أهالي البدرشين يطالبون بحل أزمة المعديات المتهالكة (صور)
"اركب توكتوك يعديك في المعدية" ربما تكون تلك الجملة غريبة أو غير مفهومة على آذان البعض منّا، لكن بالنسبة لأهالي مدينة البدرشين هي جملة مألوفة ومُعتاد سماعها يوميا، ففي أقل من 15 دقيقة، تكون قد وصلت إلى البر الآخر من النيل، عن طريق معدية خشبية مفتوحة دون غطاء يعلوها، فهي أشبه بمسطح خشبي موضوع على صفحة المياه، يحيط بها 6 أعمدة رفيعة من الحديد للحفاظ على توازنها، وليتشبث بها الأشخاص المنقولون عليها.
تبدأ المعدية في العمل يوميا منذ الساعة السادسة صباحا، وتنهي رحلاتها في الثانية عشر مساء، وطوال تلك المدة يتوافد على المعدية أطفال المدارس ذهابا وإيابا، والموظفين الذاهبين إلى عملهم، والشباب الراغب في التنزه في الجهة الأخرى من النيل، لكن هناك فئة أخرى تستقل المعدية وهي "التكاتك" فيضع سائقو التكاتك مركباتهم داخل المعدية للتحرك بها إلى البر الغربي وبدء العمل، اختصارا للوقت، وتوفيرا للبنزين كذلك، فجنيه واحد فقط يدفعه في المعدية يوفر عليه ساعات ونقود كثيرة.
ولا يوجد داخل المعدية مقاعد أو كراسي، بل أصبحت متهالكة تماما، تفتقد إلى أدنى مستويات الأمن والآمان، فأسماها الأهالي بـ"معدية الموت"، ويضطر الأهالي لاستخدامها اختصارا للوقت، وأيضا لأنها الأقل في السعر، لكن للأسف بسبب الإهمال؛ تتعرض حياة عشرات الآلاف من الطلاب والأطفال والمواطنين يوميا إلى الخطر.
ويقول محمد حامد، أحد أهالي البدرشين: "معدية البدرشين غير آدمية بالمرة، فلا توجد مقاعد للركاب، وأصبحت معدة لنقل السيارات والتكاتك فقط، والركاب لا يجدون مكانا حتى للوقوف"، وتابع وائل الجبوري: "ده غير الوقت اللي بيضيع عشان تعدي الجنب التاني، أقل حاجة ساعة واقف في الشمس، ومفيش ولا كرسي وحاجة تظلل عالناس".
وتواصلت "فيتو" مع رئيس مدينة البدرشين اللواء لبيب حسين، الذي أكد أن المعدية مخصصة لنقل الأفراد والمركبات على حد سواء، وليست للأفراد فقط، مؤكدا أنه يباشر حالة المعدية أولا بأول، ويتم صيانتها بصورة مستمرة.
وأضاف رئيس المدينة لـ"فيتو" أن مقترح إنشاء كوبري بين الجهتين هو مشروع قومي، لافتا إلى أن هناك كوبري بالفعل جار إنشائه من ناحية المعادي ليربط الشمال بالجنوب، وسيخدم هذا الكوبري أهالي الجهتين، وسيعمل على تخفيف الضغط على المعدية، وربما لا يستخدمها أحد بعد الانتهاء من هذا الكوبري.

