رئيس التحرير
عصام كامل

تيموثي إيفانز.. حكاية متهم تسبب في إلغاء عقوبة الإعدام ببريطانيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

رغم مرور أكثر من 60 عامًا على إعدام تيموثي إيفانز، إلا أن بريطانيا ما زالت تتذكر تلك المتهم البريء، الذي تسبب في إلغاء عقوبة الإعدام من بريطانيا، وتحي ذكراه بعدما وقع الظلم عليه وتعرض لعقوبة الإعدام بخداع من جاره السفاح، الذي اتهمه بقتل زوجته وأولاده.


طفولة بائسة
تيموثي إيفانز، مواطن بريطاني، ولد عام 1924، في مقاطعة "ويلز" بالمملكة المتحدة، تمكن من إلغاء عقوبة الإعدام بالمملكة لعدم أعدم ظلمًا، منذ طفولته كانت حياته غير عادية، ففي اليوم الذي ولد فيه هاجر والده وتركه مع والدته دون عائل أو دخل يمكنهما من العيش، لكن والدته حملته مسئولية فرار والده وتركته هي الأخري في سن الخامسة لعمته وتزوجت بشخص آخر، ليصبح الطفل المسكين بلا أب أو أم قبل أن يبلغ عامه السادس.

وبعد خروج والديه من حياته، وبسبب الضغوط النفسية التي تعرض لها أصبح منطويًا على نفسه، حتى إنه بعدما دخل المدرسة أصبح يوصف بين زملائه بالطفل الغبي بسبب مشكلات بنيته الضعيفة، ولم يستمر هذا الأمر طويلًا حتى تم فصله من المدرسة في سن الـ10، ومن ثم تعرض لحادث بقدمه تتسبب في قضائه باقي حياته مصابًا بالعرج، حتى إنه كان يتم رفضه في كل أنواع العمل نظرًا لتلك العاهة التي تمنعه من تأدية أي نوع من الأعمال الشاقة.

الكاذب
بعدما عرف في السنوات القليلة التي قضاها في التعليم بالولد "الغبي"، أصبح بعد هذه المرحلة مشهورًا بـ"الكاذب"، بسبب أنه يختلق القصص الكاذبة باستمرار ويقنع أصدقاءه به، وذلك بسبب الحياة البائسة التي تعرض لها في طفولته.

ابتسامة وحيدة
لمرة واحدة قررت الحياة أن تبتسم له قبل أن تتجه نحو المنعطف الأسوأ في حياته، حيث إنه عندما أتم عامه الـ20 تعرف على فتاة جميلة وتمكن من إقناعها بحبه لها والزواج منها، ثم أنجب منها طفلة أجمل بعد عام واحد، وتمكن في نفس الوقت من إيجاد شقة للعيش فيها، لكن بعد فترة أخبرته زوجته بأنها حامل مرة أخرى، وذلك في نفس اليوم الذي تم طرده من العمل، لتبدأ بعد ذلك المشكلات والخلافات بينهم وتتعالى أصواتهما.

الجار قبل الدار
كان حظ كان حظ إيفانز السيئ يلاحقه كظله تمامًا، حتى في جيرانه، حتى أنه وقع في جيرة أشهر سفاحين بريطانيا "جون كريستي" والذي لم يكن معروفًا في هذا الوقت بالطبع، إذ كان يبدو ككهل ضعيف مسكين، استطاع خداع كل من حوله وأولهم تيموثي وزوجته، لكنه في الحقيقة لم يكن سوى قاتل مهووس، كان يستغل حديقة منزل ايفانز لدفن ضحاياه.

واستغل كريستي العلاقة المتوترة بين الزوجين، وأوهمهما بأنه يعرف طبيبا قادرا على إجهاض الطفل سرًا، حتى يتخلص من هذا العبء وفي نفس الوقت لن يجعله مُرتكبًا لجريمة الإجهاض، حتى أقنع زوجته بالتخلص من الطفل.

ذهبت زوجة تيموثي إلى جون كريستي دون زوجها لانشغاله بمقابلة عمل، ولم يستطع كريستي وقام باغتصابها وقتلها هي وطفلتها وبعد ذلك دفنهما في الحديقة، وعند عودة إيفانز أخبره كريستي بأن زوجته ماتت أثناء عملية الإجهاض وأن طفلته قد لحقت بها، الغريب أن تيموثي صدق ذلك.

ماذا حدث؟
بعد أسبوع من تعرض إيفانز للصدمة بوفاة زوجته وطفلته، بدأ يفكر ما هي علاقة الطفلة بوفاة والدتها وكيف توفت، وأين جثثيهما، واستقر الأمر إلى أن أبلغ الشرطة بالأمر وانتظار ما تسفر عنه التحقيقات، لكن عندما مع الشرطة إلى منزل كريستي نفي معرفته به، حتى ألحقت الشرطة التهمة له.

إلغاء العقوبة
اتهم ثيموثي بقتل زوجته وأكد ذلك الشجار الناشب في الفترة الأخيرة والذي كان جيرانه يسمعونه، واستغل كريستي حالته الهزيلة لينفي الاتهامات عنه، ليتم بعد ذلك محاكمة تيموثي بتهمة القتل العمد وإعدامه بعدها بأقل من ستة أشهر، أما كريستي فقد استمر على وتيرة الإجرام حتى تم إلقاء القبض عليه ذات مرة واعترف بكل جرائمه، ومن ضمنها جريمة قتل زوجة تيموثي وطفلته، لتتم براءة تيموثي المظلوم بعد موته وتخليد قضيته.

تحت ضغوطات الرأي العام قررت بريطانيا إلغاء عقوبة الإعدام نهائيًا كي لا يتكرر ما حدث مع تيموثي إيفانز.
الجريدة الرسمية