتم «عبد الناصر» خطابه بقوله: «لكننا ما زلنا في أول الطريق، والمهم أننا عرفنا طريقنا، ووضعنا أنفسنا عليه، وسوف تمضى قوافلنا بعناية الله حتى نبلغ الغاية رغم وعورة الطريق، وفي عنق كل منا مسئولية وأمانة هي أن يسهم بجهده في تمهيد الطريق وتعبيده».
الجريدة الرسمية