رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد بهجت يكتب: محطات في قطار العمر

أحمد بهجت
أحمد بهجت

في مجلة الشباب عام 2000 كتب الكاتب الصحفى أحمد بهجت (ولد في 15 نوفمبر1932 /رحل2011) مقالا عن مشوار حياته في محطات قال فيه:

لى محطات في حياتى يمكننى أن أختصرها كل عشر سنوات فمثلا:
المحطة الأولى: لم أكتب عن مشاعرى بالعام العاشر لأننى لم أكن أحس بشيء خاص تجاه هذا العام، وكل ما كنت مشغولا به كتابة خطابات حب لجارتنا الطفلة، ولا أرسلها وعثر عليها أبى وكانت علقة ساخنة وأسدل الستار على الحب الأول.

المحطة الثانية: في سن العشرين وكتبت فيها عشرات القصص القصيرة، وكنت أتصور نفسى كاتبا للقصة، وكان يشغلنى عن الكتابة الرياضة التي اخترتها وهى كمال الأجسام.
 
المحطة الثالثة: وكنت مشغولا فيها بالعمل وقراءة القرآن الكريم.

المحطة الرابعة: سن الأربعين، يقول الفرنجة إن الحياة تبدأ بعد الأربعين، غير أننا لا نصدقهم ولا ينبغى أن نصدقهم، فالفرنجة أعداؤنا وربما يكذبون ليضللونا، في عيد ميلادى الأربعين وقفت أفكر ماذا لو احتفلت بعيد ميلادى على طريقة قدماء المصريين بشرائط الصمت المقدس ومسح الروح بالعطور والعنبر ثم استلقى في هدوء داخل تابوت في انتظار الخلود.

لم يعد باقيا إلا إحضار "الطورطة "ورشقها بأربعين شمعة وطفى الشمع والتهامها وأنا أصلا لا أحب "الطورطة" وكنت أفضل بدلا منها كيلو كباب.
أخيرا جاء سن الاربعين، إنه سن الأفول والغروب، إنها سنة قاسمة، هو سن كمال العقل وهى سن بدأت فيها رسالات الأنبياء وفيها يتحول الإنسان إلى الوقار، يقول الحق تعالى: «حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ».
انتهى الأمر بالنسبة للكائن فلم يعد يهمه شكله أو حول عينيه ناهيك عن ضغط الدم ووجع المفاصل، داخلى خوف خريفى غامض والقطار يجرى بسرعة الضوء.

المحطة الخامسة: سن الخمسين، يرى العقاد أن الثلاثين هي سن التحصيل والأربعين هي سن الجمع والثروة وأن الخمسين هي سن التصفية وعمل الحساب ليعرف الإنسان نصيبه من الربح والخسارة وأنا لم يكن المال موضع نظرى في الخمسين.
يقول صديقى إنه سن التغيير الشامل وهو ينصح باللجوء إلى الفتيات اللاهيات والزواج بإحداهن وارتداء البنفسجى والأصفر، وصديق آخر يقول عليك بتربية ذقنك وارتياد المساجد والزوايا، وثالث يرى أن الحياة تبدأ بعد السبعين.

المحطة السادسة: الستين احتفلت بعيد ميلادى الستين احتفالا محدودا، لقد بلغت المعاش وكل ما أدريه أنى أخفيت نبأ وصولى الستين وعشت أتجاهل الأمر تماما، لكنى في اليوم التالى أخبرنى زميلى عبد الوهاب مطاوع عن حفل تكريم يحضره نجيب محفوظ ومصطفى محمود وهيكل وتوفيق الحكيم وسعد وهبة وصلاح منتصر وعادل إمام وإسعاد يونس لبلوغى سن الرشد.
Advertisements
الجريدة الرسمية