رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

روز اليوسف تروي ذكرياتها مع كامل الشناوي

فيتو

في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر 1965 رحل الشاعر والصحفي الفنان كامل الشناوي إلى ربه.

قالت عنه السيدة روز اليوسف في مذكراتها التي نشرتها مجلة روز اليوسف عام 1957:

كان زوار الجريدة كل ليلة لا يملكون أنفسهم من العجب والضحك، فالجو مرح صاخب، والضحكات والمقالب والنوادر تتوالى بلا انقطاع.

وكان صديقي العزيز كامل الشناوي هو محور هذا المرح بغير منازع، وله كل يوم قصة أو تشنيعة أو نادرة تنشر القفشات والضحكات على الشفاة، تمحو كل متاعب النهار. وكانت براعته الغريبة في تقليد الأصوات والنبرات تتيح فرصة القيام بأكبر عدد من المقالب.
ذات يوم كتب العقاد مقالا عنيفا ضد أحمد نجيب الهلالي باشا، وزير المعارف، وأعطاه لتوفيق صليب بصفته سكرتيرا للتحرير (توفيق صليب هو والد الزميل الصحفي بالأخبار سمير توفيق) وقال له العقاد: أنا مسافر الإسكندرية وأرجو ألا تنشر هذا المقال إلا إذا اتصلت بك من الإسكندرية،
في الليل دق التليفون في مكتب توفيق صليب، وسمع صوت العقاد يحدثه من الإسكندرية، ويطلب منه أن ينشر المقال الذي أعطاه له غدا.
وانتهت المكالمة بعد تعليمات كثيرة من العقاد عن الصفحة التي سينشر بها المقال، وكذلك الصورة المصاحبة، وطريقة التوقيع على المقال.
وبعد دقائق دخل كامل الشناوى على توفيق صليب ضاحكا، فقد كان هو الذي قلد العقاد.
وبعد ساعة دق التليفون مرة ثانية، ورفع توفيق صليب السماعة وكان المتحدث هو العقاد فعلا، يطلب منه ألا ينشر المقال.
ظن توفيق صليب أن المتكلم هو كامل الشناوي مرة أخرى، فانفجر فيه قائلا: يا أخي مابلاش دوشة أنت مش لاقي حاجة تعملها يا أخي، أنا مش فاضي للعب ده.
رد عليه الصوت بعنف، فرد عليه توفيق بأسلوب أعنف وشتم محدثه شتائم عديدة ــوهو يظن أنه يشتم كامل الشناوي- قبل أن يكتشف أن محدثه هو العقاد نفسه.
كان هذا الحادث حكاية الأسبوع في المجلة، فقد عاد العقاد من الإسكندرية في أشد حالات الغضب للشتائم التي جرؤ توفيق صليب على توجيهها إليه، وعبثا حاولنا أن نقنع العقاد باللبس الذي وقع فيه توفيق صليب، وبلغ من العقاد غضبا أنه رفض أن يصدق كامل الشناوي نفسه حين أقسم له على الحقيقة.
واقعة أخرى تحكيها السيدة روز اليوسف، فتقول: اشتهر عن كامل أنه أكول من الدرجة الأولى، وكنت قد دعوته على الغداء في منزلي، وكنت قد غيرت كل المقادير المعتادة للطعام في منزلي، خصوصا صنف الأرز لكي أسد حاجته.
وبالرغم من ذلك شكا من قلة الطعام، مؤكدا أنهم في بيتهم إذا أرادوا أن يأكلوا دجاجا أو إوزا أو حماما، قدموا لكل فرد من أفراد العائلة دجاجة أو إوزة أو زوج حمام، وعدد أفراد العائلة 12 فردا.
لكن رغم كل ذلك، كان صديقي كامل الشناوي ذكيا وطيب القلب، يحب عمله كثيرا، ويبدع فيه في نواح عديدة، أي أنه ممكن أن يسد مكان أربع خمس صحفيين.
ولكنه معروف بالكسل، وكان مدللا في أسرته، مما يجعله في غير حاجة للعمل.
Advertisements
الجريدة الرسمية