رئيس التحرير
عصام كامل

عبد القادر حاتم يكتب: إذاعة موجهة لمحاربة الإنجليز

عبد القادر حاتم
عبد القادر حاتم

في مجلة اليمامة عام 1995 كتب الدكتور محمد عبد القادر حاتم (رحل عام 1915) مقالا قال فيه: «التقيت عبد الناصر للمرة الأولى أثناء دراستي الابتدائية، وسرعان ما تصادقنا، وكنا نستذكر دروسنا معا، خاصة أن منزله كان قريبا جدا من منزلي، واستمرت صداقتنا حتى افترقنا بعد التحاقه بالكلية الحربية، ثم نقله إلى السودان قبل أن نلتقى مرة أخرى في سياق العمل السياسي».


وقال «عبد القادر»: «بعد قيام الثورة بقليل عرض علي العمل في المخابرات، وبالرغم من ترددي في البداية، فإنني وافقت بعد ذلك نظرا لإجادتي التامة لأربع لغات أجنبية، وهو ما رشحني للعمل في قسم الصحافة الأجنبية، بالإضافة إلى خبرتي القديمة في العمل الصحفي في روز اليوسف».

وأضاف: «كانت مهمتي في المخابرات هي ترجمة كل الأخبار الخاصة بمصر التي تنشرها الصحف العالمية وتبثها وكالات الأنباء، وكان رئيس المخابرات في هذا الوقت واحدا من أشرف وأفضل من عرفتهم في حياتي، وهو زكريا محيي الدين الذي كان يشجعني باستمرار».

وأوضح «حاتم»: «هنا فكرت في اتباع نفس الأسلوب الذي كان الإنجليز يطبقونه معنا في حربهم الإعلامية، وهو بث المحطات الإذاعية السرية.. وبالفعل أقمنا محطة موجهة من الأساس إلى جنودهم في القناة، وكانت معظم موادها الإخبارية تهاجم الإنجليز، وتظهر استحالة بقاء قواتهم في مصر بعد قيام الثورة».

وتابع: «لم يكن أحد يعرف بأمر هذه الإذاعة سوى خمسة أشخاص، هم: جمال عبد الناصر، وزكريا محيي الدين، وشريف كامل، وشقيقته جيهان، وأنا، كما كان يعمل معنا مدير تحرير صحيفة الجازيت واسمه محمود عمرو.. كنا نتقابل بطريقة سرية، وكنا نذيع أحدث الأغاني والموسيقى التي يحبها الجنود الإنجليز، ووسط هذه الأغاني كنا نذيع مسلسلات دعائية هدفها إصابتهم باليأس، وإظهار عدم جدوى وجودهم في مصر، مما يقلل من روحهم المعنوية.
وأتذكر أن المسئولون بالسفارة البريطانية كان يصيبهم الجنون، بعد أن عجزوا عن الوصول إلى مكان بث هذه الإذاعة.

وبعد توقيع اتفاقية الجلاء تم تعييني مديرا لمكتب الرئيس عبد الناصر، ومسئولا عن أمور الصحافة والإذاعة، وكان أول قرار اتخذته هو تحويل الإذاعة الموجهة التي كان يتم بثها إلى الجنود الإنجليز إلى إذاعة خاصة بأغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، التي لا يزال بثها مستمرا حتى اليوم.
الجريدة الرسمية