رئيس التحرير
عصام كامل

في يومه العالمي.. التخلص من مرض السكر ليس مستحيلا.. حقنة جديدة تعمل من خلال المخ تقضي عليه.. برنامج لمدة 8 أسابيع كفيل بالتخلص منه.. ومتعافى: التزمت بنظام غذائي وتناول الأدوية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع مرور الوقت وتقدم العلم والطب وظهور الكثير من الاكتشافات، تغيرت لدينا المفاهيم وحتى المعلومات، فالأمراض التي كانت مستعصية أمس أصبح الشفاء منها اليوم أمرا سهلا، فمن كان يتخيل أن يأتي عصر يعالج فيه مرضى السكر نهائيا من المرض المزمن.. الحلم أصبح حقيقة، بعدما استطاع البعض تحدي المرض، وفي اليوم العالمي للمرض، نستعرض كيفية الوصول لحالة الاستشفاء الكاملة منه.


يصيب مرض السكر أكثر من 8.2 ملايين شخص في مصر، وإذا لم يتم تشخيصه مبكرًا يسبب مضاعفات خطيرة على الكلى والعين والقلب والمخ، لذلك ينصح الأطباء بضرورة المتابعة المستمرة، مع تحليل نسبة السكر على مدار اليوم لتجنب حدوث المضاعفات، وإذا تم الانتظام في العلاج سيسشفى نهائيا منه، وخاصة أن مرض السكر النوع الثاني ينتج من زيادة السكر في الدم بسبب عدم كفاية الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس.

حالة شفاء
ونجح مريض السكر من النوع الثاني "حسين محمد" 62 عاما من محافظة القاهرة، في التغلب على مرض السكر والشفاء منه نهائيا من خلال التحكم في الطعام وتنظيمه، وهذه الحالة على سبيل المثال لا الحصر.

وأكد أنه قرر اللجوء لخبير تمرينات رياضية لإنقاص وزنه بشكل كبير، وفي نفس الوقت توقف نهائيا عن تناول الأطعمة الدسمة والحلوى، والانتظام في تناول العلاج بناءً على إرشادات الطبيب المختص، منوها بأنه خلال 10 أسابيع انخفض وزنه كثيرا وهبطت نسبة السكر في دمه إلى أقل من 6 %.

وأضاف أنه بعد أسبوعين فقط من ممارسة التمارين الرياضية بدأ يتخلى عن الدواء تدريجيا، ثم بعد ثمانية أسابيع أجرى فحصا طبيا ووجد أن نسبة السكر في دمه هبطت إلى أقل من 6%، مؤكدا أن الأمر أصبح غاية في السهولة من الشفاء ولكن يتطلب فقط الالتزام بالتعليمات.

العادات الصحية
العادات الصحية المفترض الالتزام بها للوصول لتلك المرحلة حسبما نشر على الموقع الطبى الأمريكى الشهير "webmd"، تشمل: الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالسكر، نظرًا لأن السكر يرفع بشكل ملحوظ مستويات الجلوكوز بالدم.

وينصح الموقع الأمريكي باستخدام أطباق صغيرة وتناول كميات أقل من الأطعمة، وهى فرصة كى تتناول كل ما تحب مثل الأرز والمكرونة والبطاطس دون الخوف من حدوث أي مضاعفات مرضية.

كما دعا إلى الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة والابتعاد عن النشويات، لأنها تساهم في تعزيز الشعور بالشبع لفترة طويلة وستحافظ على ثبات وزنك، للإكثار من تناول الخضراوات، والفواكه، واللحوم، والابتعاد عن النشويات.

وطالب بالتعامل بحرص مع الدهون، فعلى الرغم من أنه لا يمكن الاستغناء عنها إلا أنه يجب اختيار الأنواع الصحية التي تحتوى عليها مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو.

ونصح بتناول منتجات الألبان قليلة الدهن، كما نصح بتجنب تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون لمنع الإصابة بالسمنة، وهى أحد العوامل الرئيسية للسيطرة على مرض السكر.

كما نصح الموقع بتناول اللحوم التي تحتوى على نسبة قليلة من الدهون، وأكل لحوم الدواجن والطيور بعد نزع جلدها، وأكد أنه يفضل شوى اللحوم أو سلقها، والابتعاد تمامًا عند قليها.

وأكد أهمية تناول كميات كبيرة من المياه الأمر الذي يساهم في منع الإفراط في تناول الطعام ويحد من اكتساب المزيد من الوزن، كما أن تناول المياه بكثرة يساهم في خفض مستويات الجلوكوز بالدم.

وأخيرا يجب تجنب تناول الخمور والمشروبات الكحولية نهائيا، وأخذ العلاج بانتظام، وزيادة الطبيب بشكل دوري.

نظام غذائي
أكدت دراسة لباحثين من جامعة نيوكاسل، شمالي إنجلترا، عن أمراض السكر أن نظاما غذائيا لمدة ثمانية أسابيع عبارة عن 600 سعر حراري يوميا، يمكن أن يشفي تماما من مرض السكري النوع الثاني (المكتسب) في المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم مبكرا.

ووجد الباحثون أن نظاما غذائيا قليل السعرات يقلل مستويات الدهن في البنكرياس والكبد، بما يساعد على عودة إنتاج الأنسولين إلى معدلاته الطبيعية.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن سبعة من 11 أجريت عليهم التجربة تخلصوا تماما من المرض بعد ثلاثة أشهر.

العلاج المستقبلي
وعلي المدى البعيد، فقد أثبتت البحوث العلمية أننا على مشارف عصر جديد في التعامل مع مرض السكر يقضي عليه نهائيا، فقد فجرت الدكتورة عبير زكريا أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء بطب القاهرة، خلال انعقاد مؤتمر الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم المنعقد في أكتوبر من العام الماضي بالقاهرة، مفاجأة تعد بشرى وأملا جديدا لمرضى سكر النوع الثاني للشفاء التام من المرض، وليس العلاج فقط، بعد اكتشاف حقنة جديدة تعمل من خلال المخ وليس من خلال البنكرياس، أو الكلى تشفى تماما من السكر، ولا تعتبر علاجا مؤقتا للمرض.

وقالت الدكتورة عبير زكريا إن الأبحاث على هذه الحقنة تتم في مراحلها الأولية على حيوانات التجارب لإنتاج حقنة جديدة تعمل من خلال المخ ويتم حقنها فيه، حيث يتم مشاركة المخ في ضبط معدلات السكر بالدم، موضحة أن المخ تقل استجابته لنسبة السكر الطبيعية في الدم لوجود خلل في المستقبلات الخاصة باستشعار نسبة السكر فيرسل إشارات يثبط بها البنكرياس عن إفراز الأنسولين.

الامتناع عن الطعام
كما استنتج علماء من جامعة نيوكاسل في بريطانيا من نتائج عدة دراسات علمية أنه يمكن بواسطة الجوع علاج المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر، حيث استندوا في دراستهم إلى النظرية التي طرحت، والقائلة بأنه على الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر الامتناع عن تناول الطعام لفترة معينة، كنوع من العلاج.

وقرر العلماء هذه المرة التعمق في دراسة ما جاء في هذه النظرية، حيث أجروا تجربة على أشخاص متطوعين يعانون من النوع الثاني من مرض السكر، وتبين بنهاية هذه التجربة (الجوع) أن جميع المشتركين فيها شعروا بتحسن حالتهم الصحية وفقد كل واحد منهم نحو 15 كيلو من وزنه كمعدل، وعادت غدة البنكرياس إلى إفراز هرمون الأنسولين بالكمية المطلوبة، وبالتالي أصبح مستوى السكر في دمهم ضمن المعايير الصحية، فما زال الأمل موجودا.
الجريدة الرسمية