رئيس التحرير
عصام كامل

«غزو الثعابين».. 3 محافظات ضحايا هجمات الأفاعي في 2018.. «الفئران والتغيرات المناخية والكلاب» ثلاثية انتشار الظاهرة.. والأهالي: البيض والسم غير فعال للقضاء على الحيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كل عام تظهر حادثة تعد الأكثر رواجًا بوسائل الإعلام المختلفة، خاصة لو كانت تلك الحوادث ذات طابع كارثي، وغالبا ما تسفر عن حالات وفاة أو إصابات، وعام 2018 كان الحادث الأشهر به الذي عانت منه عدة محافظات، انتشار الثعابين في الزراعات والمنازل، الأمر الذي أثار حالة من الفزع بين المواطنين.


ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأفاعي تتسبب في وفاة أكثر من 10 آلاف شخص سنويا حول العالم، وفي مصر بدأت الثعابين تغزو المحافظات وتقتل المواطنين، ما جعل الجميع يتساءل عن السر وراء انتشارها.

البحيرة
قرية منية السعد التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة كانت الأشهر في تلك الظاهرة، وكانت بمثابة الانطلاقة لغزو الثعابين في باقي المحافظات.

وشهدت المحافظة في وقت قصير أكثر من حالة لدغ، ما أدى لحالة من الفزع نتيجة ما وصفه أهالي القرية بهجوم الثعابين، فقرروا الاعتماد على أنفسهم بعد فشل المحاولات الرسمية من قبل مديرية الصحة والأجهزة التنفيذية في المحافظة، من خلال شراء نحو 5000 بيضة وحقنها بمادة سامة لمواجهة الثعابين.

المنوفية

ومن البحيرة لمحافظة أخرى من محافظات الدلتا وهي المنوفية، التي شهدت هجوما جديدا للثعابين، وخلال 48 ساعة استقبل مستشفى شبين الكوم الجامعي (إ ا ع - ربة منزل) ومقيمة دائرة المركز، مصابة بـ (لدغ ثعبان)، وتوفيت عقب وصولها، وبانتقال قوات الشرطة، وبسؤال نجلها (أ ط ع خ - موظف)، رد قائلًا: «أمي كانت في المنزل، وفوجئت باستغاثتها، وباستطلاعي للأمر أخبرتني أن ثعبانا لدغها».

وفي مركز آخر بمحافظة المنوفية ناشد أهالي قويسنا المسئولين بسرعة التدخل لوقف زحف الثعابين السامة لمنازلهم، والتي تسببت في أكثر من حالة، بذات الطريقة.

القليوبية
وفي يوليو من نفس العام رفعت محافظة القليوبية حالة الطوارئ لمواجهة أي ظهور محتمل للثعابين، خاصة بعد انتشارها بعدد من المحافظات المجاورة ومنها المنوفية والبحيرة، خاصة وأن القليوبية بها بعض المناطق الأكثر عرضة من غيرها لظهور الثعابين، بسبب انتشار القرى المتاخمة بالترع والمصارف التي لم تخضع لتطهير منذ سنوات.

وشهدت جامعة بنها حالة ذعر، عقب انتشار نبأ وجود ثعبان طوله 3 أمتار، حيث إن المنطقة بها حشائش وبيارة صرف صحي، كما شهدت مدرسة أحمد زويل التجريبية ظهور أماكن لشقوق الثعابين وأرسلت مديرية الطب البيطري قوافل لتطهيرها، وتم استخراج ثعبان بالفعل بواسطة هيئة الحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة.

وفي مدينة قليوب، استغاث الأهالي من ترعة النحاس التي شهدت خروج عدد من الثعابين أثناء تطهيرها مما يهدد حياة المواطنين.

الكلاب كلمة السر
كشف الدكتور محمد إسماعيل، مستشار قطاع المحميات الطبيعية، أسباب ظهور الثعابين بعدد من القرى والتي هاجمت المواطنين، وأسقطت عددًا من الضحايا، قائلًا: إن الأجهزة المحلية بالمحافظة تسببت في حدوث خلل بالتنوع البيولوجي من خلال قتل الكلاب بالسم، ما أدى لاختفاء أعداد كبيرة من الكلاب والذئاب والثعالب، ما نتج عنه انتشار الثعابين التي كانت تتغذى عليها فصيلة «الكلبيات».

التغيرات المناخية
وأكد الدكتور إبراهيم حسين، عميد كلية الطب البيطري بجامعة الإسماعيلية، أن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة سبب ظهور الثعابين بكثرة نظرا لارتفاع نسبة الجفاف، وبالتالي تخرج الثعابين من جحورها للبحث عن ماء وغذاء لها، إضافة إلى أن التوسع العمراني يعد من أسرار انتشار الثعابين، واستصلاح الأراضي، لأن الثعبان يكون مختبئا في جحره وعندما يتم إزعاجه يخرج.

الفئران
وذكرت الدكتورة شيرين زكي، مفتشة بالطب البيطري، أن أغلب الثعابين المنتشرة في الريف المصري تنتمي إلى فئة الزواحف اللاحمة التي تتغذى على الثدييات الصغيرة كالفئران، كذلك عدم الاستعانة بالخبراء للقضاء على الثعابين خطأ كبير، ولفتت إلى خطورة الاعتماد على السم للقضاء عليها لما يسببه من تلوث للبيئة.

صغار الطيور والضفادع

وأكد الدكتور يسري السيد، خبير الزواحف، أن الكوبرا المصرية وثعابين البيئة المصرية المنتشرة في الريف المصري، وخصوصًا في وادي النيل والدلتا من الحيوانات اللاحمة، موضحًا أن أغلب غذاء تلك الثعابين يكون على الثدييات الصغيرة مثل الفئران وكذلك الضفادع وصغار الطيور، وهناك أنواع قليلة هي التي تتغذى على البيض، لا يوجد منها في مصر سوى «الفارغة»، وهو ثعبان حجمه صغير ويتواجد في الفيوم.
الجريدة الرسمية