رئيس التحرير
عصام كامل

آنا إسكماني.. أول إيرانية في الكونجرس تدعم الاتفاق النووي وترفض النظام

فيتو

في ظل فوز المهاجرين والمرأة والأقليات بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، فازت مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكية من أصول إيرانية "آنا إسكماني"، بعضوية المجلس التشريعي الفيدرالي لولاية فلوريدا، عن الدائرة 74، ملحقة الهزيمة بغريمها الجمهوري ستوكتون ريفز، كأول إيرانية في الكونجرس الأمريكي.


و«إسكماني»، من مواليد 1991 وتبلغ من العمر 28 سنة، لوالدين إيرانيين هربا من سيطرة رجال الدين المتطرفين على السلطة في إيران بقيادة الموسوي الخميني، في 1979.

والتقى والدا "إسكماني" في فلوريدا حيث تزوجا وأنجبا آنا في العام 1990 ثم شقيقتها آيدا وابنا وحيدا هو آريا.

وقضت "إسكماني" معظم حياتها في مدينة "أورلاندو"، في ولاية فلوريدا، والتي ذهبت أغلب أصواتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016.

وجاءت وفاة والدة إسكماني وهي في سن الثالثة عشرة، بعد إصابتها بالسرطان، لتضعها أمام مسئولية كبيرة وتحمل مسئولية البيت، لتصمد أمام أول تجربة في حياتها بفقدان والدتها.

جامعة فلوريدا
ومع دخولها جامعة فلوريدا، بدأت إسكماني، رحلة الاهتمام بالشأن العام من مقاعد الدراسة الجامعية، حيث تولت منصب نائبة رئيس منظمة الطلاب الإيرانيين في جامعة فلوريدا المركزية.

وفي قيادتها لمنظمة الطلاب الايرانيين، لعبت دورا كبيرا في إنهاء المشكلات العديدة أمام طلاب إيران الفارين من النظام الديكتاتوري الديني في طهران، وكذلك ساهمت في الحصول العديد منهم على منح داخل الجامعات الأمريكية لتصبح رمزا لشباب أبناء المهاجرين في الجامعات الأمريكية.

سياسية وناشطة حقوقية
فتح لها العمل كنائبة لرئيس منظمة الطلاب الإيرانيين في جامعة فلوريدا المركزية، الاهتمام بالمواضيع الحقوقية، وخاصة التي تتعلق بالعرق والدين واللون والمرأة، وكذلك البيئة، لتفتح لها عالم أوسع من التشابك داخل مجتمع فلوريدا الكبير.

في الحزب الديمقراطي
كما مكنها العمل الحقوقي والطلابي من الانضمام إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي، حيث ترشحت في انتخابات الكونجرس عن الدائرة 74، ملحقة الهزيمة بغريمها الجمهوري ستوكتون ريفز، كأول إيرانية في الكونجرس الأمريكي.

وللمرة الأولى، تهزم امرأة من الحزب الديمقراطي رجلا من الحزب الجمهوري في فلوريدا، التي فاز فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأغلبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية في العام 2016.

الاعتزاز بأصولها الإيرانية
وتعتز "إسكماني" بأصولها الإيرانية حيث قالت في تصريحات صحفية: "هويتي الإيرانية جزء من مهم من كياني. جاء والداي من نقطتين مختلفتين في إيران؛ فأمي من مازندران وأبي من طهران، لكنهما تعرفا إلى بعضهما في فلوريدا، كنا ننتمي إلى طبقة العمال ولم يكن موقفنا المالي جيدًا. فقد كان والدي يعمل بأحد المطاعم حتى استكمل دراسته بجامعة فلوريدا المركزية وحصل على شهادة الهندسة، وحينها بدأ يعمل في مجال الهندسة وجنى من المال ما يكفى نفقاتنا".

وبعد فوزها بعضوية المجلس الفيدرالي لولاية فلوريدا، كتبت إسكماني: "نحن صنعنا التاريخ معا، ليس فقط أننا نافسنا الخصم، وسحبنا منه كرسي الولاية، بل لأننا للمرة الأولى أوصلنا إيرانية أمريكية إلى هذا المنصب الرسمي في فلوريدا"، ووعدت منتخبيها بالنضال من أجل تحقيق المساواة الاجتماعية وإلغاء التمييز بحق المرأة في المشاركة السياسية، وإيجاد حلول غير مكلفة لأزمات البيئة والصحة والسكن في فلوريدا.

صمت في إيران
وعلى المستوى الرسمى الإيراني، لم تحظ الإيرانية "إسكماني" بأي تهنئة أو تعليق من قبل مسئولي النظام الإيراني وهو ما ترك علامات استفهام كثيرة، أرجعها مراقبون إلى مواقف إسكماني من النظام الإيراني، وخروج والديها وآلاف الإيرانيين هربا من الديكتاتورية الدينية.

أحد الناشطين الإيرانيين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كتب: "أهم ما أنجزته آنا إسكماني أنها هاجرت إلى بلاد ديمقراطية، تحترم كيان المرأة، ولو أنها بقيت هنا، لكانت أقصى طموحاتها أن تكون زوجة رابعة لرجل مسلم، ينظر إلى العلاقة بالمرأة، انطلاقا من مفهوم الأجر والثواب".

كما أن لها آراء ناقدة للنظام الديني الحاكم في إيران، حيث دعمت نضال المرأة الإيرانية ضد نظام المرشد خامئني، ومن المدافعين عن الثور الخضراء 2009 في إيران ضد نظام خامئني.

وقالت لموقع "إيران واير": "تضاعف حبي واحترامي للمرأة الإيرانية على صمودها. ولقد رأيت كيف كانت المرأة الإيرانية دائمًا تتصدر الاحتجاجات المختلفة في إيران، ولا أدل على ذلك من مقتل (ندا سلطاني)، عام 2009م.. ولقد استغلت المرأة الإيرانية قبل وبعد الثورة زيها في التغيير الاجتماعي. كنت أستحسن شجاعة المرأة الإيرانية، وأقول لنفسي كأنه يجري في دمي ومسئوليتي تفرض علىّ السعى في إحقاق العدالة".

رفضت سياسة ترامب
وكانت إسكماني من المدافعين عن سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتوقيعه الاتفاق النووي مع النظام الإيراني، وعقب إلغائه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الماضي، قالت: "أصبت بخيبة أمل شديدة من انعدام ذكاء ترامب ورؤيته قصيرة المدى في مسألة الاتفاق النووي".
الجريدة الرسمية