رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فستان «رانيا» وحجر الخطيئة!


تابعتُ كما تابع غيري الضجة التي أثارتها الفنانة "رانيا يوسف" بفستانها المثير، ولم أكن لأتوقف أمام الموضوع عملا بمبدأ دع الخلق للخالق، ومن قبله قول الله تعالى لرسولنا الكريم: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"، وعملا أيضا بقول سيدنا عيسى عليه السلام للمتعصبين من قومه حين أرادوا رجم أمرأة أخطأت: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر"، فلم يرمها أحد.


وأكاد أجزم أننا إذا طبقنا ما سبق على حالة الفنانة "رانيا يوسف" فلن نجد من ينتقدها حبا فيها، ولن يستطيع أحد رجمها بحجر.
وأنا هنا لا أدافع عن العري، ولا حتى أدافع عن الفنانة، فليس لي بها سابق معرفة شخصية، لكن أتساءل من أعطى منتقديها تصريحًا بمحاسبتها.

فهذا صحفي يجزم أن الله سيعد لها نارا خاصة، وذاك برلماني يتقدم بطلب إحاطة لاستدعاء وزيرة الثقافة، وثلة من المحامين يرفعون ضدها قضية فسق وفجور، ونقابة تصدر بيانا تتعهد فيه بمحاسبتها مع كل من تجاوز..

برغم أن الصحفي عمله مرتبط بالأفلام المليئة بالعري، والبرلماني يشاهد الأفلام المليئة بالعري ويقدم طلبات إحاطة في المجلس بخصوصها، والمحامون يدافعون عن أشخاص ليسوا متأكدين من نزاهتهم، والنقابة تعطي التصاريح لممثلين ليمثلوا أدوار إغراء أكثر عريا مما ظهرت عليه "رانيا يوسف" أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين هاجموها فإذا تصفحت الصفحات الشخصية لبعضهم فستجدهم أكثر المدافعين عن الـ"سنجل ماذر".

في رأي أن قضية الفستان كشفت عريا فكريا أكثر بكثير من ذلك العري الجسدي الذي ركز عليه المجتمع، كما أنها تكشف عن ازدواجية المعايير، فتجد من يدفع الرشوة في الخفاء ثم يلعن الراشي والمرتشي في العلن، وتجد من يتعدي على أملاك الدولة ثم يتلوا علينا خطبة عصماء في حب الوطن، وتجد من يتحرش بالنساء ثم يحدثنا عن الشرف، والأمثلة كثيرة لو أردنا إحصائها لما وسعتها تلك السطور.

فدعونا جميعا نستر عورات عقولنا، ونسد الثقوب المهترئة بها قبل أن نطالب غيرنا بسد ثقوب ملابسه، ودعوا الخلق للخالق أو تلقفوا حجرا لرميها إن استطعتم. وأخيرا أكرر لست مع العري لكن مع علاج الأمر بطريقة أكثر عقلانية.. استقيموا يرحمكم الله.
ahmed.mkan@yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية