رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هاني سري الدين: أمتلك تاريخا سياسيا.. والحديث عن ترشحي لرئاسة الوفد «سابق لأوانه»

فيتو



  • «الوفد» الأقوى على الساحة وسيناريو «دمج الأحزاب» هو الحل 
  • علاقتي برئيس الوفد بها مساحات للود والاتفاق 
  • الدكتور السيد البدوى رجل سياسة محنك.. ولا يمكن إنكار دوره في قيادة الوفد 
  • نعمل بجد وتكاتف لحل الأزمة المالية في الحزب واستطعنا التغلب على الكثير من الصعاب
  • المواطن سيشعر بالإصلاحات عندما يرتفع دخله ويجد فرص عمل وتتحسن الخدمات 


الدكتور هاني سري الدين، السكرتير العام لحزب الوفد، أو كما هو متعارف عليه في أبجديات العمل الحزبي، صاحب منصب «الرجل الثاني» داخل «بيت الأمة»، يمتلك حضورا طاغيا داخل الحزب، ويحظى – في الوقت ذاته – بقبول واسع في أوساط «الوفد» المختلفة، رغم انضمامه متأخرًا لعضوية الوفد، إلا أنه استطاع خلال فترة قصيرة إثبات وجوده وكونه واحدًا من الأرقام المهمة في المعادلة الداخلية لـ«الوفد».

السياسة لا تعتبر المجال الوحيد الذي يبرع فيه «د.هاني»، فإلى جانبها يمتلك رؤية وخبرة اقتصادية عريضة، تمكنه دائما من طرح وجهة نظر متوازنة وقريبة إلى الواقع الاقتصادي – إن لم تكن متطابقة معه- في غالبية الأوقات، لهذا لم يقف الحوار معه عند حد ما يحدث داخل «الوفد» وحقيقة ما يشاع حول خلافه مع الرئيس الحالي للحزب، المستشار بهاء أبوشقة، وموقفه من الترشح لرئاسة الحزب في الدورة المقبلة، بل امتد الحديث إلى مناطق أخرى، كان البرلمان حاضرًا فيها، والاقتصاد والمشروعات لها مكان هي الأخرى.. والتفاصيل في التالي:

بداية.. كونك قريبًا إلى حد كبير من الأحداث.. كيف ترى المشهد السياسي المصري حاليًا؟
المشهد السياسي الحالى في مصر يواجه إشكالية حقيقية، تتمثل في غياب دور حقيقي للأحزاب السياسية في الشارع وعدم قدرة هذه الأحزاب من تمكين المواطن العادي في ممارسة دوره الطبيعي والتعبير عن مشاكله واحتياجاته، وأقول إن هذا الغياب أعطى - وما زال - يعطى الفرصة للجماعات الإرهابية في استغلال هذا الفراغ واصطياد كثير من شبابنا الواعد ليكون ذراعا تخريبيا يستهدف أمن الناس وأمانهم، ولا بد من إفساح الطريق وتمهيده لحياة سياسية طبيعية والذي أصبح ضرورة ملحة في الوقت الحالي وعلى كل من الدولة والأحزاب التكاتف للمضي قدما في هذا الطريق.

هل يمكن أن يعمل سيناريو «دمج الأحزاب والكيانات السياسية» على سد الفراغ الذي تتحدث عنه؟
وجهة نظري التي أعلنت عنها كثيرا هي وجود ثلاثة أو أربعة أحزاب فاعلة في الشارع أفضل كثيرا من هذا العدد والكم الكبير غير الفاعل، وأرى أنه من الأفضل لبعض الأحزاب أن تندمج معا في حزب واحد وليس بكثرة الأحزاب كما هو موجود حاليا.

نعود إلى «بيت الأمة».. حدثنا عن كواليس توليك منصب «سكرتير عام الوفد» هل لعبت الصدفة دورًا في هذا الأمر؟
بداية.. إنني أمتلك تاريخا في العمل العام والسياسي منذ فترة طويلة، والوفد يمثل الحزب الأقوى والأهم على الساحة السياسية حاليا، وشرفت بمطالبتي من البعض بالترشح لمنصب السكرتير العام، ولم يكن لدى أي مانع لأن الهدف واحد، وهو خدمة الوفد والعمل من أجل استكمال مسيرته العظيمة على مر التاريخ.

ماذا عن علاقتك بالمستشار بهاء أبو شقة رئيس الوفد في الحزب.. وما حقيقة ما يذاع حول وجود خلافات بينكما؟
علاقتي بالمستشار بهاء أبو شقة علاقة ود وتواصل واتفاق دائم على تحقيق مصالح الحزب وربما يكون لكل منا وجهة نظره في بعض الأمور الفرعية، لكن للأمانة فإن مساحات الاتفاق بيننا كبيرة، والمستشار أبو شقة نموذج للقيادي في سعة الأفق واحترام الرأي الآخر والإيمان بالديمقراطية، وهو مكسب لحزب الوفد وللوفديين.

هل تنوي الترشح على منصب رئيس الوفد في الدورة المقبلة؟
السؤال سابق لأوانه جدا، ولدى حزب الوفد الآن رئيس جليل يحظى بدعم وثقة جميع الوفديين، وهناك فرصة لترشحه لفترة رئاسية أخرى. ونحن جميعا نعرف قيمته ونعتز برسالته ونقف وراءه.

فصل واستقالات وخلافات داخل «بيت الأمة».. لماذا وصل الحال بـ«الوفد» إلى هذه الدرجة؟
أعتقد أن هناك تضخيما في غير محله لهذا الأمر وهو أمر الخلافات بين الوفديين، ومن جانبي أرى أن حجم الاتفاق والاصطفاف أكبر كثيرا من أي خلافات فرعية لا تؤثر في قوة وصلابة حزب الوفد على مر الوقت.

بعد فوزك بمنصب السكرتير العام قال البعض بأنك لست قديما في الحزب وخلال عام واحد أصبحت الرجل الثانى في الحزب وأن هذا يرتبط بقدرتك المالية.. تعقيبك؟
تاريخ الوفد يعلمنا أن كثيرا من المنضمين الجدد للوفد لعبوا أدوارا مهمة في دعم مسيرته الوطنية، وحسبنا أن نعرف أن فؤاد باشا سراج الدين رحمه الله انضم إلى حزب الوفد بعد كثير من الوفديين الذين كانوا قدامى حينها، ولعب دورا عظيما وكبيرا في الوفد خلال الأربعينيات وما بعدها من وقت، وكان له بعد ذلك الفضل في عودة الحزب مرة أخرى إلى الحياة السياسية، وأرى أن العمل والعطاء للوفد ليس مرتبطا بأي حال بالقدرات المالية أو بالمناصب وكل منا يستطيع أن يخدم الوفد من أي موقع كان هو فيه.

ماذا عن علاقة سرى الدين بالدكتور السيد البدوى وهل هناك تواصل بينكما بعد تركه رئاسة الحزب؟
لدى علاقة تواصل وثيق بجميع الوفديين وعلاقة طيبة بالأقطاب الوفدية السيد عمرو موسى ومحمود أباظة والمستشار مصطفى الطويل، ومنير فخري عبد النور وأيضا الدكتور السيد البدوي الذي يعد رجل سياسة مُحنكا ولا يمكن إنكار دوره في قيادة الوفد خلال فترة مهمة في تاريخ الوفد، حيث كان رئيسا له لمدة دورتين كاملتين.

ما مصير لجنة عودة المفصولين التي لم تعلن الأسماء الأخيرة؟ وماذا عن عودة ياسر حسان؟
أعتقد أن هناك قواعد ونظما يتم من خلالها بحث فكرة عودة من هم خارج الوفد. والدكتور ياسر حسان ليس مفصولا وإنما قدم استقالته في وقت ما، والتجربة أثبتت أن كثيرا من الذين يخرجون من الوفد يعودون إليه مرة أخرى، ونسعى للم الشمل فالحزب يرحب بجميع طيوره المهاجرة.

هناك من يشير إلى أن الوفد يستقطب بالفعل رجال الأعمال وأصحاب المال فقط.. تعقيبك؟
الوفد يستقطب كل فئات المجتمع، لدينا عضويات جديدة لأطباء ومهندسين ومحامين وفلاحين ومعلمين ورجال أعمال، إذن الوفد هو بيت الأمة وهو مفتوح لكل أبنائه للانضمام إليه وليست فئة محددة فقط.

إلى أين وصلت أزمة الوفد المالية في الفترة التي قضيتها في المنصب هل زادت أم تراجعت وكم يبلغ حجم الديون حاليا؟
نعمل بجد وتكاتف لحل أزمة الوفد المالية واستطعنا أن نتغلب على كثير من الصعاب وأن نعيد افتتاح بعض المقرات المغلقة في المحافظات، ونجحنا بدعم من أبناء الوفد في زيادة الودائع إلى أضعاف ما كانت عليه، كما نجحنا في تغطية كثير من الالتزامات المالية، وارتفع حجم التبرعات إلى ثلاثين ضعف ما كانت عليه العام الماضي، كذلك ارتفعت اشتراكات العضوية إلى أكثر من عشرة أضعاف وكل هذه أمور طيبة.

هل تتوقع ترشح فؤاد بدراوى على منصب الرجل الثانى؟
من حق كل وفدي الترشح لأي منصب داخل الحزب.. الوفد مليئ بقامات وأسماء قادرة على العطاء من أجل مصر والوفد أيضا.

عملك ومنصبك السياسي.. هل لهما تأثير على أعمالك الخاصة؟
قطعا لا يؤثر على أعمالى الخاصة والشخصية، لأنني أجيد تنظيم الوقت جيدا، وتعودت منذ تخرجي في الجامعة على كيفية إدارة الوقت وتوزيع الجهد لتحقيق الأهداف التي خططت لها في مستقبلي المهني. ولدى خطوط كثيرة في العمل لا تتقاطع ولا تتشابك مع بعضها الآخر.

على خلفية الخسائر التي تتكبدها.. هل تتوقع أن يأتي اليوم ويصدر قرار حزبي بإغلاق صحيفة الوفد؟
جريدة الوفد هي لسان حال الحزب منذ 1984 وكان لها تاريخ عظيم ودور كبير في دعم قواعد الوفد في مختلف أنحاء الجمهورية، وسبق أن واجهت تحديات كبيرة ونجحت في تخطي هذه التحديات، وهناك تحديات عامة تواجه جميع الصحف في مصر وعلى رأسها الصحف القومية، ولا بد من وضع حلول غير تقليدية للتغلب عليها جميعا في كل الصحف، وشخصيا متفائل بقدرة الجريدة بما تمتلكه من صحفيين وكوادر على تجاوز أي تحديات تواجهها، وسنعمل بقوة خلال الفترة المقبلة على تطوير الجريدة وتحويلها لمؤسسة قادرة على تغطية التزامات العاملين فيها الذين يجب أن يطمئنوا لمسيرة العمل في الجريدة.

ما حقيقة تبرعك بمليون جنيه للوفد؟
كل وفدي مخلص يدعم الحزب بما يستطيع سواء بالوقت أو الجهد أو المال، وهكذا تعمل الأحزاب في العالم وليس في مصر فقط كما يعتقد البعض.

بوجهة نظرك لماذا تراجع الوفد وسبقته الأحزاب الوليدة ومنها مستقبل وطن بهيئته البرلمانية وقواها الشعبية؟
الوفد ليس مجرد حزب بل هو فكرة وعقيدة استقرت في وجدان المصريين، فقوة الحزب تتمثل في إيمان أعضائه بثوابته التاريخية، وبالتالي لا يقلقني وجود أحزاب أو كيانات جديدة على الساحة السياسية.

حدثنا عن أصعب الأمور التي واجهت سرى الدين في منصب السكرتير العام خلال الفترة الماضية؟
تعلمت في حياتي المهنية أنه لا يوجد صعب أو مستحيل، وكافة الأمور التي قد يراها البعض صعبة يراها آخرون غير ذلك، وغير صعبة على الإطلاق، إذن كل شيء قابل للتحقق بالعمل الجاد والإرادة الحقيقية والتنظيم السليم في العمل.

نبتعد قليلًا عن السياسة.. كيف ترى وضع الاقتصاد القومي في الوقت الراهن مقارنة بما قبل برنامج الإصلاح؟
لا تزال معدلات التضخم مرتفعة ولا تزال معدلات الاستثمار ضعيفة بالمقارنة لما كنا عليه في عام 2007، لا شك أن المؤشرات فيما يخص الوضع الاقتصادي إيجابية لكن هذه المؤشرات لم تنعكس بعد على الطبقات الأكثر احتياجا نظرا لأن فرص العمل لم تزد بالوضع الكافى ومعدلات ارتفاع الدخول لم ترتفع مثلما الأمر في معدلات التضخم، بالتالى لا تزال حزمة الإجراءات الاجتماعية المتعلقة بتحسين خدمات الصحة والتعليم، وأيضا الدعم النقدي لا يزال ضعيفا للغاية فلا يشعر به المواطن، والصناعة المصرية لا تزال بعافية وعجز الميزان التجاري أي ما نستورده أكثر بكثير من التصدير بالتالي معدلات التصدير لا زالت ضعيفة، ولا أرى إجراءات اتخذت في هذا السياق بعد، ومن ثم إذا كان هناك أولويات يجب النظر إليها من الناحية الاقتصادية أولها إزالة معوقات الاستثمار سواء المحلى أو الأجنبي، نظرا لأن هناك ضعفا في معدلات الاستثمار، عملية الصناعة المصرية وتشجيع الصناعة لا يزالا في أدنى معدلاتهما، أيضا عملية التصدير هناك قصور كثيرة لا بد أن ننظر إليها بشكل جدي أكثر من ذلك.

إذن.. متى يشعر المواطن بالإجراءات الاقتصادية والإصلاحات؟
سيشعر المواطن بالإصلاحات عندما يرتفع دخله وعندما يجد فرص عمل وعندما تتحسن الخدمات الصحية والتعليم لأبنائه، هنا فقط سيشعر بها المواطن، لكنه طالما أن ذلك لم يتحقق سيظل المواطن كما هو، نحن نحتاج إلى معدل نمو سنوى لا يقل 8.9 حتى نستطيع أن نحقق 800 ألف فرصة عمل سنوية، حاليا معدلات النمو لا تحقق سوى من 300 إلى 400 ألف فرصة عمل فقط، بالتالى لا نزال بعيدين للغاية عما نصبو إليه، ومن هنا أتصور أن الخطة الحالية تحتاج إلى العمل الجدى إلى معالجة عملية العدالة الاجتماعية وخطة تقلل من آثار التضخم السيئة على الطبقات الأكثر احتياجا، ونحتاج إعادة ترتيب الأولويات بشكل أكثر دقة مما هي عليه في الوقت الحالى.

من وجهة نظرك.. إلى أي مدى سينجح صندوق مصر السيادى في حل إشكاليات أو تداعيات الوضع الاقتصادى الحالى؟
الصندوق السيادى يستهدف في المقام الأول ترشيد إدارة أصول الدولة، بالتالى سيكون له دور كبير لكنه لا يكفى وحده بأى شكل من الأشكال لإنجاح البرنامج الاقتصادى، لا شك أنه إذا أدى دوره سيحسن من أداء أفضل على أصول الدولة.

كيف تقرأ الموازنة العامة للدولة 2018ـ2019 وهل يمثل العجز خطورة على الاقتصاد؟
العجز إذا كان لا تقابله زيادة في الإيرادات وفى تحسين الهيكل الاقتصادى لا شك أنه سيمثل أزمة، أما إذا كان العجز عجزا مؤقتا يترتب مع ارتفاع في الإيرادات يمكن أن نقول إننا نستبقه، لكن الوضع ببساطة شديدة أن معدلات العجز في الموازنة فيما يتعلق بارتفاع معدلات الديون الخارجية مقلق، يصل إلى مبلغ كبير نحو 100 مليار دولار، والعجز المحلى يصل إلى 3.6 تريليونات، أنا أكثر قلقا على العجز في الديون الأجنبية.

بالحديث عن الديون الأجنبية.. كيف ترى الاقتراض من الخارج؟
كنا في مرحلة عام 2011 لم يكن لدينا بدائل متاحة لمواجهة العجز الموجود في الموارد، لكن لا شك أن الاستغراق في القروض ليس طيبا، وأتمنى أن تكون هناك خطة واضحة من الدولة في تقليل معدل الاقتراض وتقليل العجز في الموازنة، وتخفيض حجم الدين، وأعتقد بدأنا نجد بعض المؤشرات الإيجابية لكنها لا تزال ضعيفة، وبدائل الاقتراض هو زيادة معدلات النمو وتشجيع الاستثمار.

دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من المشروعات القومية فضلا عن المشروعات المستقبيلة.. انعكاسات ذلك على الاقتصاد المصرى؟
المشروعات القومية كانت البديل الوحيد في المرحلة السابقة لإنعاش الاقتصاد المصرى، وهذه التجربة حدثت في كثير من الدول، وما حدث في الفترة الماضية لا شك أنه كان أمر ضرورى وساهم في الاقتصاد، لكن لا يمكن أن يتحقق إنعاش على المشروعات القومية ولا يمكن أن تكون البديل الوحيد، وليست بديلا عن الاستثمار الخاص، ولا يمكن أن تكون الحل الوحيد لكنها كانت ضرورة ونجحت بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد.

ما رأيك في أداء مجلس النواب وهل أنت راض عن أداء الهيئة البرلمانية لحزب الوفد؟
لا شك أن هناك عددا من البرلمانيين الوفديين يؤدون دورهم بشكل كبير وجيد، لكن أتمنى في الفترة المقبلة أداء أفضل، ودور البرلمان لا يقتصر فقط على إصدار تشريعات وإنما دوره رئيسى هو الرقابة على الحكومة ومراجعتها فيما تقوم به من إجراءات ومراجعتها في تنفيذ خطتها الاقتصادية وبرنامجها الذي اعتمده البرلمان، وهذا الدور في رأيى يشوبه كثير من القصور يشعر به الشعب والمواطن المصرى، ولا أعتقد أن المواطن يرضى عن أداء البرلمان، والبرلمان لا يحقق طموحات المواطن المصرى.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية