رئيس التحرير
عصام كامل

حوار الشيخ مع العلمانيين


الخبر الذي نشرته الصحف.. كان مثيرا للغاية: "فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر يستدعي الدكتور قدري حفني للقاء استمر أكثر من ساعة، لمناقشته حول تطوير التعليم الأزهري"، والمرحوم الدكتور حفني عالم اجتماع كبير محسوب على اليسار المصري، فقد سجن في عهد الرئيس عبد الناصر سنوات بتهمة الشيوعية.. فما الذي يدعو الشيخ إلى الحوار مع طرف آخر ليس من داخل تياره الفكري.. وينتمي صراحة إلى التيار العلماني الذي يرفضه وربما يعاديه الشيخ.


وجاء الخبر الأكثر إثارة استدعاء الشيخ للدكتور حسام بدراوي صاحب الدراسات العميقة في تطوير التعليم المصري، ليتماشى مع العصر وهو ما لا يرحب به أساتذة جامعات الأزهر ومعاهده الذين يعارضون التجديد، ويرفضون الحوار بشأنه مع كل من يخالفهم الرأي.

أجريت وقتها اتصالا بالدكتور قدري حفني لأتعرف على ما دار بينه وبين الشيخ من حوار.. وأبلغني أنه فوجئ بهذا الطلب.. ورحب به وسارع للقاء فضيلة الإمام الذي حرص على أن يستمع إلى أفكاره حول تطوير التعليم الأزهري، وكان انطباعه إيجابيا، فالرجل يستمع بإنصات لصاحب آراء تختلف مع توجهاته، ويعلن أنه سيستفيد بها وأنها ستطرح للنقاش بين المختصين، وأضاف حفني: أنه لم يشعر بأي تحفظ على وجهات نظره خاصة التي وجهت النقد للتعليم الأزهري.

«وحتى تكتمل الصورة» اتصلت بالدكتور حسام البدراوي الذي أبدى إعجابه الشديد بسماحة الشيخ واستعداده لتقبل أفكار التحديث والتطوير، وأن انطباعه أن اللقاء كان إيجابيا، وعندما سألت الدكتور بدراوي عن الإجراءات التي اتخذها الشيخ بعد حواره مع اثنين من رموز التنوير والتطوير..

أجاب: أعتقد أن نوايا الرجل صادقة في إنقاذ التعليم الأزهري، لكنه ليس وحده صاحب القرار، بل هناك قوى فاعلة ومؤثرة تتصدى لكل محاولة لإحداث تغيير ولو محدود في منظومة التعليم الأزهري، وأن الذين يناصرون الشيخ داخل مؤسسة الأزهر أعدادهم محدودة، ولا يكاد يكون لهم تأثير واضح على مجريات الأمور، وبالتالي تصبح عملية التطوير بالغة الصعوبة.

والسؤال: هل الانطباع الذي توصل إليه حفني وبدراوي عن عجز الشيخ عن الإصلاح رغم اقتناعه بضرورته.. صحيح أم أنه منحاز إلى آراء الأغلبية، الإجابة.. تحتاج وقفة أخرى..
الجريدة الرسمية