رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«دير السلطان» تجدد الأزمة بين الكنيستين المصرية والإثيوبية

فيتو

عادت أزمة دير السلطان بالقدس، للظهور مجددا بعد أن هدأت نسبيا عقب الاعتداء على رهبان الدير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تبعها بيان تطاول من الكنيسة الإثيوبية، اتهمت خلاله المجمع المقدس بالزيف فيما يخص ملكية الدير.


وحمل بيان الكنيسة الإثيوبية تطاولا، على قيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأكد الجانب الإثيوبي أنه بصدد إصدار بيان علني وإنتاج إعلامي متعدد، لشرح التاريخ الحقيقي للدير أنه ينتمي إلى الإثيوبيين وهو تراث قديم لكل الشعب الأسود ويعرض الأفعال التي زعم أنها خاطئة واستفزازية للأقباط.

وقرر المجمع المقدس للكنيسة الإثيوبية توجيه خطاب تقدير للحكومة الإسرائيلية ودعوتهم لبدء التجديدات بكنيسة القديس ميخائيل المتضررة.

وزعم المجمع أن بيان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشأن تاريخ وملكية دير السلطان للمصريين غير حقيقي، موضحا أنه سيصدر خطابا للرد عليه.

وأضاف أنه سيصدر بيانا للتأكيد أن الدير ينتمي لإثيوبيا وللحديث عن التاريخ الحقيقي له، مدعي أنه تراث قديم لجميع السود.

واقتحمت الشرطة الإسرائيلية، مدعومة بوحدات من الجيش دير السلطان وتم الاعتداء على الرهبان المصريين وسحل الراهب مكاريوس، أثناء الوقفة الاحتجاجية التي يقودها الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى المصري، وانتهت باعتقال الراهب.

فيما رد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية، بعد نهاية السيمنار، الذي عقد في دير الأنبا بيشوي، بوادي النطرون، على تطاول الكنيسة الإثيوبية.

وقال المجمع في بيان: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تأسست في القرن الأول الميلادي على يد القديس العظيم مارمرقس الرسول تتمتع بعلاقات طيبة مع كنائس العالم، وقد أرسل القديس أثناسيوس الرسولي في القرن الرابع الميلادي أبونا سلامة كأول مطران لإثيوبيا ومنذ ذلك الوقت لا تزال العلاقة بين الكنيستين قائمة على أسس المحبة والتعاون والاحترام المتبادل وقد ظهر ذلك جليًا في الزيارات المتبادلة المملوءة محبة بين بطاركة الكنيستين في العصر الحديث".

وأشار إلى أن دير السلطان القبطي هو أحد أديرة الكنيسة القبطية خارج مصر، ومباني الدير ومشتملاته ومكوناته تدل على هويته القبطية شأنه شأن جميع الأديرة القبطية، وهو جزء من ممتلكات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأراضي المقدسة، فهو مجاور لبطريركية الأقباط الأرثوذكس والكلية الأنطونية وباقي الممتلكات بالمنطقة.

وأكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في البيان، أنه لم تنقطع الرهبنة القبطية في الأراضي المقدسة، ولم يخل الدير إطلاقًا يومًا من الأيام من الرهبان الأقباط المصريين حتى الآن.
وقالت: "نشكر الله أنه على الرغم من المحاولات المتكررة للاستيلاء على الدير لمئات السنين استطاعت الكنيسة القبطية الاحتفاظ بالدير، وفي كل مرة كان يصدر الحكم في صالح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باستلام الدير بكل مشتملاته، حتى المرة الأخيرة في اعتداء 25 أبريل 1970م حكمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية أعلى سلطة قضائية في إسرائيل بتاريخ 16 مارس 1971م لصالح الكنيسة القبطية، لما لديها من مستندات تثبت ملكيتها وحيازتها للدير كوضع قانوني دائم في الأراضي المقدسة".

وأضافت: "لكن للأسف رفضت السلطة الحاكمة تنفيذ قرار المحكمة، وهنا نؤكد أن دير السلطان كان وسيظل أحد ثوابت مقدسات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأراضى المقدسة لكل مصرى في العالم أجمع".

وقالت الكنيسة: "أما عن بيان الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإثيوبية الشقيقة بخصوص دير السلطان والصادر في 5 نوفمبر 2018 فإننا ننأى عن الرد على ما جاء فيه من اتهامات ظالمة وإهانات جارحة ومغالطات تاريخية بخصوص ملكية وحيازة دير السلطان القبطي".

وأضافت: "هنا نريد أن نشكر كل من قام بالمساهمة في الحفاظ على الهوية القبطية المصرية لدير السلطان، ونثمن دور الحكومة المصرية بكل أجهزتها في الحفاظ على هذا الدير القبطي كأرض مصرية، ونشكر الله أن حكم محكمة الصلح الإسرائيلية الصادر في 28 أكتوبر 2018م بخصوص الترميم في دير السلطان اقتصر على أعمال الترميم على الأماكن الخطرة فقط داخل كنيسة الملاك ميخائيل، وأن يكون ذلك تحت إشراف مهندس مُعَين من قبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

وأكدت أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة كتابية آبائية وتتعامل مع القضايا الخلافية بروح المحبة والصلاة والسلام، كقول الكتاب المقدس "حد عن الشر واصنع الخير.. اطلب السلام وجد في إثره" (مزمور 34: 14).
Advertisements
الجريدة الرسمية