رئيس التحرير
عصام كامل

«مزهريات ورد الحب».. زينة قصور الأعيان.. ولقمة عيش أهالي عرب الخيش بقنا (صور)

فيتو

"مزهريات للورد.. يا عاشقين الورد.. يامزهر الورد مين يشتريك مني.. اشتري المزهريات للأحباب.. زين بيتك".. بتلك الكلمات يقف عدد من الأشخاص يرتدون جلبابا صعيديا في وسط منطقة بالطريق الصحراوي، وإلى جوارهم مزهريات ورد الحب.


ولمعرفة سر هذه الصنعة تجولنا داخل عدد من البيوت القديمة بـ"عرب الخيش" أو سكان الجبل الغربي بقنا والمشيدة بالطوب اللبن، والتقينا بأهلها للحديث عن صناعة مزهريات الورد المصنوعة من الفخار، والتي يشتهرون بها..

رحلة تطور المزهريات
بداية قال منصور أحمد، أحد العاملين في صناعة المزهريات:"نعيش هنا على تلك الصناعة إلى جانب صناعات أخرى من الفخار لكن أكثر صناعة تلاقي رواجًا هذه المزهريات، خاصة وأن أغلب المارة على الطريق يكونون من الطبقات ذات المستوى الاقتصادي المرتفع.

وتابع:" أغلب المارة هنا من الأعيان وأولاد بشوات وبهوات وغاويين زراعة الورد وغيره، وبالنسبة لينا طبعا لقمة عيش حلوة في ظل الظروف الصعبة التي نعيش فيها هذه الأيام"، مشيرًا إلى أن اختيار المنطقة لم يكن بيدهم فهم توارثوا تلك البيوت من الآباء والأجداد الذين قطنوا وتعلموا تلك الحرفة.

"المزهريات كانت في البداية عبارة عن شكل دائري صغير ونحن طورنا فيها وأصبحنا نصنع أشكالا دائرية ومربعة".. بهذه الكلمات بدأ يحيى صابر، حديثه لكشف مراحل تطوير المهنة وتابع:"بدأنا نكبر حجم المزهريات حتى تستوعب كمية من الزراعة خاصة زراعة الفل والورد لأن الكثير من المارة يعشق زراعتهم في مزهريات كبيرة لوضعها في شرفات منازلهم أو الحديقة الخاصة بهم".

وعن نوعية الزبائن قال:"يأتي إلى هنا الكثير من الزبائن بالرغم من بعد المكان لأنهم يعرفون أننا تقريبا الوحيدون الذين نعمل في صناعة المزهريات، وكان في الماضي المدارس والمصالح الحكومية تشتري منا لكن حاليا عزفوا عن الشراء في السنوات الأخيرة".

توقف العمل في الشتاء
واستطرد صابر زين على، أحد الصناع:"نتوقف عن العمل في فصل الشتاء بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض درجة الحرارة بشكل كبير وخاصة أن بيوتنا كلها من الطوب اللبن وأغلبها مسقوف من الجريد، ومن الصعب العمل في الطين خلال فترة شهري ديسمبر ويناير وهما من أشد الفصول برودة".

"صناعة المزهريات تحتاج لجهد في العمل وهناك بعض الزبائن التي تطلب زخارف وتستغرق وقتًا طويلا حتى تجف ليتم عرضها وبيعها للزبائن، بهذه الكلمات لطه على، اختتمنا جولتنا داخل "الجبل الغربي" وسط حياة قاسية حيث قال:"رغم صعوبة الحياة إلا أننا نتناسى هذا عند رؤية مزهريات ورد الحب تزين شرفات المنازل وتصلح بين الأحباب ما أفسدته متاعب الحياة وأرهقته متطلباتها".
الجريدة الرسمية