رئيس التحرير
عصام كامل

هند رستم تعترف: ميولي كانت صبيانية

هند رستم
هند رستم

في مجلة الكواكب عام 1968 كتبت الفنانة هند رستم، مقالا تسرد فيه بعضا من ذكرياتها قالت فيه: «ملامح طفولتى عامة كانت غريبة بعض الشئ، فقد كنت طفلة شقية للغاية، وكنت أقرب إلى الولد، كما أذكر أننى كنت عضاضة، ميولى كانت صبيانية، حتى ملابسى كانت صبيانية، وأذكر آنذاك أن موضة الاحذية للبنات كانت بزر، وللصبيان كان الرباط، وكنت افضل الاحذية الصبيانية ذات الرباط، وأشبط فيها وانا في المحل.. وعموما كنت احب الألعاب الصبيانية ومنها كرة القدم ».


وأضافت هند رستم في مقالها: «استمرت هذه الميول عندى حتى سن 14،16 سنة ولم يجذبنى شيء في عالم البنات، لا الفساتين، ولا المكياج ولا قصات الشعر، لقد نشأت في بيئة محافظة أهم سماتها الشدة، وكانت من طرف ابى أكثر من أمى لأنه ينتمى إلى أصل تركى عنيد وأتذكر أننى كنت لا أستطيع الخروج وحدى وأنا في هذه السن ودائما ما ترافقنى المربية، واذا التقيت إحدى زميلاتى من المدرسة في عيد ميلادها مثلا ليس أكثر من ساعة واذا تأخرت فنصيبى عقاب شديد، وأيضا كان ماينفعش أخطأ، فزمان غير الآن كانت العائلات تحكم أولادها».

وأوضحت: «والدى كان ضابط بوليس وحبا فيه تمنيت أن أصبح ضابطة بوليس، فقد أثر في كثيرا، وكان وسيما وأنيقا وتمنيت أن أتزوج رجلا في مثل أناقته وفى النهاية أنا أشبهه، والدى كان زميلا لسعد الدين وهبة في البوليس وكان سعد يقول لى والدك يصلح نجم سينمائى».

وتابعت: «عندى عادة مزمنة منذ كنت صغيرة وهى أنى لا أحب الاعتذار لأى أحد مهما كان، عندى كبرياء لدرجة لا يتخيلها أحد، بالرغم من أننى لست صعيدية إلا أننى أحب الصعايدة، عندهم كبرياء واحترام عجيب فأنا مثلا أقبل يد جدتى أو خالتى الكبيرة، هكذا تربينا وقد غرست احترام الكبير في ابنتى بسنت وكذلك ابنها ميدو فهو حمش ومصرى ومتربى تربية صعيدى بالرغم من أنه يسافر كثيرا إلى الخارج».

وقالت: «اتخذت الفن هواية وليس مهنة، بل هوايتى المفضلة، وإذا كان قد تحول إلى حرفة أو مهنة لأصبح عملى وإبداعى مجرد روتين وأدائى كان سيصبح باردا، لكنى هويت الفن وظللت اتعامل معه كهواية ».

واختتمت: «وفاة والدتى أكبر حدث هزنى بعنف لأنها كانت الوحيدة التي تدعمنى معنويا وتقف إلى جوارى، واذكر أنه في يوم وفاتها أننى سافرت إلى الإسكندرية لحضور مراسم الدفن والعزاء ثم عدت إلى القاهرة في اليوم نفسه لاستكمال تصوير فيلم بنات الليل، وكان أول بطولة ثانية لى..كنت في قمة الألم ومع ذلك لم أعطل التصوير».
الجريدة الرسمية