رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبد القدوس يكتب: العامية والفصحى في الفنون

احسان عبد القدوس
احسان عبد القدوس

في مجلة روز اليوسف عام 1961 كتب الأديب إحسان عبد القدوس مقالا قال فيه إن أحمد بهاء الدين يؤيد ترجمة كلمات النشيد القومى المصرى إلى اللغة العربية الفصحى، لأن اللغة العربية هي اللغة القومية.


وبهاء بذلك يلغى جميع الفنون القومية ويحيلها إلى فنون محلية.. أم كلثوم مطربة محلية لا تسمع إلا في مصر، ومحمد عبد الوهاب مطرب محلى لا يغنى إلا في مصر..لأن أغانيهما كلها باللغة العامية المصرية، وفيروز مطربة محلية لا تغنى ولا تسمع إلا في لبنان لأنها تغنى باللهجة اللبنانية.

وبهاء يلغى أيضا جميع الأفلام السينمائية ويحيلها إلى أفلام محلية لا تعرض إلا في القاهرة، لأن الحوار فيها يدور بلغة أهل القاهرة.

ويلغى أيضا أغلب الإنتاج القصصى لأن أغلب القصص يكتب حوارها باللغة العامية... يلغى مثلا قصة "عودة الروح " كقصة عربية قومية لأن توفيق الحكيم كتب حوارها بالعامية، وكذلك نجي محفوظ وما يجب أن نعترف به هو أن اللغة العامية في الفنون قد أصبحت ـــ بحكم الواقع ــــ لغة قومية للفن العربى.. وإلا لما كانت أم كلثوم، ولا عبد الوهاب ولا الأفلام السينمائية، لا القصص...و...و..وأى مناقشة في هذا الواقع اعتبرها مناقشة قائمة على نزعة إقليمية.

وأكثر من ذلك أن الرئيس جمال عبد الناصر عندما يلقى خطابا ــ كزعيم قومى عربى ـــ يلقيه احيانا كثيرة باللغة العامية، وربما خلط بهاء الدين بين الشكل الرسمى للدولة، وبين القومية..فالدولة تتحدث رسميا باللغة الفصحى، ولكن القومية لا تتقيد بلهجة خاصة، وعلى الأخص الفن القومى.

والنشيد الذي نريده يجب أن يكون قوميا لا مجرد كلام رسمى، فلا نتقيد فيه بالفصحى ولا بالعامية.. ولكن نتقيد فيه بصدق التعبير القومى.

فنشيد "الله أكبر" مثلا هو نشيد قومى باللغة الفصحى، ونشيد "والله زمان يا سلاحى" هو نشيد قومى أيضا باللغة العامية.
Advertisements
الجريدة الرسمية