رئيس التحرير
عصام كامل

شق التعبان يستغيث بالرئيس السيسي!


مستثمر مصري اشترى أرضا زراعية في أمريكا ولم يلتزم بشروط وزارة البيئة أثناء الزراعة وحدث خلاف وصل إلى القضاء، الوزارة طلبت من المحكمة منعه من الزراعة لحين الالتزام بشروط التعاقد، القاضي استغرب من الطلب وقال كيف تطلبون مني أن أمنع رجلا يعمر ويزرع وينتج سوف أمنحه فرصة أخرى 6 أشهر لتوفيق أوضاعه..


الواقعة كان حكها لي المستثمر المصري نفسه، وتذكرتها حينما وصلتنا شكوى من أصحاب مصانع الرخام والجرانيت بمنطقة شق التعبان يطلبون مني توصيلها إلى الرئيس السيسي، بعد أن قامت محافظة القاهرة بإغلاق مصانعهم، حيث يقولون في شكواهم:

"شق التعبان يختفي كاستثمارات جادة من على خرائط المناطق الصناعية بعد وصولها إلى أكبر رابع تجمع صناعي بالعالم، رغم وعود الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم غلق مصنع واحد يعمل على أرض مصرية، وكل المستثمرين في المنطقة الصناعية للرخام والجرانيت بشق الثعبان يأملون في وعد سيادتكم، ولا يرغبون في ضياع حق الدولة، لكن آلية التنفيذ يجب أن تكون بحرفية، فكل الاستثمارات مصرية ويعمل بها آلاف المصريين..

كل ما نأمل فيه نحن أكثر من 1200 مصنع،  2000 ورشة، 300 معرض هو تطبيق القانون على من هم قبل عام 2006 والأخذ بتوصيات اللجان السابقة في مساواة السعر بأعلى منطقة صناعية في مصر، فنحن نرغب كمستثمرين في إعادة النظر في إليه السداد وليس غلق باب الرزق وتحويلنا من مستثمرين ناجحين إلى مستثمرين متعثرين.

كما فوجئنا بحملات من نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية بالقاهرة ورئيس حي طرة، مصحوبا بقوات أمنية هائلة إلى المنطقة الصناعية بشق الثعبان وبدر الليثي وكوتسيكا، وطرد آلاف العاملين وتشريدهم من المصانع وتشميعها وغلقها، وطرد كل من كان فيها من العملاء والمستثمرين المصريين والأجانب (الصينيين) وذلك دون سابق إنذار أو مطالبات، أو أي مسوغ قانوني رسمي ورفع عدادت كهرباء، رغم أن تلك المصانع تعمل من عشرات السنوات ولم يصدر لنا إنذارت أو مطالبات.

وعندما استفسرنا من نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية ورئيس الحي عن سبب ذلك أفيدونا أننا لم نتقدم للتقنين قبل غلق الباب التقديم، وهذا عار تماما من الصحة لأننا تقدمنا قبل الغلق بعام ونصف ولم يصدر لنا مطالبة واحدة أو إنذار.

والآن ومن خلال ما تقدمنا به نناشد السيد الرئيس الموافقة على استكمال ما بدأناه كمستثمرين، والاستمرار والنهوض بهذا الكيان الاقتصادي وإعطاء أوامركم الرشيدة بإلغاء قرارات الحجز والتبديد والغلق وعودة الحياة لمصانعنا حفاظا على أرزاقنا وأرزاق آلاف العمال، ولاستمرار جدية التعامل مع المستثمر الأجنبي (الصيني) الذي تكبد معنا الكثير من الخسائر والأضرار بسبب قرارات الغلق، كما تكبدنا خسائر مالية فادحة هي أموال مصر والمصريين..

ونحن كمستثمرين على أتم الاستعداد للتعامل بجدية مع أملاك المحافظة، وتسديد المستحقات لإنهاء جميع الإجراءات القانونية داعيين المولى عز وجل أن يفك كربنا وهمنا بمساعدة فخامتكم".

إلى هنا انتهت شكوى أصحاب مصانع شق التعبان، وأنا شخصيا لا أجد أي مبرر لإغلاق منشأة منتجة وتشريد عمالها مهما كان السبب، المسئول الذي يتخذ مثل هذه القرارات لا يريد لبلدنا الاستقرار، ويوفر بيئة خصبة للجماعات الإرهابية لاستقطاب الشباب.
غدا سوف يفتتح الرئيس السيسي مؤتمر وزارة الاستثمار "أفريقيا 2018" الذي يهدف إلى جذب استثمارات جديدة وترويج الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر..

أيضا رئيس الوزراء في كل جولاته الميدانية واجتماعاته مع المحافظين يطالبهم بدعم الاستثمار وتشجيع المستثمرين وإزالة العقبات أمامهم والقضاء على البيروقراطية والروتين، لكن هناك بعض صغار الموظفين والمسئولين يحاولون إفشال جهود الرئيس وقيادات الدولة العليا.

يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا فلن يأتينا مستثمر أجنبي إذا كان نظيره المحلي يعاني، كما أن المستثمر المصري أولى بالرعاية وهو الذي يحمل بلده فوق رأسه ولن يهرب منها إذا حدث لها مكروه لا قدر الله، كما يجب أن يعلم كل مسئول أن قيمة الأرض في تعميرها، وأن أكثر من 90% من أرضنا صحراء فيجب أن تتكاتف كل جهودنا لتعمير الخراب، وليس لهدم العمار وإغلاق المصانع، وللحديث بقية.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية