رئيس التحرير
عصام كامل

المطربة نوال الكويتية: مصر صنعت نجومية مطربي الوطن العربي وأنا من عشاقها

المطربة نوال الكويتية
المطربة نوال الكويتية

  • جمهور الأوبرا متذوق للفن.. وأشعر بالمسئولية تجاه حفل الموسيقى العربية

  • إحساسي "ترمومتر" مشواري الفني

  • تمنيت كثيرا الغناء على مسرح الأوبرا المصرية 

  • أهدي تكريم مهرجان الموسيقى لـ"زوجي وصديقي" مشعل العروج

  • أبحث دائما عن كلمات جيدة ولحن متميز


"قيثارة الخليج العربي"، عندما تستمع إلى أغانيها، تشعر كما لو أنك داخل محراب فني يلزمك خشوعه بالصمت في حضرته، لتستمع إلى نغماتها ورخامة حنجرتها التي تحملك إلى ضفاف الخليج العربي، وتحمل إليك تراثه وحداثته في آن واحد.. فهدفها الوحيد من الفن هو التحريض على السلام والحب، خاصة مع رقي شخصيتها الإنسانية التي تعرف بها على مستوى فناني الوطن العربي، وابتعادها عن كل ما يمس التسطيح الفني، وحالة الإسفاف الفنية المنتشرة في الوطن العربي.

هي المطربة الكبيرة نوال الكويتية التي تعتبر مطربة الخليج الأولى، التي صدحت في العديد من مسارح العالم، ونقلت تراث منطقتها الموسيقية والفنية إلى مسامع العالم أجمع، شاركت هذا العام في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية في دورته السابعة والعشرين للمرة الأولى، على الرغم من مشوارها الفني الطويل في عالم الفن.. وعلى هامش هذا الحدث المميز التقينا "نوال الكويتية" ليدور الحوار على النحو التالي:



*رغم مسيرتك الفنية الطويلة، حملت هذه الدورة مشاركتك الأولى بالمهرجان.. فهل توجد أسباب محددة حالت بينك وبين المشاركة؟
صراحة لا توجد أي أسباب واضحة، إنما كثيرا ما تمنيت الغناء على المسرح دار الأوبرا المصرية، خاصة أني من عشاق مصر، وبالفعل أنا في غاية سعادتي للمشاركة في المهرجان، وتخالطني العديد من المشاعر المتناقضة، حيث أشعر بالخوف والفرح والسعادة والرهبة في آن واحد، إضافة إلى شعور ضخم بالمسئولية الملقاة على عاتقي كما لو أنني أغني للمرة الأولى، وذلك لأن الجمهور المصري وجمهور دار الأوبرا متذوق جدًا للفن، وله خصوصية لا تشبه سواه، فهو جمهور متميز وتلتقط آذانه كل شاردة.

*ما كواليس دعوتك للمهرجان في هذا العام؟
تواصلت دار الأوبرا المصرية مع أختي الدكتورة نجاة المتخصصة بالموسيقى في الأساس، خاصة كونها عضوا في مجمع الموسيقى العربية الذي ترأسه الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وقد تم الاتفاق فيما بينها وبين إدارة المهرجان، وعندما تلقيت الدعوة شعرت بسعادة غامرة تتسلل إلى نفسي.

*تم تكريمك في الدورة الحالية للمهرجان.. فمن الشخص الذي تودين إهداءه هذا التكريم؟
أهديه لكل شخص ساعدني في مسيرتي الفنية منذ بدايتها حتى الوقت الحالي، من شعراء وأدباء وموسيقيين وملحنين، خاصة زوجي الفنان مشعل العروج الملحن، الذي كثيرا ما ساعدني في مسيرتي الفنية وتعاونا في الكثير من الأعمال، قبل إتمام زواجنا، فهو الداعم والسند، إضافة إلى صداقتنا الطويلة التي استمرت لأكثر من 15 عاما، وتم تتويج تلك الصداقة في نهاية المطاف بالزواج.

* قدمت العديد من الأغنيات المصرية ومن ضمنها أغنية "بيحسدوني" فلماذا تقلين في إنتاج أغانٍ باللهجة المصرية؟
بالفعل أنتجت العديد من الأغنيات المصرية، لكن لم يكتب الله النجاح لأغنية منهم مثلما كتب لأغنية "بيحسدوني"، وأقدم الأغنية المصرية التي أشعر بكلماتها، لذلك أعتقد أني في حالة بحث عن كلمات جيدة ولحن متميز، خاصة أن سوق الأغنية كبير ومتشعب، لذا يجب الانتباه جيدًا إلى ما يقدمه الفنان لهذا السوق، ليحرص على تميزه.

*حاليًا يجد الفنان نفسه في حيرة بين التجديد في الموسيقى ورغبته في الحفاظ على التراث الموسيقى؟
بالفعل، الفنان العربي حاليًا مشوش الذهن ما بين رغبته في غناء أغنيات وتقديم موسيقى طربية تشبه التي تربى عليها في صغره وشبابه، وبين الموسيقى الجديدة والتحديث الدائم في التقنيات الموسيقية والألحان، إضافة إلى رغبته في مواكبة العصر ومتطلباته، إلا أنه يمكن التغلب على تلك الحيرة باختيار كلمات مناسبة تحمل في طياتها معنى وتأثيرا لكي تلامس قلوب جمهوره المنتشر بطول الوطن العربي، إضافة إلى انتقاء ألحان موسيقية متميزة تواكب العصر الحالي، وتحافظ على التراث الموسيقي العربي وأصالتنا الموسيقية العريقة والمدارس الفنية التي تربينا عليها.

*الأغنية الخليجية حاليًا تحاول الانتشار على الساحة الفنية.. فهل تعتقدين أنها استطاعت تحقيق ما تصبو إليه، وما الذي يعيقها؟
أعتقد أن اللهجة الخليجية وتقنية الموسيقى لم تكن العائق أمام انتشار الأغنية، فهناك الكثير من نوعيات الموسيقى والغناء التي تنتشر على الساحة، على الرغم من عدم فهمنا لها، فعلى سبيل المثال نحن نستمع إلى أغنيات أمريكية وأوروبية ومن جنسيات لا تمت للعرب بصلة، وعلى الرغم من ذلك نستمع إليها ونحبها، لذا لا يمكن الجزم أن اللهجة الخليجية كانت العائق أمام انتشارها، ولا أعتقد أن هناك أسبابا محددة، لكن أؤكد لك أن الأغنية الخليجية بدأت في الانتشار، واستطاعت تحقيق ما تصبو إليه، وبدأت العديد من الدول العربية تستمع إلى الأغنية الخليجية، وتحبها على الرغم من اختلاف اللهجة والثقافة الموسيقية، خاصة مع انتباه المطربين والموسيقيين المنتشرين على طول الخليج العربي لانتقاء كلمات تحمل معنى ومغزى فني عاليا، إضافة إلى تجديدهم الدائم في الموسيقى وحفاظهم على تراثهم الموسيقي.

*ما المعايير التي تختارين على أساسها أغانيك؟
لا توجد أي معايير، ولا أعتقد أن هناك مطربا حقيقيا يسير في حياته الفنية ضمن قوالب ومعايير يضعها لنفسه، إنما المعيار الوحيد الذي استخدمه في حياتي الفنية هو "إحساسي"، فأنا أقيم العمل الفني سواء على صعيد الكلمات أو الألحان عن طريق إحساسي بمعناه وموسيقاه فقط، فلو أني شعرت بالأغنية أوافق على غنائها على الفور، وأحاول على الدوام تقديم كل ما هو جديد ومتميز ومحافظ على أصالتنا في الوقت نفسه.

*إذن هل يمكن القول إن "الإحساس" هو ميزان وترمومتر مشوارك الفني؟
بالطبع، فإحساسي بالعمل الفني هو المقام الأول لاختياري لأي عمل، ولا أحاول المجازفة والخوض في عمل فني لا يشعر به قلبي أو لا يستسيغه، وأعتقد أن الفنان الذي لا يستخدم إحساسه كمعيار، لا يمكن تسميته فنان بالأساس، فهو أي شيء آخر غير فنان، فإحساسي هو الذي يوجهني نحو الجديد ونحو ما يريده جمهوري.

*لو أن إحساسك تجاه عمل ما كان ضد رغبة جمهورك.. هل تقدمين على تقديمه؟
أعتقد أن إحساسي بالأغنية ورغبة جمهوري هما أمران لا يتعارضان، إنما يكملان بعضهما البعض، وأنا دائمة الدراسة لما يهواه الجمهور ويحبه، بشرط ألا يتعارض مع قيمي وما أود تقديمه من فن، وتلك القيم بالأساس هي من بنت محبة الجمهور لي وبنت مسيرتي الفنية، إضافة إلى الانتباه لأمر في غاية الأهمية وهو أني أحاول اكتساب جمهور جديد في كل عمل أطرحه.

*في نهاية الحديث.. ما الكلمات التي تودين إهداءها لمصر في مشاركتك الأولى بمهرجان الموسيقى العربية؟
(تبتسم).. يا حبيبتي يا مصر، أنا عاشقة لمصر بكل ما فيها، وبأهلها، وبما تحمله من طيبة وفن وشعب متذوق للجمال، وأؤكد لكِ أنه لا يوجد أي فنان عربي لا يكن فضلا لمصر، حيث صنعت نجومية جميع فناني الوطن العربي، بما فيهم أنا، فلا يمكن لأي فنان النجاح على النطاق العربي سوى بالمرور على أرض الكنانة وأرض الفن مصر.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية